«شابو وشذوذ».. محطات قضية «سفاح الإسماعيلية» خلال شهر

على مدار شهر كامل.. اهتز الشارع المصري لتفاصيل جريمة بشعة عندما بدأ بمقطع فيديو لشاب يمسك ساطور ويمزق جسد مواطن ملقي على الأرض، ومنع المارة من التدخل حتى فصل رأسه عن جسده.. وفي هذا التقرير نرصد التفاصيل الكاملة للقضية منذ ارتكابها من «سفاح الإسماعيلية» حتى جلسة حجزها للحكم.

• بداية الواقعة

في أول نوفمبر الماضي، تلقى اللواء منصور لاشين مدير أمن الإسماعيلية إخطارًا من شرطة النجدة يفيد قيام شخص بذبح شاب بسبب وجود خلافات بينهما، وعلى الفور انتقل عدد من قيادات الأمن للتحقيق في الواقعة وظروف ملابساتها، وتم القبض على المتهم عقب تحديد هوية الضحية.

• اعترافات المتهم

وقال المتهم إنه «التقى المجني عليه في الشارع فسأله عن مكواة شعر خاصة به أعطاه إياها لتصليحها من عطل، فأجابه بأنها في الورشة لكنه اشترط أن يمارس معه الفجور كما كان يفعل معه في السابق قبل 6 سنوات وإلا سيفضحه أمام الجميع، فما كان منه إلا أن اشترى سكينا وحملها في جانبه، وذبحه من رقبته في الشارع في لحظة غضب».

وأضاف المتهم في تحقيقات النيابة أنه «ظل يطعن المجني عليه في مختلف أنحاء جسده، حتى أصبح جثة هامدة، ففصل رأسه عن جسده وتجول بها في شارع طنطا، وأخرج كيسًا أسودًا ووضع به الرأس، وأخرج مسدسًا ليخيف به المارة حتى لا يتقرب منه أحد، لكن مع مرور الوقت استطاع الناس أن يمسكوا به ومن ثم رجال الشرطة».

• محاكمة عاجلة

وفي 4 نوفمبر الماضي، عقب ثلاثة أيام من ارتكاب الواقعة، أحال المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، المتهم بقتل آخر ذبحًا عمدًا بالإسماعيلية والشروع في قتل اثنين آخرين إلى محكمة الجنايات المختصة في محاكمة جنائية عاجلة.

وتبين تعاطيه موادَّ مخدِّرة، وإحرازه أسلحة بيضاء - دون مُسوِّغ قانوني- في أحد أماكن التجمعات بقصد الإخلال بالنظام العام.

وأقامت النيابة العامة، الدليل على المتهم من شهادة المجني عليهما المصابيْن وعشرة شهود آخرين وما أسفر عنه اضطلاعُها على مقاطع تصوير الجريمة، وتعرفها على المتهم بها، فضلًا عن إقرار المتهم تفصيلًا بارتكابه الجرائم المنسوبة إليه، وما ثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي بجواز حدوث الواقعة وفْقَ التصوير الوارد في التحقيقات واحتواء نتيجة التحليل الخاصة بالمتهم على مُخدِّر سبق أن أقرَّ بتعاطيه وحدَّد نوعه في التحقيقات، فضلًا عن نوع آخر.

• تقرير الطب الشرعي

وجاء في تقرير الطب النفسي الشرعي التابعة للمجلس الإقليمي للصحة النفسية، خلو المتهم من أي أعراض دالة على اضطرابه نفسيًا أو عقليًا مما قد تفقده أو تنقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز ومعرفة الخطأ والصواب، وذلك سواء في الوقت الحاليّ أو في وقت الواقعة محل الاتهام، مما يجعله مسئولًا عن الاتهامات المنسوبة إليه.

• أولى جلسات محاكمته

وفي 4 ديسمبر، نظرت محكمة استئناف الإسماعيلية برئاسة المستشار أشرف محمد على حسين، وعضوية المستشار ولاء محمد مجدي الطاهر عضو يمين، والمستشار ياسر حسني مدبولي عضو شمال أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل مواطن عمدًا والتمثيل بجثته، والشروع في قتل اثنين آخرين وسط الشارع بالإسماعيلية، وتم تأجيلها لندب محامي للمتهم.

• تفاصيل ثانِ جلسة محاكمته

ونظرت أمس المحكمة محاكمته، واستمعت هيئة المحكمة لممثل النيابة العامة الذي طالب بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم الذي قام بقتل شخص وفصل رأسه عن جسده وشرع في قتل اثنين آخرين، وتم تأجيلها لجلسة 9 ديسمبر.

وأكد محامي الدفاع عن المتهم عبدالرحمن نظمي، الشهير بـ«دبور»، أن مخدر الشابو سبب له هلاوس وخللًا دماغيًا، وأصبحت ذاكرته «ممسوحة» كليًا وأنه ضحية تعاطي مخدر اسمه «شابو»، وهو مخدر خطر يهدد أمن وشباب مصر.

بينما قالت أمل عبدالهادي والدة المتهم سفاح الإسماعيلية، إن تناول ابنها لمخدر الشابو، جعل منه شبه مسحور وغير مدرك لأفعاله، وسمحت المحكمة لوالدته لقائه.