صناع فيلم «أميرة»: لم نقصد الإساءة للأسرى الفلسطينيين وذويهم
لا يزال الفيلم الأردني «أميرة» بطولة صبا مبارك وإخراج محمد دياب، مثار جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد عرضه في أكثر من مهرجان.
وتصدر اسم الفيلم محركات البحث بعد تعرضه لهجوم بسبب تناوله حكاية تهريب نطفة لمعتقل فلسطيني تبين لاحقاً أنها لضابط إسرائيلي.
ورفضت العمل وزارات ومؤسسات مجتمع مدني فلسطينية بوصفه مسيئا، مطالبين الأردن بوقف بثه لوجود تداعيات خطيرة جراء عرضه، حتى أصدر صناع العمل بيانا.
أعلن صناع العمل في بيان نشره المخرج محمد دياب «أنه منذ بداية عرض الفيلم في سبتمبر الماضى في مهرجان فينيسيا والذي تبعه عرضه في العالم العربي في مهرجاني الجونة وقرطاج وشاهده الآلاف من الجمهور العربي والفلسطيني والعالمي، كان الإجماع دائماً أن الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي وإنساني وينتقد الاحتلال بوضوح».
وأضاف صناع العمل في بيانهم «كان من المفهوم تماماً لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف وقدسية أطفال الحرية، ولهذا كان القرار التصريح بأن قصة الفيلم خيالية ولا يمكن أن تحدث، فالفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف، كل الأطفال تم التأكد من نسبهم طرق التهريب تظل غامضة».
وتابع البيان «لم تترك أسرة الفيلم الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم ١٨ عاماً يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في ٢٠١٢، فالفيلم يتناول معاناة وبطولات الأسرى وأسرهم ويظهر معدن الشخصية الفلسطينية التي دوماً ما تجد طريقة للمقاومة والاستمرار، ويحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينيين، كما أن اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤالا وجوديا فلسفيا حول جوهر معتقد الإنسان وهل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر، والفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين، فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية وتختار أن تنحاز للقضية العادلة. والفيلم يشجب ويدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح في الجريمة التي يتناولها الفيلم".
وأشار صناع العمل في بيانهم «الحديث فقط عن هذه الحبكة الخيالية خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية، هو اقتطاع منقوص و يرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم الذي يلعب بطولته كوكبة من الفنانين الفلسطينيين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية ولهم تاريخ طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونقلها للعالم ودافعهم الوحيد للاشتراك في الفيلم هو إيمانهم بأهمية رسالة الفيلم الذي هو في النهاية رؤية ومسؤولية مخرجه».
وأكد البيان أن «أسرة الفيلم تتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على ما يظنونه إساءة للأسرى وذويهم، وهو غضب وطني نتفهمه ولكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلاً أو اجتزاءها، وأخيراً فإن الهدف السامي الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى وذويهم والذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حول الفيلم، فنحن نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته، نحن مؤمنون بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية».