إكسبو دبى 2020.. الجناح المصرى «3-5»
من دواعى سرورى أن ينشر مقالى فى اليوم الأول من العام الجديد، جعله الله عامًا سعيدًا علينا جميعًا، وأن يتحقق لنا فيه الأوفق والأصلح، وما يضاعف سرورى أن يكون مفتتح الكلام عن مصر التى هى دائمًا مصدر العزة والفخر، ويتعمق هذا الشعور عندما يكون مصدر التيه بعيدًا عن أرض الوطن، فى ساحة تتجمع فيها ١٩٢ دولة من دول العالم، وكل دولة تعرض أحسن ما لديها من ماضٍ وحاضر ومستقبل.
كنت قد وصلت إلى مطار دبى مساء الإثنين، نزلنا فى المبنى رقم ٣ المخصص للقادمين والمسافرين على شركة «طيران الإمارات»، وهو أحدث وأكبر مبانى الركاب فى المطار، إذ تبلغ مساحته حوالى مليون و٥٠٠ ألف م٢، وقد تم افتتاحه فى أكتوبر ٢٠٠٨، وتبلغ القدرة الاستيعابية لمبنى ٣ حوالى ٤٣ مليون راكب سنويًا.
عندما وصلنا كانت الساعة السادسة بالتوقيت المحلى لدبى، الذى يزيد ساعتين على توقيت القاهرة، مشينا لمسافات طويلة يُسهلها وجود الحصيرة المتحركة، ومن الزجاج المحيط بممر الخروج لاحظت الطراز المعمارى للصالة التى تستلهم القباب الإسلامية كوحدات أساسية للبناء والديكور، كما تنتشر النخيل الصناعية التى تمتد لارتفاعات شاهقة.
عند الجوازات حصلت على جواز سفر إكسبو، وعندما سألت عن تذكرة الدخول المجانية، أخبرنى الموظف أنها قد انتهت، رغم وعد الخطوط الإماراتية بتوفير دعوة مجانية لكل القادمين من الخارج لزيارة إكسبو دبى ٢٠٢٠، ولم يحصل أى من المصاحبين لى فى الرحلة على هذه الدعوة، بل إن أكثرهم لم يحصل على الجواز الأصفر الخاص بإكسبو ٢٠٢٠.. ورغم ضيقى من هذا الموقف، إلا أن الابتسامة المهذبة المعتذرة، جعلت الأمر يهون وكأننى لم أفارق مصر بموظفيها الذين يبدون لك كثيرًا من قلة الحيلة أمام واقع لا تستطيع إلا أن تتفهمه وتقبله وتعبر الموقف كى تمضى أمورك بسلام . لكن هذه مصر التى لا نكف فيها عن التذمر من أى إجراء، أو طابور، فما بالنا ونحن فى دبى لا نتذمر لهدر حق أو الإخلال بوعد.
ويبدو أننا كمصريين نحتاج لتدريبات على الثقة بالنفس وبما نملك وما لدينا من إمكانات، والثقة بالنفس غير المظهرية والجعجعة، إنها طريقة التفكير العلمية المنظمةً التى تجعلنا نعرف ماذا نفعل؟ وكيف؟ ومتى ولماذا؟ وعندما تتكون لدينا هذه المهارة ونمارسها فى حياتنا اليومية ستصير ملكَة، جزءًا من شخصيتنا، وقتها لن نقلل من حجم إنجازات دولتنا أو من قدرتنا على تحسين أحوالنا على كل المستويات، ولن نتذمر من الوقوف فى الطابور المصرى، لأن العالم كله يسير فى طوابير.
بعد عبور الجوازات ستكتشف اختفاء الإماراتيين طوال تحركك فى المطار والشوارع والفندق، سيحيط بك رجال الأمن من الهند وباكستان والفلبين و.. و.. وسيجرى لى طبيب صينى أو تايوانى مع مساعدته الفلبينية مسحة كورونا، ونركب «باص» للفندق يقوده باكستانى يتحدث الأوردو، وأندهش أننى أعرف الشاعر: محمد إقبال، فأكملت له بالإنجليزية إننا نعرف قصائده، ومنها غنت كوكب الشرق أم كلثوم أغنية «حديث الروح» عام ١٩٦٧.
فى اليوم الثالث لوصولى دبى شددت الرحال مع مرافقيى فى الرحلة إلى معرض إكسبو، وكان المشرفون على الرحلة قد حددوا لنا الثالثة عصرًا كموعد لدخول الجناح المصرى، وقد تم تحديد الموعد بنظام الحجز المسبق حتى لا نتعرض للوقوف فى الطابور الطويل أمام باب الدخول للجناح المصرى، وعرفت من الأصدقاء المصريين أن جناحنا فى إكسبو دبى من أكثر الأجنحة ازدحامًا وإقبالًا من الزائرين فى المعرض.
يقع الجناح المصرى فى منطقة الفرص، حيث يُقسم معرض إكسبو دبى إلى ثلاث مناطق: منطقة الاستدامة ومنطقة التنقل ومنطقة الفرص.
وفى منطقة الفرص يتاح للزوار رؤية كيف تتشابك حيواتنا وأفعالنا كبشر، وتجارب لدول وشعوب من أنحاء العالم يحولون أحلام اليوم وتطلعاته إلى واقع الغد، فهى منطقة رسم ملامح المستقبل عبر إطلاق الإمكانات الكامنة. وتضم منطقة الفرص، الأجنحة الواعدة بفرص الاستثمار والتقدم، ومنها دبى، السعودية، مصر، سويسرا، وغيرها.
من بعيد يلفت انتباهك الجناح المصرى بتصميمه الذى وضعه المهندس المعمارى «حازم حمادة»، والنقوش الفرعونية التى تكسو جداره الخارجى، الثلاثى الأضلاع محاكيًا تصميم الأهرامات الثلاثة، ويتكون الجناح من ٣ طوابق ويمتد على مساحة ألف متر مربع.
فى الثالثة عصرًا كنت على باب الجناح المصرى، متشوقة لمعرفة أسرار جاذبيته من الداخل.
وللحديث بقية.