حامل شعلة التنوير.. جهود جابر عصفور في مواجهة التيارات الظلامية
كان مدافعا شرسا عن مشروع النهضة التنويري، ومن أشجع من واجهوا تيار الإسلام السياسي وفي القلب منه الفصيل السلفي، ولم يخلو لقاء إعلامي له سواء مقروء أو مسموع أو مرئي من مدافعه الثقيلة التي طالما أطلقها في وجه أعداء الحياة من الظلاميين. إنه تلميذ سهير القلماوي وطه حسين، الدكتور والمفكر حامل شعلة التنوير جابر عصفور.
توفي وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور، صباح اليوم الجمعة، بعد أيام من تعرضه لوعكة صحية، دخل على إثرها العناية المركزة.
ويعد المركز القومي للترجمة من أهم إسهامات دكتور جابر عصفور في الوسط الثقافي العربي والمصري، والذي كان صاحب ومبادرة تأسيسه عام 2006. وكان عصفور يرى أن النشر الحكومي هو عصب الثقافة المصرية، ولم يكن لديه مانع في أن تنشط جهات للنشر داخل وزارة الثقافة٬ لكن بشرط ألا تكون المسألة فوضى.
ونفس الأمر في الهيئة العامة لقصور الثقافة٬ وهي ليست منافسا للهيئة العامة للكتاب٬ وهو ما يحدث الآن٬ وإنما ينبغي أن تنشر الكتب التي يكتبها أبناء الثقافة الجماهيرية٬ من المبدعين في المحافظات٬ خاصة لبعدهم عن القاهرة وغيرها من المحافظات عن منافذ النشر٬ أو أن تقوم هيئة قصور الثقافة بأخذ الكتب التي يحبها ويفضلها٬ أبناء الثقافة الجماهيرية وتقدمها لهم بأسعار رخيصة. علي الجانب الآخر لا نريد أن يكون هناك فسادا٬ ولا أي مجال لنشر الفساد٬ وعلي سبيل المثال إذا تحدثنا عن الثقافة الجماهيرية٬ أولا هي تنشر لأدباء الأقاليم٬ كما أنها تنشر الكتب التي يريدها أدباء الأقاليم بأسعار رخيصة جدا٬ كأنها مكتبة أسرة أخري.
ـ اتفق مع سياسة توحيد جهات النشر في جهة واحدة
كما شجع الدكتور جابر عصفور على توحيد جهات النشر٬ مثلا الكتب المترجمة تكون مسئولية المركز القومي للترجمة٬ فما المعني أو الجدوي من وجود هيئات للترجمة في الهيئة العامة للكتاب٬ وفي الثقافة الجماهيرية٬ هنا ترجمة وهنا ترجمة "مينفعش" يجب أن تتوحد وتذهب كلها إلي المركز القومي للترجمة.
- لجنة للنشر الحكومي يرأسها وزير الثقافة
وكان الدكتور جابر عصفور خلال لقاء له مع الــ "الدستور"، قد اقترح أن تكون هناك لجنة نشر٬ يرأسها وزير الثقافة مباشرة٬ وتكون قراراتها صارمة وملزمة لجميع الجهات٬ خاصة وأن جهات النشر الحكومية تعاني من مشكلتين٬ أولا التكرار٬ ثانيا ضعف التوزيع. بالنسبة للثانية يمكن للوزارة أن تلجأ إلي خبراء توزيع متخصصين كبار٬ أو أن يتفقوا مع شركة توزيع كبيرة٬ توزع إصدارات كل الوزارة٬ أما مشكلة التكرار٬ فيمكن حلقها بأن تنشر كل مؤسسة ما يخصها .
"عمر النجار" والخيط الرفيع بين المقاومة والإرهاب
في كتابه "المقاومة بالكتابة"، وصف الدكتور جابر عصفور "عمر النجار" بطل رواية تلك الأيام بالإرهابي٬ وعقد مقارنة بين الإرهاب المدني والإرهاب الديني، مشيرا إلي أن عمر النجار لم يكن يقتل الإنجليز فقط وإنما كان يقتل مصريين أيضا.
وعن الكتاب قال "عصفور": أولا كتاب المقاومة بالكتابة يأتي ضمن مخطط كتابي وضعته منذ زمن٬ خاصة وأن لدي رغبة في تأليف سلسلة كتب٬ عن الرواية والقمع٬ وفي رأيي أن القمع٬ له أكثر من شكل٬ أولها معروف جدا وهو القمع السياسي٬ وهو ما أخرجته في هذا الكتاب٬ ثانيا القمع الديني وتناولته في كتاب "مواجهة الإرهاب: قراءات في الأدب المعاصر"٬ وهناك كتاب ثالث عن القمع الاجتماعي٬ أتناول فيه الروايات التي رصدت أشكال القمع الاجتماعي٬ مثل روايات لطيفة الزيات٬ روايات إحسان عبد القدوس٬ روايات يوسف إدريس ومنها العيب والحرام٬ وأيضا روايات الكاتب الكويتي الشاب "سعود السنعوسي" في روايته "ساق البامبو" وهكذا.
الفكرة مشروع عن القمع٬ فأنا مؤمن بأننا مجتمعات قمعية٬ وأن قمعنا يسري في الهواء٬ فهناك قمع سياسي وقمع ديني وقمع اجتماعي٬ لذا فليس لدينا عقليات إبداعية بمعنى الكلمة٬ ولا يوجد لدينا أيضا حرية اجتماعية٬ ولا حتي لدينا تصور عما يترتب علي الحرية٬ لهذا تحدث لدينا مشاكل. عمر النجار كان يشتغل في الإرهاب سواء الإنجليز أو السياسيين المصريين .