الصحف البحرينية تؤكد أهمية القمة الخليجية الـ42 في ظل التحديات الراهنة
أكدت الصحف البحرينية الصادرة اليوم الثلاثاء، أن قمة مجلس التعاون الخليجي الـ42 التي تعقد بالرياض اليوم بحضور قادة دول المجلس تكتسب أهمية متزايدة في ظل الأوضاع الراهنة والتحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها دول المجلس.
ولفتت الصحف إلى أن هناك آمالًا كبيرة في نجاح القمة لتحقيق مزيد من التقارب والتكامل الخليجي ورسم مستقبل المنطقة خلال السنوات القادمة.. مشيرة إلى أن هناك العديد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية على طاولة القمة تنتظر الحسم وكلها تصب في صالح المواطن الخليجي ونهضته ورفاهيته.
فمن جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة الأيام عيسى الشايجي - في افتتاحية الصحيفة تحت عنوان (بين قمتي العلا والرياض) - إن القمة تأتي بعد جولة مهمة قام بها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية على دول مجلس التعاون، وهي جولة تفصلها عن القمة أيام معدودة فقط، لكنها ستمتد بآثارها ونتائجها إلى أيام قادمة ستكون أكثر وضوحًا في الرؤية والتوجهات الجماعية لدول المجلس في التنسيق والتعاون فيما بينها من جهة وفيما بينها وبين الأطراف والتكتلات الأخرى.
وأضاف: "عام واحد تقريبًا فصلنا عن قمة العُلا التي عقدت بالمملكة العربية السعودية والتي صدر عنها بيان ختامي وإعلان أُطلق عليه (إعلان العُلا) والذي عقد عليه مواطنو دول مجلس التعاون الأمل في أن يعيد العمل المشترك إلى مساره الطبيعي وتعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوب المنطقة، إلى جانب التأكيد على الأهداف السامية لمجلس التعاون التي نص عليها النظام الأساسي بتحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات وتعزيز دورها الإقليمي والدولي والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية واحدة".
وأكد الشايجي أن (إعلان العُلا) كان إعلانًا مهمًا جدًا استهدف تعزيز تماسك دول مجلس التعاون ووحدتها، وهو الهدف السامي الذي تضعه البحرين دائمًا في قمة أولوياتها انطلاقًا من إيمانها العميق بوحدة المصير والهدف بين دول المجلس كافة، وأن هذا المجلس الذي يُعد التجربة الوحدوية العربية الوحيدة الناجحة وجد ليبقى ويستمر ككيان واحد موحد لما فيه خير دول وشعوب الخليج.
وشدد على أن التمسك بقرارات ومخرجات القمم الخليجية أمر يكتسب أهمية فائقة وهو نهج ثابت للبحرين، فالبحرين تقف دائمًا بالمقدمة في تنفيذ مقررات المجلس الأعلى لمجلس التعاون بمختلف أشكالها ومجالاتها وفق توجيهات وتأكيدات ملك البحرين بضرورة تطوير مسيرة العمل الخليجي المشترك وتعميق الترابط والتعاون والتكامل بين الأشقاء جميعًا.
وأعرب عن أمله في أن تأخذ الأمانة العامة لمجلس التعاون دورها في هذا الشأن من خلال المتابعة الدقيقة والحثيثة لمدى تنفيذ مقررات قمة العُلا وخاصة إعلانها؛ لأن ذلك سوف يساعد القادة بالوقوف على النتائج التي تم تحقيقها وتلافي أي إخلال بهذا الاتفاق والإعلان الذي تم التوقيع عليه من قبل الجميع وحظي بموافقتهم.
وقال: "إننا على ثقة كبيرة بأن المملكة العربية السعودية الشقيقة ومن خلال دورها القيادي الحكيم سوف تضيف لبنة أخرى إلى النتائج المثمرة التي خرجت بها جولة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في اتجاه تعزيز تماسك دول مجلس التعاون من خلال تنفيذ قرارات القمم الخليجية وخاصة مضامين إعلان العُلا الذي يأمل من خلاله مواطنو مجلس التعاون أن يُشكل هذا المجلس قوة كبيرة في مستوى الأحداث الجسام التي تشهدها منطقتنا".
من ناحيته، أكد رئيس تحرير صحيفة البلاد مؤنس المردي - في افتتاحية الصحيفة تحت عنوان (عيون الخليج والعالم نحو قمة الرياض) - أن عيون الشعوب الخليجية وشعوب العالم تتوجه إلى الرياض، حيث تنعقد القمة الخليجية الثانية والأربعين، وتترقب ما سيصدر عن هذه القمة المهمة من مخرجات ونتائج من المرجح أن تكون حاسمة في رسم مستقبل المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام.
وقال: "عندما يجتمع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ببيت الخليج العربي الكبير وقلبها النابض الرياض وبهذا التمثيل الرفيع والحضور الكبير وبتلك الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وبعد الزيارة التي قام بها ولي عهد السعودية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان آل سعود لدول مجلس التعاون، وما شهدته من مباحثات واجتماعات وما أسفرت عنه من نتائج واتفاقيات اشتملت على جميع مظاهر التعاون والعمل المشترك، فإننا بالتأكيد نتوقع مخرجات نوعية لهذه القمة باتجاه التعامل الجدي والفاعل مع التحديات الإقليمية والتي تأتي إيران في صدارتها سواء باستمرار تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدولنا الخليجية ودعمها للتطرف والعنف والإرهاب عبر وكلائها وأتباعها في بعض دول المنطقة، أو بملفها النووي الذي يثير الانقسام والجدل العالمي ويشغل بال المجتمع الدولي في ظل مراوغات إيرانية أملًا في الوصول لامتلاك أسلحة نووية".
وأعرب المردي عن أمله وثقته في قرارات سبّاقة وتوصيات قادرة على مواجهة التحديات العالمية التي تؤثر على شعوبنا ودولنا، والتعامل مع التغيرات الحاصلة في سياسات القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وما يتطلبه ذلك من تحركات دبلوماسية وسياسات خارجية متناسقة ومتناغمة وأكثر نشاطًا وتنوعًا باتجاه الدول والتكتلات المؤثرة.
وتحت عنوان (خليجنا واحد.. شعبنا واحد)، أكدت جريدة الوطن - في افتتاحيتها - أن مجلس التعاون الخليجي يخوض مرحلة جديدة في منطقة ساخنة تعج بالتحديات، على وقع استحقاقات سياسية وأمنية، لكن سلاحه الأبرز هو تكامل وتضامن الدول الست، في مواجهة الرياح العاتية والتقلبات المختلفة بين ليلة وضحاها.
وأشارت إلى أن هناك ملفات سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية واجتماعية على طاولة القمة الخليجية الـ42، تنتظر الحسم، وتصب في صالح المواطن الخليجي ونهضته ورفاهيته، خاصة ما يتعلق بمنظومة الأمن، والتكامل الاقتصادي، وتوطين الاستثمار الخليجي، وبناء شبكة سكة الحديد الخليجية، وتحقيق المواطنة الاقتصادية المتكاملة.
وشددت على أن مجلس التعاون الخليجي يظل على مدار أكثر من 4 عقود، المنظومة الأكثر تعاوناً وتماسكاً، على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات، متجاوزاً كافة التحديات، في منطقة ملتهبة تواجه تحديات جمة لعل أبرزها ما يتعلق بالجانب الأمني، لكن في الوقت ذاته لم ير العالم مثل مجلس التعاون الخليجي تلك المنظومة المتكاملة الراسخة باستثناء الاتحاد الأوروبي الذي جاء بعد تأسيس مجلس التعاون.
وأضافت: "ستبقى المملكة العربية السعودية هي الحصن الحصين، وعمود الخيمة الخليجية، لتضرب أروع الأمثلة في القيام بدورها على أكمل وجه، كونها هي الشقيقة الكبرى، وهي الملاذ الآمن لكل من يحتاجها وقت الأفراح والأتراح، وفي السراء والضراء، لأنها هي الدرع الواقي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي".