كيف تسبب أعمال التنقيب عن الطاقة في حدوث الزلازل؟
دراسة جديدة تثبت أن هناك خطرًا بالاستثمار في مصادر الطاقة الأحفورية وخاصة الغاز والبترول ليس لشئ إلا لتسببهما في ارتفاع معدل حدوث الزلازل.
الدراسة قام بها ريشارد آلن، مدير مختبر دراسة الزلازل في جامعة كاليفورنيا، منبهًا أن العلاقة بين التنقيب عن الغاز والبترول وآثاره على حدوث الزلازل ظهر في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في بدايات القرن العشرين، حيث ارتفع معدل الهزات الأرضية والزلازل التي سجلت فيها خلال الفترة ذاتها أو بعدها بقليل.
فنتيجة لأعمال التنقيب وقع العديد من الزلازل غير العادية في مقاطعة لوس أنجلوس التابعة لهذه الولاية، حيث وقع أحد هذه الزلازل عام 1920 بمدينة إنغلوود وآخر ضرب مدينة سانتا مونيكا عام 1930 وثالث هز مدينة لونغ بيتش الواقعة جنوب لوس أنجلوس عام 1933 وبلغت حدته 6,4 درجات على سلم ريختر، وأدى هذا الزلزال إلى مقتل 120 شخصًا، كما تجاوزت قيمة الخسائر المادية التي تسبب فيها أكثر من 50 مليون دولار.
وتبين من الدراسة أن القاسم المشترك بين مختلف الزلازل التي حصلت في مقاطعة لوس أنجلوس من عشرينات القرن الماضي إلى ثلاثينياته هو أن العديد من الآبار التي كانت في الأماكن التي تعرضت للزلازل قد حفرت على عمق يتجاوز ألف متر، أي بالقرب من الأخاديد التي فيها حركة جيولوجية قوية تساعد على حدوث الزلازل.
وأكد العلماء صدق ما استنتجته هذه الدراسة، وذلك لكون وتيرة الهزات الأرضية قد انخفضت كثيرًا في الأماكن التي تقلص فيها نشاط التنقيب عن النفط في ولاية كاليفورنيا في أربعينات القرن الماضي.
كما جاء في إحدى الدراسات المُعتمدة أن ألف هزة من الهزات الخفيفة التي لم تتجاوز حِدَّتُها ثلاث درجات سجلت في ولاية أوكلاهوما عام 2015 وأن العدد لم يكن يتجاوز هزة واحدة أو هزتين اثنتين فقط كل عام خلال الفترة الممتدة من عام 1978 إلى عام 2008 أي قبل تكثيف عمليات التنقيب عن النفط والغاز الصخرين في كثير من الولايات الأمريكية.
وذلك ما دفع ريشارد آلن مديرَ مختبر دراسة الزلازل في جامعة كاليفورنيا إلى الدعوة بشكل ملح لأخذ نتيجة هذه الدراسات في الحسبان بشكل جاد في المستقبل، منبهًا على متخذي القرارات السياسية والاقتصادية والتنموية أن يعوا حقيقة أن التنقيب عن مصادر الوقود الأحفوري ولا سيما الغاز والنفط يساهم في حصول هزات أرضية وزلازل مدمرة.
وبلغ عدد آبار النفط التي تحفر سنويا 100 ألف بئر، وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن مشروعات استغلال الطاقة الحرارية الجوفية قد تزيد بحلول عام 2050 بمقدار ستة أضعاف.