الأمم المتحدة تحذر من استمرار تعليق المساعدات الإنسانية فى شمال إثيوبيا
كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في أحدث تقرير له، عن آخر تطورات الوضع الإنساني في شمال إثيوبيا، مشيرا إلى أن نسبة ضئيلة فقط من المتضررين هناك هم من يتلقون المساعدة الفعلية، متوقعا أن يزداد الوضع تدهوراً خلال الأيام المقبلة إذا لم تدخل إمدادات إضافية من المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى المنطقة التي مزقتها الحرب منذ أكثر من عام.
وقالت الأمم المتحدة في تقريرها المنشور على موقع "ريليف ويب" التابع للمنظمة الدولية، إن الوضع في شمال إثيوبيا "لا يزال مزريًا ومتوترا"، حيث يحتاج أكثر من 5 ملايين شخص، أي ما يبلغ 90% من السكان، إلى المساعدة الإنسانية العاجلة، مضيفة أن الأنشطة الإنسانية في المناطق المتاخمة لإقليم تيجراي تأثرت بشكل كبير بتدهور الوضع الأمني واستمرار القتال والعمليات العسكرية في عدة مواقع في تيجراي وأمهرة وعفر.
مقتل عشرات المدنيين في سلسلة جديدة من الهجمات الجوية
وكشفت المنظمة عن ورود تقارير تفيد بأن الغارات الجوية التي شنها سلاح الجو الإثيوبي على جنوب تيجراي في الفترة بين 19 و24 ديسمبر الجاري أدت إلى خسائر مدنية جماعية، شملت مقتل عشرات المدنيين، في سلسلة من الهجمات الجوية هي الأشد حيث خلفت أكبر عدد من الضحايا والإصابات التي تم الإبلاغ عنها منذ أكتوبر الماضي.
ولفتت إلى أنه تم الإبلاغ عن هجمات جوية ضد محطة فرعية رئيسية للتحكم في الطاقة الكهربائية في شمال ميكيلي، العاصمة الإقليمية لتيجراي، في 22 ديسمبر الجاري، أدت إلى مقتل أحد رجال الأطفاء وتدمير محول تحكم رئيسي مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، أن جميع القوافل الإنسانية المتجهة إلى منطقة تيجراي، عبر ممر عفار وميكيلي ما تزال معلقة منذ 14 ديسمبر بسبب الاشتباكات المستمرة وانعدام الأمن، فضلا عن استمرار العوائق البيروقراطية التي تتسبب في إعاقة وصول المساعدات الإنسانية ووجودها وعملياتها عبر شمال إثيوبيا.
مئات النازحين من النساء والأطفال يعيشون في حالة مزرية
وتابع التقرير: "ما يزال يتعذر على شركاء العمل الإنساني الوصول إلى الأجزاء الشمالية المتطرفة على طول الحدود الإريترية والمنطقة الغربية بسبب القتال المسلح، حيث أفادت التقارير أن القتال في مواقع متعددة في منطقة عفار في شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين تسبب وحدهما في نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وهم يعيشون الآن في حالة مزرية ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة".
غلق المدارس وحرمان الفتيات من التعليم
ووفقًا لتقرير التقييم متعدد الوكالات الذي يقوده مكتب التعليم الإقليمي في عفار والذي تم إجراؤه في الفترة ما بين 13 و 20 ديسمبر، فقد تأثر أكثر من 150.000 من أطفال المدارس، 45% منهم من الفتيات، وأكثر من 4000 معلم من حوالي 760 مدرسة في 21 ولاية.
وأشارت الأمم المتحدة إلى ورود العديد من التقارير التي تفيد بأن أكثر من 200 مدرسة تضررت في منطقة شمال إثيوبيا بسبب النزاع، بما في ذلك 65 مدرسة تضررت بالكامل، فيما تم إغلاق 322 مدرسة في عفار مما أجبر أكثر من 57000 طفل، بما في ذلك 26000 فتاة، على ترك المدرسة.