«في القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد».. تفاصيل رواية غربة المنازل لعزت القمحاوي
وصلت رواية غربة المنازل للروائي عزت القمحاوي للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد في دورتها لعام 2022، والتي أعلنت اليوم.
أما عن تفاصيل الرواية فتدور حول عطر مريضة شابة يغمر طبيب النساء الأعزب؛ فيقلب حياته رأسًا على عقب. نظرة من امرأة في عربة ترام تصل إلى سر ما عاشته امرأة أخرى في ساعة حب. موسيقار عرف العديد من النساء وانتهى مقيدًا بسطوة امرأة يحاول الإمساك بجملة لحنها الأولى. وباحث يخسر حربًا طويلة الأمد مع الذباب، لكنه يستميت في معركة أخيرة من أجل الحب! في رواية «غربة المنازل» يتعطل الكلام؛ فيفسح مجالًا لملمس الحياة ورائحتها وطعمها وألوانها، وتبدو القراءة عملًا لكل الحواس، نكتشف من خلاله عالمًا صاخبًا بالأحلام ومعجزات الحب، تحت المظهر المخادع لهدوء العزلة الحزين.
أما عن عزت القمحاوي فهو من مواليد 23 ديسمبر 1961، وهو روائي مصري أصدر عمله الأول عام 1992، ثم توالت أعماله في القصة والرواية والنص المفتوح على مختلف الأجناس الأدبية. تهتم أعماله بقيمة الحرية كما تحتفي بالحواس كأحد مداخل المعرفة وسعادة الانسان. ترجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية، الصينية، والإيطالية.
على الرغم من أنه أصدر مجموعته القصصية الأولى في بداية التسعينيات، إلا أنه لا يضع نفسه ولم يضعه النقاد ضمن جيل أدبي معين. وهو يداوم على التجريب من عمل إلى آخر، وإن اشتركت أعماله على خطوط عامة كالسخرية والفنتازيا، كما يوحد هذه الأعمال السعي إلى حية الإنسان وسعادته من خلال احترام حواسه التي يوليها القمحاوي أهمية خاصة.
جاءت مجموعته القصصية الأولى حدث في بلاد التراب والطين في شكل واقعي من عالم الريف وتضمنت قسمين أولهما (حكايات) أي القصص القصيرة والثاني (تصاوير) ويتضمن عدداً من القصص القصيرة جداً التي تقع بين القصة وقصيدة النثر، ثم روايته مدينة اللذة انعطافة حادة نحو عوالم الفنتازيا والميثولوجيا، حيث أقام مدينة غريبة تحرسها إلهة للذة وتسيطر على سكانها بشبقها الحارق. وقد لفت هذا النص القصير الأنظار باعتباره إضافة كبيرة في سرد الحداثة العربية، ثم جاءت مجموعته القصصية الثانية مواقيت البهجة في سرد شعري يطارد البهجة المفتقدة في علاقات الحب.
وبعدها كان كتابه الأيك في المباهج والأحزان الذي وصفه بعض النقاد بأنه غير مسبوق في اللغة العربية. والكتاب يصعب تصنيفه تبعاً لجنس أدبي معين؛ فهو فصول حول الحواس، تتضمن تأملات وخبرات الكاتب في الحياة وفي كتابات الآخرين، كما يتضمن حكايات يمكن قراءتها بوصفها قصصاً قصيرة.
ثم جاءت روايته غرفة ترى النيل وتتناول الأيام الثلاثة الأخيرة لبطلها عيسى الذي كان يفترض أن يكون كاتباً، لكنه لم يكتب شيئاً، لأنه ممسوس بفكرة الكمال التي أصابته برهاب الكتابة، يرافقه في أيامه الأخيرة صديقه الروائي رفعت، الذي كتب كل ما استطاع وتوصل إلى النتيجة ذاتها: لا جدوى. وكان الصديقان يراقبان من شباك غرفتهما بالمستشفى الاستثماري جزيرة نيلية دخل المستثمرون والحكومة معركة عليها مع ملاكها الأصليين من الفلاحين، فكان التداعي في جسد المحتضر متوازياً مع التداعي في جسد المجتمع المصري تحت ضغط الفساد والسمسرة.
يذكر أن رواية غربة المنازل هى العمل الرابع على التوالى للقمحاوى الذي تصدره الدار المصرية اللبنانية، فى مسيرة بدأت برواية "يكفى أننا معا" التى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد 2018، ورواية "ما رآه سامى يعقوب"، ثم كتاب "غرفة المسافرين"، الذى وصل إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد 2020.