ناشونال انترست: كوريا الجنوبية تحلم بالحصول على حاملات طائرات مسلحة بمقاتلات الشبح
ذكرت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية أنه وسط التوترات العسكرية المتزايدة في مياه شرق آسيا، تتطلع البحرية الكورية الجنوبية إلى تشكيل مسار يوازن بين الحاجة إلى التعامل مع للتهديدات المحلية وطموح سول الطويل الأمد في أن تصبح بحرية المياه الزرقاء.
وأوضحت المجلة أن مصطلح بحرية المياه الزرقاء يستخدم لوصف القوات البحرية التي تتمتع بجميع الإمكانيات التي تمكنها من الانتشار في أي بقعة بالعالم، أنه خلال العقود التي أعقبت الحرب الكورية، دارت الصناعة الدفاعية المزدهرة في كوريا الجنوبية حول مصدر قلق فريد ومهيمن على الأمن القومي: إنشاء قوة دفاع محلية لثني الأعداء وردعهم، وإذا فشلت كل المحاولات، فإنه يمكنه هزيمة غزو كوري شمالي ثاني.
ووفقًا لهذا الغرض الأخير، كانت بحرية كوريا الجنوبية عبارة عن بحرية ساحلية ضعيفة، تتألف بشكل كبير من زوارق دورية سريعة الهجوم من فئة تشسموري، وفرقاطات صواريخ من فئة أولسان، وطرادات من فئة دونجهاي / بوهانغج.
وتضمنت الإضافات اللاحقة التي تم إدراجها للبحرية الكورية الجنوبية عدة موجات من الباحثات علن الألغام الساحلية، التي تعتبر إرث من الدروس القاتمة المستفادة من الحرب الكورية، حيث نجح الجيش الشعبي الكوري الشمالي في استغلال افتقار كوريا الجنوبية للقدرات المخصصة لمكافحة الألغام لإلحاق خسائر بحرية هائلة بها من خلال الاستخدام المنهجي لقوات الألغام.
وخلال التسعينيات سعت جمهورية كوريا إلى توسيع آفاقها التشغيلية من قوة دفاع ساحلي صغيرة ،مصممة لمواجهة كوريا الشمالية إلى بحرية "المياه الخضراء" قادرة على الحفاظ على وجود موثوق به في منطقة المحيط الهادئ الأكبر .
وأشارت ناشونال انترست إلى أن المدمرة "جوانجايتو العظيم"، وهي فئة من المدمرات المصنعة محليًا تهدف إلى التخلص التدريجي من سفن فليتشر وجرينج وألين إم، التي تم ضمها للبحرية الكورية الجنوبية خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وأصبح رمزًا لتطلعات قوة متوسطة للبحرية الكورية .
وقد تعرضت خطط التنمية هذه للإعاقة بالتنفيذ البطيء إلى حد ما خلال أوائل القرن الحالي ، نتيجة نقاش استراتيجي أكبر حول المدى المناسب لاعتماد سول العسكري على واشنطن في مواجهة الصين الصاعدة والنزاعات الإقليمية التي لم يتم حلها مع اليابان.
ونمت قدرة بناء السفن العسكرية والصناعية في كوريا الجنوبية بشكل كبير في عام 2010، مع التخلص التدريجي من مقدار كبير من المخزون البحري الكوري واستبدالها بالإصدارات الحديثة.
وكانت هذه إضافات مهمة للمساعدة في تحديث الدفاعات الساحلية لكوريا الجنوبية، ولكن لا توجد حتى الآن رؤية إرشادية واضحة لما يجب أن تسعى كوريا الجنوبية لتحقيقه خلال العقود القادمة، وجاءت نقطة التحول في عام 2019 ، مع خطة الدفاع الخمسية الجديدة لكوريا الجنوبية والمقدمة المصاحبة لخارطة طريق تنموية طموحة بعنوان "رؤية البحرية 2045".
ووفقًا لهذه الخطة، ستتلقى البحرية الكورية الجنوبية أول حاملة طائرات لها في أوائل عام 2030 من نوع "Landing Platform eXperimental" ، هي حاملة طائرات خفيفة تم تطويرها بواسطة شركة هيونداي للصناعات الثقيلة.
وتشير التقارير الحالية المتوفية إلى أن حاملة الطائرات تلك سوف تستوعب حوالي 20 نوعًا مختلفًا من طراز إف 35 بي ستوفل، كما يجري العمل على إنشاء "سفينة إطلاق صواريخ " بوزن 5000 طن - وهي منصة صواريخ متنقلة، مشتقة من تصميم مدمرة "KDX-II" الحالية لكوريا الجنوبية، وهي قادرة على تنفيذ ضربات صواريخ كروز كثيفة ضد أهداف أرضية وسطحية.
كما تأكدت الشائعات بأن شركة هيونداي حصلت على عقد لتطوير النسخة المعدلة الثانية من مدمرة "KDX-III Sejong" من الفئة العظمى ، والمجهزة بنظام الدفاع الصاروخي "RIM-161" المتطور من "رايثيون" الأمريكية، وتمثل رؤية البحرية الكورية الجنوبية لعام 2045 بالالتزام الكامل ببناء قوة المياه الزرقاء القادرة على إدارة عمليات واسعة النطاق بعيدًا عن شواطئ كوريا الجنوبية.
ولا تزال الحاجة لضمان الدفاعات الساحلية لكوريا الجنوبية لصد كوريا الشمالية تلقي بثقلها على البحرية الكورية الجنوبية، لكن المؤسسة الأمنية في سول أظهرت مرونة متزايدة في موازنة التهديد الكوري الشمالي الفوري في مقابل الإدراك الاستراتيجي طويل المدى، بأن جمهورية كوريا لا تستطيع تأمين وضعها كقوة متوسطة في شرق أسيا تفتقر إلى القدرة على إبراز قوتها البحرية خارج حدودها وعبر المحيط الهادئ.