سفير الهند السابق لدى إثيوبيا يدعو أديس أبابا إلى وقف خطاب الكراهية ضد تيجراي
قال جورجيت سينج، سفير الهند السابق لدى إثيوبيا وواحد من أكثر السفراء نشاطا في أديس أبابا، إن إثيوبيا تشهد حرب أهلية وحشية أعادت فتح الانقسامات بين المجموعات العرقية المختلفة، محذرا من أن إطالة أمد الصراع يهدد بتدمير البلاد والإطاحة بالنظام الحالي.
واعتبر "سينج"، في مقاله بصحيفة "فرست بوست" الهندية، أن الحكومة الإثيوبية مسئولة عن تفاقم النزاع وتوسيع دائرة الحرب في البلاد، وسط تقارير عن تزايد الاعتقالات التعسفية في صفوف المدنيين من عرقية تيجراي على يد السلطات الأمنية لا سيما مع فرض حالة الطوارئ في الفترة الأخيرة، داعيا النظام المركزي في أديس أبابا إلى وقف خطاب الكراهية وممارسات التطهير العرقي ضد تيجراي.
وأشار الدبلوماسي البارز إلى أن هيلين كلارك، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة ، إلى جانب عدد من المسؤولين الأممين كانوا قد انتقدوا ممارسات الحكومة الإثيوبية وطالبوها بوضع حد لـ"الإبادة الجماعية" التي تمارسها ضد أفراد عرقية تيجراي، مؤكدين أن النظام الحالي يتحمل المسئولية الأكبر عن ما يحدث في البلاد.
الشعب الإثيوبي عانى بما فيه الكفاية
وأضاف هذا ما تردده معظم الدول الغربية التي تقوم في الوقت الحالي بإخراج مواطنيها من أديس أبابا، يجب أن تتوقف ممارسات التطهير العرقي فقد عانى الشعب الإثيوبي بما فيه الكفاية.
وتابع "هناك العديد من الحكايات المحزنة عن وحشية الحرب الأهلية فى إثيوبيا، فقد كشف التقرير الأخير الصادر عن لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية بمشاركة الأمم المتحدة عن انتهاكات وحشية شهدتها تيجراى، إضافة إلى استمرار منع وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان الإقليم فى حين يتضور أنهم يتضورون جوعًا.. إن تسليح المساعدات الإنسانية هو مظهر من مظاهر الوحشية التي تجد إثيوبيا نفسها فيها."
مخاوف من التصنيف العرقي ضد تيجراي
واستنكر السفير في مقاله محاولات الحكومة الإثيوبية لترويج خطاب الكراهية ضد عرقية تيجراي وتصوير أتباعها على أنهم "شياطين"، وحشد الغضب داخل العاصمة على نحو خطير داخل العاصمة أديس أبابا ضد التيجرايين ومعاملتهم على أنهم "إرهابيين واعداء" للبلاد، من خلال دعوات الحكومة المواطنين لحمل السلاح والمشاركة في الحرب ضدهم، مضيفًا أن لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية أثارت مخاوف من وجود تصنيف عرقي سائد ضد التيجرايين مما أدى إلى اعتقالهم وترحيلهم إلى أجزاء بعيدة من البلاد.
وأشار إلى أن هذا الحشد الحكومي يأتي بالتزامن مع تحالف أكبر ثلاث عرقيات إثيوبية وهى "الأوروميا والتيجراى والأمهرة" ضد النظام المركزي في أديس أبابا، وهو ما يخلق "كماشة" حوله ويهدد بالإطاحة به من خلال فرض حصار على العاصمة، متوقعًا سيطرة قوات تيجراي والقوات المتحالفة معها على الطريق من جيبوتى، لتسهيل وصول الإمدادات إلى تيجراى دون عوائق.
وفي نهاية مقاله، دعا سفير الهند السابق لدى إثيوبيا الأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار وتسوية النزاع بشكل سلمي والجلوس على مائدة مفاوضات، كما دعا الحكومة الإثيوبية إلى وقف العنف الذى يستهدف صفوف المدنيين، مشيرا إلى أنه أنه لا يلوح أى نصر فى الأفق لأى طرف من أطراف الحرب العرقية فى إثيوبيا.