كيف تصنع قائدًا
يومًا بعد يوم نتعلم من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى كيف تصنع قائدًا.. إن ما قام به سيادته خلال الفترة الماضية من المشاركة فى اختبارات كشف الهيئة لطلبة الكليات العسكرية وكلية الشرطة وبعدها مباشرة لقاء سيادته مع ذوى الهمم والاحتياجات الخاصة وإعطاء الجميع الفرصة ليعربوا عن آمالهم وطموحاتهم بعد أن بث الثقة فى نفوسهم جميعًا.. أعتبره درسًا من دروس صناعة القائد.. فالقيادة الرشيدة لا يجب أن تقتصر على حسن الإدارة ودقة التوجيه وصحة القرارات، بل إنها تتعدى ذلك الى مرحلة هى الأهم فى تاريخ الأوطان وهى صناعة قيادات المستقبل.
ولا شك أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى من هؤلاء القادة القلائل الذين يهتمون بذلك منذ توليه المسئولية وذلك عندما تبنى مؤتمرات الشباب وقام بتدعيم البرنامج الرئاسى للشباب وإنشاء الهيئة الوطنية للتدريب وخلال شهر يناير القادم سوف يشارك سيادته فى النسخة الرابعة من مؤتمر الشباب بمدينة شرم الشيخ.. كل ذلك لخلق كوادر قيادية شبابية تقود مسيرة البلاد وفق رؤية استراتيجية واضحة .
وإذا نظرنا إلى كل لقاء من اللقاءات الثلاثة السابقة على حدة نجد أن السيد الرئيس فى لقائه مع الطلبة الجدد المتقدمين الى الكليات العسكرية كان حريصًا على التأكيد أن هؤلاء الطلبة سيكونون النواة الجديدة للقوات المسلحة وهى المسئولة عن حماية الأمن القومى للبلاد والتصدى لكل التهديدات والمخاطر والحفاظ على الأرض والحدود وفرض السيادة الوطنية وحماية الثروات والمقدرات وحقوق الدولة المشروعة فى البر والبحر والجو والساهرة على أمن مصر وتأمين أراضيها وحدودها.. ومن هنا فقد كان سيادته حريصًا على أن يوضح لهؤلاء الطلبة قيمة شرف الانتماء للقوات المسلحة المصرية ومفهوم الولاء للوطن ومعنى الوفاء والعطاء له وطالبهم بالتسلح بالعلم والمعرفة بجانب الدراسة العسكرية ليكون ذلك حائط صد لمواجهة التحديات.
ثم جاءت زيارة سيادته لأكاديمية الشرطة، حيث شارك فى اختبار بعض الطلبة والطالبات المتقدمين للالتحاق بها وقد انصب الحوار معهم حول أهمية الدور المنوط بهم عقب التحاقهم بالاكاديمية فى حمل رسالة الأمن والإسهام فى تحقيق الاستقرار والتقدم أخذًا فى الاعتبار مسئولية جهاز الشرطة عن العديد من المهام الحيوية تجاه الدولة والمواطنين....وطلب سيادته من قيادات الكلية الحرص على انتقاء أفضل العناصر للالتحاق بها من أجل إعداد جيل قادر على تحمل المسئولية والوفاء بالمهام الملقاة عليهم والتقييم الشامل لمدى وعيهم بشأن مختلف قضايا الأمن القومى من خلال تناول هذه القضايا بشكل عميق، بالإضافة إلى العمل على إكسابهم المهارة والحرفية التى تحقق إنجاز العمل الأمنى وإنفاذ القانون بما يمكنهم من أداء واجبهم فى السهر على حفظ أمن الوطن واستقراره على الوجه الاكمل بكل كفاءة واقتدار ليكونوا قدوة للمواطنين.
ثم ناقش سيادته فى حوار مفتوح مع الطلبة أهم قضايا الساعة والتطورات التى يشهدها الوضع الإقليمى حاليًا، كما تناقش معهم فى بعض القضايا الداخلية مثل الزيادة السكانية والمشروعات القومية الكبرى والتنمية المستدامة ومبدأ سيادة القانون.
ولعل أبرز ما طالب به سيادته من الطلبة المتقدمين سواء للكليات العسكرية أوالشرطة ضرورة الأخذ بالحيطة والحذر فيما يبث وينشر على صفحات التواصل الاجتماعى وأن الدولة حريصة على إنجاز بنك المعرفة بتكلفة تصل إلى 60 مليون دولار لكى تكون المصدر الرئيسى لاستقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها الأصلية من جميع جهات العالم...كما طلب منهم توجيه أى أسئلة بل أو انتقاد قد يرون عرضه على سيادته وبالفعل تحدث البعض منهم بكل ثقة عن بعض المشاكل التى يرونها فى محافظاتهم وكذلك طلب بعضهم ضرورة الرقابة على أسعار السلع الاستهلاكية خاصة فى المراكز والقرى...وقد أصدر سيادته توجيهاته الفورية بالتعامل مع تلك المشكلات ووضع الحلول الفورية والجذرية لها.
ثم جاء لقاء سيادته مع ذوى الهمم، حيث كان حريصًا على الاهتمام بهم، مؤكدًا رعايتهم ودعمهم، بل وجعلهم من ضمن أولويات اهتماماته بعدما عانوا عقودًا من التجاهل والتهميش والنسيان ووضعهم فى بؤرة وقلب اهتمام ورعاية الدولة.. تلك هى القيادة التى لا تهتم بفئة على حساب فئة أخرى.. فالإنسان المصرى هو ابن هذا الوطن أيًا ما كانت مكانته ووضعه، وجميعنا شاهد كيف طلب سيادته من أبنائه ذوى الهمم أن يعبروا عن رأيهم بكل شجاعة وثقة وهو ما تم بالفعل، حيث طلب أحدهم الانضمام لناد رياضى، والآخر أن يعمل مذيعًا، وثالثة أن تركب طائرة، وقد حقق لهم سيادته ما طلبوه فورًا.
هكذا تكون القيادة الرشيدة.. كيف تجعل من الشاب قائدًا جريئًا له رؤية ورأى حتى ولو كان من ذوى الإعاقة؟ كيف يستخرج من رحم الشباب عزيمتهم على أداء دورهم فى حفظ أمن وسلامة الوطن والحفاظ على مقدراته وأمنه القومى؟
لقد أعطى لنا السيد الرئيس دروسًا فى علم القيادة عندما خاطب كل فئة بأسلوبها ومفاهيمها وطلب منهم شرح كيفية تنفيذ المهام التى سوف يتم تكلفيهم بها عند توليهم المسئولية باعتبارهم قيادات المستقبل...هذه هى القيادة...وهذا هو القائد الرشيد ...وهؤلاء هم قادة المستقبل.. وتحيا مصر.