كنوز مصر.. القادرون باختلاف
لقد خلق الله البشر مختلفين لكل عيوبه ومزاياه ولم يخلق شيئًا اعتباطًا بل هناك حكمة إلهية تكمن وراءه توظفها في موضعها لتنتظم حياة البشر في المضمار الذي وضعه الله ليحقق به حكمته؛ وما كتب على الجبين لازم تشوفه العين المبصرة المؤمنة بالقضاء والقدر.
ومن هذا المنطلق نستطيع أن نفهم هذه الاختلافات التي تصطبغ بها حيواتنا منذ لحظة الميلاد من حيث الشكل والجوهر. أما الجوهر فيتحكم فيه الأصل الطيب وحسن التربية والخلق الحميد، وما فطر الله الإنسان عليه من خير طباع ولفظ الشرور، وما اكتسبه من التعلم والتثقيف..إلى آخر هذه الأمور.
ثم نأتي إلى الشكل والمظهر الخارجي فقد نجد ما خرج عن المألوف في المواصفات الجسمانية لبعض البشر لذلك أطلقنا عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الإعاقة، كانت هذه الفئة غير ظاهرة على سطح المجتمع برغم أنها قوة داخله يتمتع أهلها بقدرات خاصة لا تتوافر في الشخص المعافي، حباهم الله بطباع الملائكة وقلوب تنبض حبًا وبراءة وعقولهم بها جوانب نبوغ في مناحٍ كثيرة تنسيك إعاقتهم فتقف مشدوهًا مبهورًا بعظمة الخالق ولا تجد ما تقوله إزاءها سوى: سبحان الله!
عرفناهم عن كثب عبر احتفال الدولة بهم للعام الثالث على التوالي تحت مسمى: " قادرون باختلاف" في الفاعلية التي التففنا حولها على مدى خمس ساعات جاءت معبرة بصدق عن كنوز مصرية كنا عنها غافلين فيما مضى وهم مكون رئيس يحتاج إلى اهتمام الدولة مثله مثل المرأة والشباب وكبار السن والأطفال لتلبية احتياجاتهم المجتمعية.
لم يكن غريبًا على الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو الأب الراعي للأسر المصرية أن يولي رعاية خاصة لأهلنا وذوينا من ذوي الاحتياجات الخاصة ويكرس لهم وقتًا ليقيم معهم حوارًا مفتوحًا ينصت لمطالبهم ويجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم بكل ما يملك من رحابة صدر ورحمة قلب وحنو وإنسانية تعكس إيمانًا عميقًا وحبًا لله والوطن وأبنائه.
جاءت استجابات الرئيس فورية لمطالبهم، فمن طلبت إصدار الوثائق بطريقة برايل كان رده: حالًا.. ومن طلب أن يصبح إعلاميًا وأن تكون أول مداخلة له مع الرئيس رد عليه برقة: كسبنا إعلامي رائع وياللا نعمل المكالمة دلوقتي! وهاك الشاب الذي تمنى الانضمام للنادي الأهلي ففرحه الرئيس: الموافقة اتبعتت خلاص..ومن أعرب عن ولعه بالطائرات وغير ذلك كثير..
ولم يكن محض كلام لقد استيقظنا في صباح اليوم التالي على تنفيذ الوعود الرئاسية لأبطالنا القادرين على كل التحديات: فطل علينا عبدالرحمن عزام مشاركًا في تقديم برنامج "صباح الخير يا مصر" وأثبت موهبته كإعلامي واعد، وتمت استضافة القوات الجوية المصرية لكنوز مصر فنظمت لهم جولة بالطائرة في القاهرة..وطيرت وسائل الإعلام صورًا لرئيس النادي الأهلي المصري محمود الخطيب يسلم بطاقة العضوية لأحمد طارق والسعادة تغمر وجهه لتحقيق حلمه بالتحاقه بفريق السباحة للتدريب.
وجاء المكسب الأكبر المتمثل في استصدار القوانين المنظمة لحقوق هؤلاء الغوالي على قلوبنا جميعًا منها: صدور اللائحة التنفيذية لقانون لهم مع صندوق عطاء والدفع بمادة (احترام الآخر) لتدرج في مراحل التعليم المختلفة، ناهيك عن المساواة في منح المكافآت الرياضية بينهم وبين المعافين، ولا نغفل ما استجاب له الرئيس من طلب ابنة من بناته بينهم من زيادة مراكز العلاج الطبيعي لسد النقص في هذا المجال والاهتمام بالرعاية الصحية بوجه عام.
لقد حظينا باحتفالية انطوت على وقت مفعم بالإنسانية والتراحم كان درسًا للجميع في فنية تقبل الآخر واحترام حقوق الإنسان في الحياة وكان بحق درسًا للمتنمرين الذين بدأوا يغزون المجتمع على قلتهم، لكنهم يعكرون صفو الأجواء النقية التي ينبغي أن ينعم بها كل إنسان على ظهر البسيطة بما فطره الله عليه من بنية سليمة أو باختلاف فيها؛ فالكل مستحق للاحترام والعيش الكريم ليستطيع كل في موقعه أن يكون منتجًا ومعطاء في مجال تفوقه ليضيف قوة إضافية لاستنهاض الوطن والدفع به إلى الأمام جنبًا إلى جنب تحت لواء علم واحد وهدف واحد يسوغه شعار: تحيا مصر.
ولا يسعني سوى توجيه الشكر لفخامة الرئيس عزيز مصر عبدالفتاح السيسي على منحنا كل هذه الدروس الإنسانية كمواطنين..والسعادة والفرحة لفلذات أكبادنا وفتح أبواب الأمل على مصاريعها أمام مستقبلهم.