حكايات وذكريات وتوثيق.. «الدستور» في جولة داخل المكس قبل التطوير
على ساحل شاطىء المكس تتناثر الحكايا، فالبعض يأتي للاسترخاء والاستجمام مع مشهد البحر المفتوح واستنشاق نسيم الهواء الصافي، والآخر يأتي لهواية الصيد واختطاف بعض السمكات من بين أمواج البحر لتكون وجبه غذاء دسمة، ومنهم من يحمل كاميرته ليأتي ملتقطا صورا تذكارية مع فنار المكس أو الشاليهات الخشبية.
التقت «الدستور» مع زوار شاطىء المكس في جولة ميدانية قبل تنفيذ المشروع الجديد التي تتخذ الدولة المصرية خطوات لتنفيذه وهو مشروع ميناء المكس لربط مينائي الإسكندرية بالدخيلة.
بعدسات موثقة تقف رحاب رجائي، مصورة، على رمال شاطىء المكس، تمسك بين يديها كاميراتها لتلتقط صورا فوتوغرافية موثقة لطبيعة المكان قبل بدء المشروع الجديد، 3 ساعات سفر قطعتها رجائي من محافظة القاهرة إلى الاسكندرية، معلقة: "في أماكن كتير ماعيشناش فيها وعرفناها من الصور"، وهكذا ما وثقته في منطقة المكس.
هذه ليست المرة الاولى التي توثق فيها «رجائي» منطقة المكس، بل هي المرة الرابعة لتحتفظ كاميراتها بألبوم صور لخندق المكس وجزيرة الطيور وقلعة وفنار المكس.
تعمل رجائي على مشاريع توثيق الأماكن التي غيرت ملامحها عوامل التطوير، والتي لن تحتفظ بتفاصيلها التي نشأنا عليها والتي مازالت تحتفظ بقيمتها الكبيره في نفوسنا وذكرياتنا.
أخبار التطوير التي سمعتها رانيا غيث، مصورة، كانت الدافع والمحفز لها بأن تزور منطقة المكس للمرة الاولى على الرغم من كونها سكندرية النشأه، ولكن بعد المسافة بين سكنها والمكس كانت العائق لعدم ترددها على المكان من قبل.
اصطحبت «غيث» كاميراتها وقررت أن تلتقط لنفسها صورًا وذكريات قبل أن يتغير ملامح المكان الشاطئي، لتبروز مشاهد المراكب الخشبية المصطفة على رمال البحر، بهجة الاطفال وهم يسبحون او يداعبون الكلاب المصاحبة لأهالي المنطقة، مشهد الفنار الأثري المتواجد في وسط أمواج البحر.
مكان ملىء بالطاقة الإيجابية
وعلى رمال الشاطىء تقف فيرونيكا ميرلو، من دولة إيطاليا، تتنفس هواء البحر في زيارتها لمنطقة المكس، لتقول إن هذه المرة الاولى، فهذا المكان ملىء بالطاقة الإيجابية، فمشهد القوارب الخشبية المتراصة أمام مساحة البحر المفتوحة لتحيطهما البيوت الخشبية وكأنها لوحة فنية بسيطة التفاصيل.
تتواجد ميرلو في الاسكندرية منذ 2017 من أجل دراسة اللغة العربية، فهي تحلم أن تصير معلمة اللغة العربية للأجانب لعشقها لها، بعدما أنهت دراستها في كلية العلوم السياسية.
طوال تواجد ميرلو في مصر تنقلت بين أكثر من مدينة مصرية، من بينهم مدينتي القاهرة ودهب، معلقة: «حبيت أعرف عن مصر وثقافتها والتعامل مع أهلها»، لتعود مجددا إلى عروس البحر المتوسط، لاستكمال دراستها وعملها.
وعلى حسابها على إنستغرام، تواصل ميرلو ان تلتقط بعدستها مشاهد مصرية مصورة لتنشرها لمتابعيها وهي ما تحظى بتعليقات الإعجاب والترحاب.
زكي.. 19 جولة سياحية «المكس يتعلق بها زائريها»
يرافق مينا زكي بجولته الأسبوعية مجموعة من الشباب الراغبين في التعرف على تاريخ وتراث مدينتهم السكندرية، ليجوب المدينة شرقا وغربا وذلك بمرور 4 سنوات.
19 جولة نظمت لمنطقة المكس فقط من بين 190 جولة داخل الإسكندرية وخارجها حتى جولة وداع المكس، ليقول زكي إن المرافقين للجولة في زيارات المكس منهم من يأتي بشكل متكرر لإرتباطة وتعلقه بالمكان، فمنطقة المكس ذات طبيعة خاصة يتعلق معظم زوارها.
بدأت رحلات الجولة في منطقة المكس بركوب قارب خشبي في ترعة الخندق وسط بيوت الصيادين، وتصل إلى جزيرة الطيور وقلعة المكس المهجورة والتي هدمت منذ عدة أشهر، ثم الذهاب إلى شاطىء المكس لمنطقة الفنار القديم الأثري، ليتقط زوار الشاطىء الصور التذكارية وتنتاول وجبه سمك على رمال البحر وهو ما اقتصرت عليه جولات المكس بعد مشروع تطوير وتوسعة ترعة الخندق.
حكاية عم محمود مع المكس في تخفيف أزمته الصدرية
ومع هدوء المشهد تجد على جانبي الشاطىء رجلا ستيني في جلسة هادئة بعبائته البيضاء، متكئا على جدار أحد الشاليهات الخشبية، يجلس فترة وينام على أحد جانبيه فترة أخرى، وذلك منذ صباح كل يوم.
ازمة صدرية تسببت فيها مهنة الحاج محمود محمد في لحام الكهرباء، قبل أن يصبح على درجة المعاش هي ما أتعبته ليأتي يوميا من منزله بالورديان الى بحر المكس، ليساعده هواء البحر الصافي ورائحة اليود، على تفتيح شعبه الهوائية لتستطيع تخفيف من ضيق تنفس صدره فضلا عن العلاج الدوائي.
بكلمات متقطعة ونفس غير مستقر يوصف الرجل الستيني سبب مجيئة لشاطىء المكس الذي اعتاد على زيارته في شبابه وياخذه الحنين ليلجأ اليه مجددا مع تقدم العمر قائلا: «برتاح هنا، المكان هادي، ومنظر البحر مفتوح»، فذلك مشهد ترتاح له النفس والأعصاب.
فيلم توثيقي للمكس قبل تنفيذ المشروع الجديد
عدسة كاميراتها رغبت أن تحتفظ بمشهد شاطىء المكس، لتجوب أرجاء المكان قبل التطوير تستمع وتوثق لحكايات أهالي شاليهات المكس في 8 دقائق توثيقية.
التقت ندى جمال، مصورة الفيلم مع اهالي وساكني شاليهات المكس لتستمع إلى حكاياتهم وذكرياتهم مع المكان، ومدى ارتباطهم بالبحر الذي أصبح وجهتهم اليومية ومصدر رزق قوتهم اليومي.
البدء في تنفيذ المشروع الجديد هو السبب الرئيسي لتصوير الفيلم لتعلق جمال بالمنطقة، أردت أن احتفظ بذكرى المكس، فهو جزء أساسي من هويتنا السكندرية سواء لقاطنيه أو زائري المكان سواء لتناول وجبه سمك طازجة او لالتقاط عدد من الصور التذكارية مع طبيعة المكان الساحرة، أو لقضاء وقت بسيط واستنشاق الهواء النقي دون التكبد بمصروفات مالية باهظه، فالمكان على الرغم من بساطته، إلا أنه مازال محتفظ بقدرته على جذب إعجاب كل من تطأ قدمية شاطئه.