معهد الفلك يكشف أهم الظواهر الفلكية لشهر يناير
كشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن أهم الظواهر والأحداث الفلكية لشهر يناير 2022، حيث تظل إمكانية رؤية الكواكب الأربعة (المشترى- زحل- عطارد- الزهرة) بالعين المجردة بعد غروب الشمس مباشرة، وترتيبها كما هو من أعلى لأسفل، حيث يكون المشترى أعلى كوكب في السماء الغربية ثم يليه زحل ثم عطارد ثم الزهرة.
وقال تادرس، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن كوكب المريخ (المميز بلونه الأحمر) سيشرق فجرًا قبل شروق الشمس طوال شهر يناير، وتستمر رؤيته إلى أن يختفي في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأضاف أن القمر الجديد (محاق يناير) سيشرق غدًا مع الشمس ويغرب معها في ذلك اليوم حيث يكون وجه القمر المضيء ناحية الشمس والمظلم أو ظله ناحية الأرض، ولن يكون القمر مرئيًا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم، مؤكدا أنه أفضل وقت في الشهر لمراقبة الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية والكويكبات البعيدة.
وأشار إلى أن هلال القمر سينضم إلى مشهد الكواكب الأربعة بداية من بعد غد الإثنين لعدة دقائق فقط بعد غروب الشمس مباشرة، ثم يبدأ القمر في الارتفاع التدريجي مع تقدم الأيام.
ولفت إلى ذروة زخة شهب الرباعيات في السماء بدءا من بعد غد الإثنين ولمدة يومين، وهي من زخات الشهب المتوسطة، حيث يصل عدد الشهب فيها إلى 40 شهابًا في الساعة بافتراض ظلمة السماء وصفاء الجو، وهي ناتجة عن مخلفات كويكب قديم يعرف باسم 2003 EH1، والذي تم اكتشافه عام 2003.
وأوضح تادرس أن هلال القمر سيغيب في وقت مبكر من مساء تلك الليلة تاركًا السماء مظلمة تمامًا، ولكن أفضل وقت لرؤية زخات الشهب يكون بعد منتصف الليل بعيدا عن أضواء المدينة، بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء.
وأشار إلى اقتران القمر مع كوكب زحل في 4 يناير، ثم اقترانه مع كوكب المشتري في 6 يناير، ثم يرتفع في السماء ويتراءى تربيعا في 9 يناير، كما سيقترن الكوكبان (عطارد وزحل) يوم 13 يناير حيث يمكن رؤيتهما في السماء الغربية.
وأوضح أن الاقتران هو اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي، أما المسافة الحقيقية بين هذين الجرمين فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلو مترات.
وقال إنه في يوم 7 يناير سنلاحظ أن كوكب عطارد كان بمحازاة الزهرة يوم 30 ديسمبر، ثم بدأ في الارتفاع التدريجي فأصبح أعلى من كوكب الزهرة في السماء الغربية، حيث يبلغ أقصى استطالة له من الشمس يوم 7 يناير بنحو 19.2 درجة، وهو أفضل وقت لمشاهدة وتصوير عطارد.
وأضاف أن الاستطالة هي الزاوية الظاهرية بين الشمس وأحد الكواكب الداخلية (عطارد أو الزهرة) عندما تقاس من الأرض، وتبلغ استطالة كوكب الزهرة أكبر من كوكب عطارد، لذلك يرى كوكب الزهرة بطريقة أسهل ولفترة أطول من كوكب عطارد ذي الاستطالة الأقل.
وأوضح أنه في 17 يناير سيكتمل القمر (بدر يناير) ويبلغ لمعانه 99.8% ويُعرف هذا البدر عند القبائل الأمريكية باسم وولف مون (قمر الذئب) لأنه في هذا الوقت من العام تجتمع الذئاب الجائعة وتعوي خارج بيوتها، كما يُعرف هذا القمر باسم القمر القديم أو بدر ما بعد عيد الميلاد.
وتابع أنه في هذا اليوم أيضا (17 يناير) يقترن القمر مع النجم بولوكس (بيتا برج الجوزاء/ التوأم) حيث نراهما متجاورين في السماء مساء منذ دخول الليل وحتى ظهور شفق الصباح في اليوم التالي.
ولفت إلى اقتران القمر مع خلية النحل يوم 18 يناير، حيث يقترن القمر مع الحشد النجمي (خلية النحل) في برج السرطان في ذلك اليوم، حيث نراهما متجاورين في السماء عند دخول الليل مباشرة وحتى ظهور الشفق الصباحي فجر اليوم التالي، موضحا أن رؤية هذا المشهد تحتاج إلى استعمال نظارة معظمة أو تلسكوب صغير حيث إن الحشد النجمي خلية النحل لا يُرى بالعين المجردة.
وأشار إلى اقتران القمر مع المريخ يوم 29 يناير فجرًا، ويمكن رؤية هذا المشهد حيث يشرق القمر أولًا في 4:15 صباحًا ثم يشرق المريخ في 4:40 صباحًا ويكونا متجاورين إلى أن يشتد ضوء الشفق الصباحي.