لليوم الثاني.. تواصل فعاليات ملتقى المبدعين الشباب دورة «جبرا ابراهيم جبرا» بأريحا
تتواصل فعاليات ملتقى المبدعين الشباب، دورة الأديب جبرا إبراهيم جبرا، الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية لليوم الثاني، في مدينة الأمل الشبابية الرياضية بأريحا، بحضور كل من الشاعر عبد السلام عطاري مدير عام الآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة، والإعلامية سهى الزبن وعزة دنديس المدربة في مهارات الحياة والخبيرة في التطوير المهني، ورسام الكاريكاتير أسامة نزال و الفنان أحمد أبو سلعوم.
ومن جانبه، قال الشاعر عبد السلام عطاري، مدير عام الآداب والنشر والمكتبات في وزارة الثقافة في ندوة تحدث فيها عن الحركات الطلابية: "لقد شكلت الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات والمدارس نواة حقيقية للثورة والانتفاضة الأولى، التي بدأت جنباً إلى جنب مع الحركتين العمّاليَّة والنسوية في فلسطين، حيث كانت تؤدي هذه الحركات دورا مهما في الحفاظ على النسيج الاجتماعي بين الطلبة، بالإضافة إلى أنها كانت تعكس أثرا إيجابيًّا على المجتمع، ولم تكن تُغلَق الجامعات بأي حال من الأحوال في فلسطين إلا من قبل الاحتلال، وليس من خلال أشكالات لا معنى لها تسيء للسيرة الكفاحية في فلسطين".
وأشار «العطاري»، إلى أننا نختار التاسع من ديسمبر في كل عام لنطلق هذا الملتقى الثقافي الإبداعي الذي يضم كوكبة من المبدعين والمبدعات من الجامعات والمدارس ومن مختلف المخيمات والبلدات والمدن الفلسطينية؛ كي يظل تاريخ الانتفاضة راسخاً ومحفورا في ذاكرتهم.
تغيير إيجابي نهضوي
واختتم كلامه موجها رسالة للمشاركين: "تقع على عاتقكم وعلى عاتق الأديب والفنان والمثقَّفِ الحقيقيّ، مهمّة إحداث تغيير إيجابي نهضوي وجذري في صميم الواقع وحياة الناس، عبر مختلف الفنون والآداب الذي يقدمونه، وهذا دوركم أنتم صناع الغد الآن للمساهمة في القضاء على كل الظواهر السلبية كي يظل النسيج الاجتماعي نقيا وكذلك للمساهمة في تطوير الحياة الثقافية الفلسطينية ودعم مسيرتها نحو الأصلح والأنقى".
بدورها قدمت عزة دنديس المدربة في مهارات الحياة والخبيرة في التطوير المهني ورشة لتدريب الطلاب على المهارات الحياتية والتطوير الذاتي، وأهمها "الذكاء العاطفي"الذي يعد ركيزة أساسية لفهم الذات وعامل مهم لتحقيق النجاح.
وقالت «دنديس»، إن الملتقى بدأ في تجربة اجتماعية صارمة نوعاً ما والتي تهدف إلى رؤية رد فعل المشاركين والتجربة الاجتماعية وتصرف المشتركين، واثبتت التجربة عن كمية المشاركين المتميزين والتي بدر منهم ردود افعال ايجابية وهذا يثبت أن فلسطين بها أشخاص مبدعون.
وأوضحت، أن التدريب مهم لأنه يعتمد على "معرفة الذات" لكي يخرج الطلاب بمعرفة ذاتهم الذي يعتبر ركيزة أساسية لتحقيق النجاح في المستقبل من خلال تحديد الرؤية في الحياة، كما وشكرت دنديس وزارة الثقافة لدورها في دعم المبدعين في فلسطين واعطاءهم المجال للتعبير عن ذاتهم.
بدورها تحدثت الإعلامية سهى زبن عن كيفية وصول الشخص إلى ما يريد، قائلة:"على الرغم من العوامل الخارجية للمحيط من الدائرة المقربة كالعائلة، أو الدوائر الأوسع والتي بدورها تشكل نوعًا من أنواع الضغط، يجب علينا عدم الخضوع لها، ومحاولة استكشاف ذواتنا خلال المرحلة الأولى التي ترسم لنا الطريق الجامعي أو المهني المبكر".
التعرف على ذواتنا بالشكل الصحيح
وأضافت سهى، أن استكشاف الذات ليست بالمهمة السهلة، فهي تتطلب التركيز والمجازفة في تجربة كل ما هو جديد لنستطيع بذلك التعرف على ذواتنا بالشكل الصحيح، لكن ليس بالضرورة دومًا أن تكون رحلتنا صائبة دومًا، فقد نتعرض لبعض العثرات، أو أحد أنواع التطوير الذاتي التي تفتح لنا آفاقًا تكشف لنا عوالم أوسع؛ حينها تكون المجازفة في تغيير المسار جذريًا خطوة لمرحلة أفضل.
وقدمت نصيحة لشباب المستقبل:"إن الاهتمام بالنهايات وليس البدايات، طوروا أنفسكم ولا تسمحوا لأحد أن يرسم لكم مستقبلكم غامروا وجربوا، أبدعوا وابتكروا، وإياكم أن تلتفتوا للعبارات المحبطة والأفكار السوداوية، التي تغرس الإحباط والفشل فينا، فنحن لا نقفز على سلم النجاح مرة واحدة، بل نصعده درجة تلو الأخرى، فأنتم لستم بحاجة لـ”معجزة” أنتم بحاجة للشغف، واستثمار طاقاتكم و مواهبكم التي تتفردون و تتألقون بها؛ فالاختلاف هو ما يجعل منكم “أنتم”.
ومن جانبه، تحدث رسام الكاريكاتير أسامة نزال أنَّ فن الكاريكاتير هو أحد الفنون البصريَّة التي تكون الرسالة فيها سلاحًا وتصل شرائح المجتمع بأكملها، ولا تفرِّق بين شريحة وأخرى من حيث السنّ أو الطبقة الاجتماعية وغير ذلك.
ثمَّ تحدَّث نزّال عن فن الكاريكاتير من حيث أنواعُه وقواعدُه ثمَّ قام بعمل ورشة عمليَّة للمشاركين، مقدّمًا لهم أهم مفاتيح رسم الكاريكاتير، ما أثار سرور المشاركين المبدعين الذين نجحوا بالتَّعبير عن أنفسهم، ورسم الكاريكاتير بأنوعه المتعدِّدة.
إبراز الواقع الثقافي الفلسطيني
وأضاف: "استُخدِمَ الكاريكاتير لإبراز الواقع الثقافي الفلسطيني، وللتأثير في الشعوب، حيث يُعَدُّ أقوى من الرصاص، فصراعنا مع الاحتلال قد تحوَّل إلى صراعٍ على الرِّواية؛ ولذلك لم أتوقَّف عن رسم الكاريكاتير حتَّى بعد دخولي سجن الاحتلال الإسرائيلي وزاد عدد رسوماتي داخل السِّجن عن ألف رسمة".
وفي الفقرة الختاميَّة كان موعد المبدعين مع الفنَّان أحمد أبو سلعوم، الذي روى فيها مجموعةً من القصص الشّعبيَّة، وغيرها الأدبيَّة، والتُّراثيَّة، وقال:"إن التجارب للفنان من المروض أن تكون ملاك يحلق مع الجميع وأجنحة للجميع ليزرع القيم الجميلة في نفوسهم ولتشكيل حافز لإستقبال الحياة بشكل أجمل.
وأضاف أبو سلعوم، أن الشباب بدون مبالغة هم ثروتنا ويجب أن نكون معهم قولاً وفعلاً للحفاظ عليهم لأنهم يشكلون أحد أحلامنا للمستقبل كشعب فلسطيني .