على خطى طه حسين.. كيف أصبح جابر عصفور «حارس التنوير»
أعرب المثقفون المصريين عن أمنياتهم بالشفاء للناقد والأكاديمي جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، الذي يرقد الآن في الرعاية المركزة بأحد المستشفيات.
وفي هذا التقرير نسلط الضوء على أهم وأبرز إنجازات «حارس التنوير»:
يعد جابر عصفور الناقد الأكثر شهرة وذيوعا في المشهد الثقافي العربي في اللحظة الراهنة، وعلى مدار ما يقرب من نصف قرن مارس الكتابة النقدية في مختلف المجالات ما بين الشعر والرواية والقصة بجانب كتاباته التي جاءت في مواجهة الأفكار الأصولية، وتبنيه منذ اللحظة الأولى الجانب التنويري.
لا يمكن لأحد الاختلاف على أستاذيته وثقافته وأفكاره في المتعلقة بالتنوير، وإنتاجه العلمي والنقدي والفكري، ورغم كل هذا المنجز الذي قدمه جابر عصفور للمكتبة العربية في مجال النقد والترجمة، إلا أنه ظل طول الوقت مدان من قبل المشهد الثقافي المصري، بعدم الكتابة النقدية حول ما يصدر من نصوص إبداعية جديدة.
وعلى حد تعبير الناقد والأكاديمي محمد السيد إسماعيل «تُعد قضية الدولة المدنية وما يستلزمها من تأكيد قيم التنوير والعقلانية والمواطنة، القضية المركزية، أو القضية الأم، بتفاصيلها المهمة في فكر جابر عصفور الذي يستحق وصف حارس التنوير، هو وصف يليق له بعد ما أصدر أكثر من 16 كتاباً في هذا الصدد، منها: «التنوير يواجه الإظلام، محنة التنوير، دفاعاً عن التنوير، هوامش على دفاتر التنوير، التنوير والدولة المدنية».
ويبقى الإنجاز الأهم والأبرز في مسيرة جابر عصفور هو إنشاء المركز القومي للترجمة، الذي جاء امتدادا لقاطرة التنوير، وقادها بصفته الناقد والمترجم والمؤسس جابر عصفور، ليصبح علامة مميزة على ثقافتنا وقوتنا الناعمة.
يظل اسم جابر عصفور امتدادا لجيل الكبار الذي خرج بالثقافة والنقد من أروقة الجامعة لتشتبك مع الناس وتصبح صوتهم ووسيطهم الأهم والأبرز في التواصل مع أي سلطة، ويعد عصفور الوريث الشرعي والرسمي للأساتذته في مجال النقد والفكر وهما طه حسين وسهير القلماوي.