عن كتابه «السلامية.. جذور وثمار».. سلطان: الحصول على المعلومات كانت المهمة الأصعب (حوار)
في كتابه الذي عنونه بـ"السلامية.. جذور وثمار" قام الباحث عبد الصبور سلطان بالنبش عبر مائة عام هي قوام بحثه، ليؤرخ سلطان لعلماء التنوير من شيوخ وعلماء ومدرسين وصحفيين وقادة الرأي، ولاقى الكتاب نجاحًا كبيرًا كان محفزًا لسلطان لكي يعمل على جزء آخر منه.
«الدستور» التقت عبد الصبور سلطان وكان لها هذا الحوار..
بدايًة.. ما هي الأسباب وراء إصدارك لكتاب "السلامية .. جذور وثمار"؟
فكرة تخليد ذكرى واسماء الرواد الاوائل للتعليم ومشايخ الكتاتيب بالسلامية ظلت تراودنى وتسيطر على تفكيرى منذ عام ٢٠١٠ تقريبا وكانت البداية بعمل لوحات بسيطة فى المدارس بأسماء الرواد القدامى فى كل قرية ونجع ثم تطورت الفكرة باقامة احتفالية كبيرة بحديقة الوحدة المحلية للعديسات بحرى لتكريم الرواد الأوائل ورموز التنوير والتعليم بالسلامية التى أشاد بها الجميع ولاقت اهتمامًا كبيرَا وكانت حديث الجميع لفترات طويلة.
ثم جاء بعدها التطور الأهم والأوسع للفكرة القديمة الجديدة بالعمل على إصدار كتاب يضم بين طياته كل رموز ورواد التعليم والتنوير بالسلامية فى أكثر من مائة عام ومن هنا بدأت رحلة البحث والتنقيب عن المزيد منهم والمزيد من المعلومات التي كانت فى منتهى الصعوبة لقلتها ولعل هذا هو أهم أسباب إصراري على إكمال المشوار الصعب والمرهق، فلولا هذا الكتاب المصدر لانتهت سيرة وذكرى الكثير من هؤلاء الاعلام بالنسيان .
هناك الكثير من الصعوبات خاصة مع قلة المصادر.. كيف كانت رحلتك مع المصادر؟
المصاعب التى قابلتها فى رحلة البحث عن المعلومات عن الرواد القدامى والتى استمرت منذ العام 2018 وحتى إصدار الكتاب سبتمبر 2021 فاهمها ندرة المعلومة وتكرار المحاولات بالبحث عنها لدى كبار السن ممن عاصروا بعض هؤلاء الرواد او ممن حكى لهم ابائهم واجدادهم عنهم .
وكانت فى الكثير من حالات الرواد الأقدم تكون المعلومة منقوصة أو بها مبالغة أو غبن أحيانًا ولا يمكن اعتمادها إلا بعد تدقيقها من أكثر من شخص ومكان .
وطوال ما يقارب 5 سنوات لم أترك قرية أو نجع أو شارع بالسلامية إلا وقمت بزيارتها بحثًا عن معلومة أو تأكيدها، وكانت متعة كبيرة اخرى وهى الجلوس والاستماع لأعمامنا من كبار السن بمختلف قرى ونجوع السلامية.
جهد كبير بذل في البحث.. على أي منهج اعتمدت في بحثك ؟
اعتمدت فى البحث على المنهج الجغرافى بعد تقسيم المنطقة الى ثلاث مناطق رئيسية هى العديسات بحرى وتوابعها والعديسات قبلى وتوابعها والطود وتوابعها، وبدأت فى البحث عن رواد التعليم من الاقدم الى الاحدث كل ما يمكن معرفته الميلاد والوفاة التعليم اماكن العمل والدور الذي كان يؤديه لمجتمعه واى موقف له يمكن رصده وتسجيله، وكذلك بالنسبة لمحفظى القرآن الكريم.
ثم قررت التوسع فى البحث عن بقية الرواد فى كل مجال مثل الصحفيين وشعراء الواو القدامى بالسلامية وشهداء السلامية فى كل الحروب من حرب 1948 و حرب اليمن وحرب 67 وحرب 73 وحتى الحرب ضد الإرهاب، وأيضًا أبرز المبدعين من أبناء السلامية ممن لهم اصدارات متنوعة شعرًا وأدبًا وكذلك ابرز الرياضيين بالسلامية وغيره مما تضمنه الكتاب.
مع كل هذه الأسماء لقادة التنوير.. كيف ترى وصف البعض للصعيد بالمهمش؟
بالفعل الصعيد غنى جدًا بالمئات من رواد التعليم والتنوير فى كل محافظاته وإن كان كل هذا العدد الموجود بالكتاب فى منطقة جغرافية محدودة فما بالك ببقية الصعيد ومناطق مضيئة كمركز قوص او إسنا أو جرجا وغيرهم الكثير.
أما وصف البعض للصعيد وابنائه بالتهميش والجهل والتخلف فهذا ما صنعه الإعلام طوال السنوات الماضية برسم صورة غير حقيقية للمواطن الصعيدى وهو للأسف ما ترسخ فى أذهان الكثيرين من المصريين المقيمين بالقاهرة والوجه البحرى وهذا الوصف لن يتغير بين يوم وليلة طالما استمرت هذه الصورة النمطية عن الصعيدي.
كيف عالجت مشكلة المعلومات عن الشخصيات؟
في البحث عن االمعلومات الخاصة ببعض الشخصيات كانت الصدفة وحدها تكشف لى عن شخصية أخرى لم اسمع عنها من قبل وقد يكون دورها وحجم ماقدمت أكبر من الشخصية الأساسية.
وقد يكون الشيخ المناضل أبو المجد عبد الكريم فاوى أبرز مثال على ذلك حيث تكرر إسمه أكثر من مرة وكان من بين الشخصيات التى عانيت فى الحصول على معلومات عنها، وبالاصرار والبحث والتواصل مع أهل تلك الشخصيات ولقاءاتي مع كبار السن حصلت على ما أحتاج من المعلومات.
الكتاب يشتمل على عدة أبواب كلٍ منها يصلح كتابًا منفردًا.. هل تنوي إصدار أجزاء أخرى من الكتاب؟
بالفعل الكتاب يشتمل على عدة أبواب من الممكن العمل على أن يكون كل مبحث منها جزء مستقل ولكنى أردت ان يكون الجزء الأول شامل لكل تاريخ التنوير والتعليم بالسلامية فى أكثر من مائة عام. وإن شاء الله سيكون هناك أجزاء أخرى لتوثيق تاريخ هذه المنطقة الهامة من مصرنا الحبيبة.
في النهاية ما هو كتابك المقبل؟
الكتاب القادم بإذن الله سيكون الجزء الثانى لتاريخ السلامية الإدارى والسياسى والاجتماعى ودور السلامية وأهلها فى الحركة الوطنية من خلال ثورتين الى هجمات بعض أبناء السلامية على القطارات التى كانت تحمل المؤن والعتاد للقوات الانجليزية بالسودان.