ديانا ومارجريت وصوفيا وبياتريس.. حكايات زاهي حواس مع الأميرات
سرد زاهي حواس وزير دولة سابق لشؤون الآثار، في كتابه الصادر حديثا عن دار نهضة مصر تحت عنوان "الحارس.. أيام زاهي حواس" تفاصيل لقاءاته مع الأميرات ديانا ومارجريت وأخريات.
الأميرة مارجريت شقيقة الملكة إليزابيث
يقول حواص: “شهد عام 1978 أول مرة لي كمرافق لشخصية هامة، وقتها كان فؤاد العربي هو المشرف على هيئة الآثار، وكان نموذجا ناجحا في إدارة الآثار ورغم أنه لم يكن من الأثريين بل كان ضابطا سابقا في الجيش، ولكنه استطاع أن يؤسس مشروع الصوت والضوء ويحعل منه أهم مشروع في الآثار وكذلك متحف الأقص، وقد اختارني العربي لمرافقة الأميرة مارجريت شقيقة الأميرة إليزابيث مكلة بريطانيا أثناء زيارتها للمتحف المصري بالتحرير ذلك العام”.
وأضاف: “كانت الأميرة مارجريت ودودة لا تفارق الابتسامة وجهها، وكان اهتمامها الأول عند زيارتها للمتحف هو مشاهدة مقبرة الملك توت عنخ آمون، فشرحت لها تاريخ اكتشاف هذه المقبرة وكانت فخورة بأن هذا الكشف العظيم تم عن طريق الإنجليزيين هيوارد كارتر ولورد كارنافون، الذي مول البعثة، واثناء الزيارة شاهدت الاميرة مارجريت في الطابق السفلي مومياء الملك رمسيس وهي معروضة في أحد ممرات المتحف، فوجدت الاميرة التي كانت تسير بجواري تضع يدها على وجهها وتجري بعيدا عن المومياء، فذهبت وراءها وسألتها عما بها فاخبرتني أنها لا تستطيع مشاهدة جثة انسان ميت بهذا الشكل، واقترحت عرض المومياوات بشكل أكثر احتراما للموتى، وهذا ما تم بمتحف الحضارة، حيث قررنا في عام 2008 أن تكون المومياوات هي بطلة هذا المتحف”.
الأميرة ديانا
وعن اللأميرة ديانا يقول حواس: “أعتقد أن من أهم الشخصيات الذين جاءوا لزيارة الهرم هي أميرة القلوب الاميرة ديانا، التي طلبت أن ارافقها في الزيارة، وكان ذلك عام 1992، وعرفت منها انها شغوفة جدا بالأهرامات، وقد قرأت العديد من الكتب عنها قبل أن تحضر إلى مصر، كما زارت المتحف البريطاني قبل مجيئها لكي تتعلم ما اتيح فيه عن الحضارة المصرية، والحق أني لم أر اهتماما إعلاميا بأي زيارة من قبل شخصية هامة للهرم كما حدث مع زيارة الأميرة ديانا التي صاحبتها وكالات أنباء والصحافة والتلفزيون، ومن الغريب أن محمد ابراهيم بكر رئيس هيئة الآثار حضر إلى منطقة الهرم لاستقبالها معي، وكان معنا في كل خطوة لدرجة أنه بعد الزيارة طلب من أحدا لمصورين ان يحذف صورتي ويظهره فقط مع الاميرة ديانا، ووضع هذه الصورة داخل مكتبه وإذا نظر أي انسان للصورة فسوف يعرف أن هناك شخصا تم حذفه منها”.
وتابع: قد طلبت الأميرة أن تزور هرم الملك خوفو وابو الهول وأن تذهب إلى البانوراما لتشاهد العظمة الفرعونية من بعيد، وكانت تود دخول الهرم من الداخل لكن الامن المرافق لها رفض ذلك، وكانت لا تستمع للشرح فقط بل كانت تسال أسئلة مهمة جدا، ونزلنا إلى ابو الهول، وكانت مهتمة أكثر بالأنفاق الأربعة التي عثرت عليها داخل التمثال، وزارت النفق الذي يقع في ظهر التمثال.
الملكة فريدة
ويحكي حواس عن الملكة فريدة فيقول: “شاءت الظروف أن التقي الملكة فريدة مرتين الاولى في بداية حياتي العملية وكنت وقتها على صلة وطية بالفنان فاروق حسني الذي كان يشغل وظيفة الملحق الثقافي المصري في باريس، وقد حضر فاروق حسني في غجازة لمصر عام 1979، واتصل بي ليخبرني أن الملكة فريدة تريد زيارة منطقة سقارة وطلب مني أن أذهب معهما لشرح المنطقة لها، فذهبنا نحن الثلاثة بسيارته وفوجئنا في الطريق بقطة تقفز أمام السيارة فلم يستطع فاروق تفاديها فماتت، لنتفاجأ بالملكة فريدة تنزل من السيارة وتبكي وهي تحتضن القطة المقتولة، وظللنا لمدة ساعة نحاول تهدئة الملكة حتى تماسكت مرة أخرى، واستكملنا طريقنا حتى وصلنا إلى سقارة ودخلنا الهرم المدرج، ومقبرتي تي ومري روكا، وبعد ذلك دعوتهما إلى الشاي في استراحة سقارة الجميلة، واخبرت الملكة أن السيدة جيهان السادات تلقت دروسا في الآثار المصرية في هذه الاستراحة من عالم المصريات الدكتور عبد المنعم أبو بكر”.
واستكمل: كان الفضل في عودة الملكة فريدة إلى مصر السيدة جيهان السادات، التي كانت قد تلقت دعوة من فاروق حسني وقت تواجده في باريس لزيارة معرض لوحات الملكة فريدة التي كانت قد استقرت للعيش هناك بعد مغادرتها نصر عام 1963، وكانت الملكة فريدة فنانة تشكيلية لها لوحات بديعة كثيرا ما اشاد بها الفنانون والمتخصصون في هذا الفن، وقامت جيهان السادات بشراء لوحتين ودعوة الملكة فريدة إلى مصر.
الملكتان مارجريت وصوفيا
وعن الملكتين مارجريت وصوفيا يحكي حواس: “زرت كوبنهاجن حين كنت أتولى إدارة آثار الأهرام لإلقاء محاضرات عن الآثار المصرية بها، بترتيب من رجل الاعمال عنان الجلالي الذي أخبرني أن الملكة مارجريت ملكة الدنمارك مهتمة بالآثار والاكتشافات وأنها تود دعوتي إلى كوبنهاجن لإلقاء محاضرة، وألقيت المحاضرة في حضور الملكة داخل مبنى يعلوه هرم زجاجيبالعاصمة كوبنهاجن، وتخلل المحاضرة استراحة لمدة 10 دقائق التقيت فيها الملكة بحضور السفير المصري في الدنمارك، بعدها انتشرت محاضراتي بين الملوك والملكات فقمت بإلقاء محاضرة داخل القصر الملكي بالسويد بوجود السفير سامح ضرار، سفير مصر بالسويد، وقتها كانت الملكة في إجازة خارج البلاد فحضر المحاضرة حوالي 30 شخصا من الحكومة والأسرة الحاكمة”.
وتابع: لكن لم اشاهد ملكة تعشق الآثار مثل الملكة صوفيا ملكة إسبانيا، وقد حضرت للمرة الاولى للهرم بصحبة زوجها الملك خوان كارلوس أثناء زيارة رسمية لهما لمصر عام 2006، وقد أهديت الملكة والملك يومها كتابي عن المرأة في الحضارة المصرية.
وأضاف: بعدها اخبرني سفير إسبانيا في مصر أن الملكة صوفيا سوف تحضر لزيارة اكتشافاتي في زيارة خاصة غير معلنة، وطلب عدم إبلاغ الصحافة بتلك الزيارة فجاءت الملكة مع مجموعة من الأصدقاء في أتوبيس صغير وزارت معي في ذلك الوقت القزم "برني عنخو" وكانت مكتشفة حديثا وبداخلها تمثال رائع لقزم عليه نقش في وضع من يقرأ، وهذا الشخص كان يرفه عن الملك بالنوادر، وقد رافقت الملكة في زيارة لمقبرة "اوزوريس" ومقابر العمال بناة الاهرام وغيرها من الاكتشافات.
واستكمل: بعد ذلك طلبت الملكة ان تزور سقارة فرافقتها فوجدتها تطلب مني السماح للأثرية الإسبانية "ماريان سيكو" بالعمل في الأقصر فوعدتها بتنفيذ طلبها وفي ذلك الوقت كان هناك قرار بعدم السماح للأجانب بأي حفائر في الوجه القبلي، ولكن كان مسموحا لهم بعمل مسح أثري، لذلك قمنا بالتصريح للأثرية الإسبانية بعمل مسح اثري بمعبد الملك تحتمس الثالث في البر الغربي بالأقصر.
وأشار: قد سافرت لإسبانيا بناء على طلب الملكة صوفيا لإلقاء محاضرة في نفس القاعة التي ألقى فيها هيوارد كارتر محاضرة عن كشف مقبرة توت عنخ آمون، وكان حاضرا في القاعة حوالي 500 شخص ومنهم صديقي لويس مونريال، وكان يجلس بجوار الملكة خبير السياحة صديقي إلهامي الزيات وصاحب المحاضرة ترجمة فورية من الإنجليزية للإسبانية.
وأردف: عندما نشرت كتابي مع المصور الإيطالي العبقري ساندرو فانيني باسم الرحلة المقدسة كنت مدعوا من صديقي كريستوف شولتز لإلقاء محاضرة في مدريد بحضور 1800 شخص، بعدها اتجهت انا وساندرو للقصر الملكي والتقينا الملكة صوفيا حيث أهديت لها هذا الكتاب فقالت لي:" سمعت عن محاضرتك في مدريد وتعجبت من حضور هذا العدد الكبير، أود ان أخبرك بان هذا العدد لا يحضر في مدريد إلا لمصارعة الثيران او حضور رقصة الفلامنكو.
الملكة بياتريس
أما عن الملكة بياتريس، قال زاهي حواس: عاشقة أخرى للاهرامات هي الملكة بياتريس ملكة هولندا، وقد حضرت لزيارة الأهرامات اولمنطقة الاثرية المحيطة بها بصحبة الأمير برنهارد، وابلغني سفير هولندا برغبتها في مرافقتي لها اثناء الجولة لشرح المنطقة وتاريخها، وجاءت للزيارة وهي تلبس قبعتها الشهيرة، وتصادف عند وصلها أن هبت عاصفة رملية كبيرة كادت أن تطيح بالقبعة، فرحبت بها ودخلنا ابو الهول وقالت لي أنها سمعت عن محاضرتي أمام الملكة مارجريت، وانها سوف ترتب لحضوري إلى أمستردام لإلقاء مجضرة هناك.
وأضاف: بعد ذلك عرفت من السفير وجيه حنفي سفير مصر في هولندا وقتها مدى اهتمام الملكة بمصر، وقد رتب القصر الملكة لحضوري وإلقاء محاضرة في متحف ليدان الذي تعرض به آثار مصرية مهمة، كما يعمل أثريون هولنديون من المتحف في إحدى البعثات بمنطقة سقار في منطقة بناة الدولة الحديثة، وتم تنظيم المحاضرة وامتلأت القاعة عن آخرها، وحضرت الملكة ولكن تغيب الامير برنهارد لمرضه وحضر بدلا منه ولي العهد فيليم الكساندر الذي اصبح منذ عام 201 ملك هولندا وبعد المحاضرة قامت زوجة السفير وجيه حنفي بتقديم مأكولات مصرية من الطعمية وخلافه وتم ترتيب حفل استقبال على أعلى مستوى وحدثت الملكة عن الفيلم الذي أنتجته ناشيونال جيوجرافيك باسم ايماكس وعلق عليه الفنان العالمي عمر الشريف فقالت انه من أجمل الافلام التي شاهدتها ثم وجهت الدعوة لولي العهد وزوجته لزيارة مصر.