رغم تراجع نفوذ الإخوان.. تقرير بريطاني يكشف عن خلايا نائمة وشبكات سرية
اعتبرت صحيفة العرب البريطانية أن حالة الفراغ التي تركتها جماعة الاخوان المسلمين ذلك التنظيم الدولي الارهابي عقب سقوطه في عدد من الدول فرصة لانطلاقة كبيرة للتيار السلفي، معتبرة أن هناك تنظيم عالمي للسلفيين لمنافسة نفوذ التنظيم الدولي للإخوان.
ووفقا للصحيفة ، لم يقدم أحد دليلًا على وجود تنظيم دولي للسلفيين على غرار تنظيم الإخوان الذي أنشأه حسن البنا عام 1928 وانطلق في أوروبا على يد سعيد رمضان صهر البنا.
وتابعت العرب: إن بعض الباحثين والمختصين في شؤون الجماعات الإسلامية اكدوا أن التيار السلفي يحاول تنظيم كيان دولي على غرار الاخوان، لحرصهم على مواجهة انحرافات جماعة الإخوان في قلب مراكز نشاطها بطريقة منظمة ولإيمانهم بأهمية العمل التنظيمي وضرورته والذي يضبط نشاطات الكيان وينسقها منذ تأسيسه في سبعينات القرن الماضي، و لم يعد التنظيم الدولي للإخوان بعد “الحركات الثورية” مجرد هيكل تنظيمي لإدارة الموارد والإشراف على الفعاليات الثقافية والدعوية إنما صار فاعلًا رئيسيًا في الأحداث الإقليمية وتطورت أدواره السياسية لصعود أجنحته إلى السلطة وارتباطه بمشاريع توسع إقليمية.
أنشطة الاخوان
تابعت الصحيفة: لقد طرأ عدة متغيرات على نشاطات التنظيم الدولي للإخوان وطبيعة أدواره وحجم نفوذه وعلاقاته، كما جرت متغيرات هائلة على مستويات تمدد جماعات السلفية الجهادية وحضورها وتوظيفها دوليًا وإقليميًا، ولعل بروز تنظيم داعش بتصوراته المختلفة وقدراته المالية والدعائية وحجم ما حققه على مستوى التمدد في كل قارات العالم قد كشف حجم هذا التحول على مستوى عولمية هذا التيار بالمقارنة بما كان عليه داخل كل دولة على حدة قبل العام 2010.
ووفقا للصحيفة البريطانية، ووجد التيار السلفي نفسه مُساقًا في اتجاه توطيد نشاطه الخارجي وتطويره ومحاولة ربط أجنحته على مستوى العالم بناظم مركزي، وهو ما جرى ترجمته فيما اعتبره البعض ملامح تشكل تنظيم دولي للسلفيين، سواء فيما يتعلق بالنشاط الفقهي الذي تبلور في رابطة علماء المسلمين التي أشرف عليها الداعية السلفي أحمد الصويان، وكان من رموزها عبدالله شاكر رئيس أنصار السنة المحمدية ومحمد يسري إبراهيم من مصر.
وأردفت : من إرهاصات تشكل تنظيم عالمي للسلفيين ما لوحظ من ازدياد أعداد معتنقي الأفكار السلفية المتشددة في دول أوروبا وتزايد أعداد المساجد التي يديرونها ويشرفون عليها هناك خاصة في بريطانيا وألمانيا، وما لوحظ من حضور لرموز السلفية المعروفين على النطاقين الدولي والإقليمي سواء للقيام بمهام دعوية كزيارات أبوإسحق الحويني وغيره إلى مساجد أوروبية أو مهام سياسية كحضور عبدالرحمن عبدالخالق فعاليات سياسية لأحزاب تابعة لهذا التيار بالمنطقة العربية.
وعلى الرغم من تراجع التنظيم الدولي للإخوان واستنفار الحكومات في غالبية الدول الأوروبية ضده إلا أنه لا يزال هناك خلايا نائمة وشبكات سرية، وهذا يعود إلى أن انتماءات عناصر التنظيم التي نادرًا ما تكون مرئية وواضحة للجميع، علاوة على توخي العمل تحت غطاء من جمعيات العمل الخيري الراسخة قانونيًا ونشاط المنظمات غير الحكومية.