طرح النسخة العربية من رواية «جزيرة الغروب» لجيلبير سينويه
صدرت حديثًا عن منشورات الجمل، النسخة العربية لأحدث إبداعات الكاتب المصر الأصل، الفرنسي الجنسية جيلبير سينويه، رواية "جزيرة الغروب"، ومن ترجمة محمد جليد.
ورواية "جزيرة الغروب"، هي الجزء الأول من ثلاثية روائية يخصصها الكاتب جيلبير سينويه لتاريخ المغرب ما قبل الاحتلال الفرنسي ــ الأسباني، وهي تتناول شخصية السلطان إسماعيل وتحديات حكمه، في زمن اشتدت فيه القلاقل الداخلية والتحرشات الأوروبية والعثمانية بسيادة البلد.
في ظل هذا الوضع المتأزم، سيحاول السلطان اجتراح المستحيل، إذ سينجح في إخماد انتفاضات القبائل وتمردات المقربين منه، وفي تحييد الإمبراطوريات الأوروبية الكبري.
تأخذ رواية "جزيرة الغروب" قارئها في رحلة إلي اتجاهات تاريخية متعددة، عبر رؤية "كاسيمير جيوردانو"، هذا الفرنسي الذي اتخذه السلطان طبيبًا شخصيًا له، لا يكتفي كاسيمير جيوردانو بسرد الحقبة التي عايشها، بل يرتحل، ذهابًا وإيابًا، بين عصور وشخصيات متعددة: مملك الأوراس، المماليك المغربية المتعاقبة (الأدارسة، المرابطون، الموحدون، المرينيون، الوطاسيون، السعديون، العلويون)، ديهيا، إدريس الأول، زينب النفزاوية، السلطان إسماعيل، لويس الرابع عشر، والغاية من ذلك محاولة استكشاف كيان ذي طبيعة خاصة في هذا "الشرق" المضطرب.
"قوس النصر" جديد الروائي كنعان مكية
كما يصدر قريبًا عن منشورات الجمل أحدث أعمال الكاتب العراقي كنعان مكية، كتاب "قوس النصر"، وبعنوان فرعي"الفن الشمولي في عراق صدام.
ويستهل كنعان مكية كتابه "قوس النصر" متسائلًا: بعد كل ما حدث في العراق "الجديد"، منذ العام ٢٠٠٣ ما معني مواجهة نصب النصر اليوم؟ "مواجهة النصب" عملية استذكار تقابلها عملية نسيان، ولكن النسيان لا يحدث بتدمير رموز أنظمة الماضي، لأننا في اللحظة التي نختار كشعب أن يتحول هذا النصب إلي رمز لأستذكار قسوة النظام السابق، ينقلب معناه الأصل الذي أراده صدام حسين إلي عكسه تمامًا، لن يعود رمزًا يمجد الاستبداد، بل شاهد علي ذلك الاستبداد نفسه.
ويتابع "مكية" في مقدمته لكتاب "قوس النصر": قد يسقط نظام الحكم ليحل مكانه نظام حكم جديد، ولكن القبح والابتذال المقترن بالأول يتفاقم في الثاني، هذا هو الدرس الحقيقي لما شيد في ساحات النجف والكوفة وما يماثلها في سائر مدن العراق.
ليس هناك شك في أن العلاقة وثيقة بين قبح قوس النصر الذي ترجع فكرته إلي خطاب صدام حسين في ٢٣ أبريل ١٩٨٥، وسيوف النجف والكوفة المبتكرة في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، لقد تسربت القيم الجمالية التي أرساها الطاغية صدام حسين عبر الأجيال، لتضرب اللاوعي العراقي في الصميم، حد أنها شوهت إنسانيتنا كلنا، بدأنا بقبح الشكل والرمز والمادة التي جاءتنا من الدولة الشمولية في العراق، ولكننا انتهينا إلي ما هو أهم من ذلك بكثير: هبوط أخلاقي شامل يمثل خطرًا علي مستقبل كل عراقي.