مصطفى النشار يوقع عقد 4 كتب فلسفية مع مؤسسة بتانة
وقّع الدكتور مصطفى النشار، الخميس، مع الدكتور عاطف عبيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة بتانة للنشر والتوزيع عقد 4 كتب فلسفية جديدة تطرح تباعًا، وذلك بمقر مؤسسة بتانة بعمارة يعقوبيان بوسط القاهرة.
والنشار مواليد مركز طنطا بمحافظة الغربية، تلقى تعليمه الإلزامي من الابتدائي حتى الثانوي بطنطا، ثم التحق وتخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة – قسم الفلسفة عام 1975 بتقدير عام ممتاز، وحصل على درجة الماجستير في الفلسفة في موضوع بعنوان "فكرة الألوهية عند أفلاطون" بتقدير ممتاز عام 1980، كما حصل على الدكتوراه في الفلسفة اليونانية عن نظرية العلم الأرسطية بمرتبة الشرف الأولى من نفس الجامعة عام 1985.
تدرج في سلك التدريس بجامعة القاهرة حتى حصل على الأستاذية عام 1997، وعمل في ثنايا ذلك معارا بجامعة الإمارات لمدة 8 سنوات متصلة (1986-1994م)، وتولى بعد عودته للقاهرة العديد من المناصب الإدارية، حيث أصبح رائدا للنشاط الثقافي بالكلية ثم رائدا لاتحاد الطلاب ومشرفا على الأنشطة الطلابية (1994- 2003م)، ورأس قسم الفلسفة لعدة سنوات بين 2002 و2014، كما تولى عمادة كلية التربية – جامعة القاهرة ببني سويف بين عامي 2002 و2005، ثم عمادة كلية العلوم الاجتماعية بجامعة 6 أكتوبر بين عامي 2005 و2007، ثم عمادة كلية رياض الأطفال لمدة 4 سنوات من 2007 حتى 2011م.
ترك «النشار» بصمات مميزة في هذه الكليات التي تولى عمادتها حيث طور برامجها الدراسية في مرحلتي الليسانس والبكالوريوس والدراسات العليا فتحولت جميعا إلى نظام الساعات المعتمدة، فضلا عن إنشاء برامج جديدة مواكبة للتطورات المعاصرة في التخصصات المختلفة، وقد أسس في هذه الكليات المؤتمر العلمي السنوى والمجلة العلمية لكل منها، كما أسس في الأولى ثلاث وحدات ومراكز ذات طابع خاص لنشر الثقافة التربوية في المجتمع، وقام بتفعيل وتطوير نشاط مركز الدراسات التربوية بالثالثة.
وللدكتور النشار أكثر من 50 مؤلفًا علميا في مجالات الفلسفة المختلفة، خاصة في الفلسفة اليونانية والفكر المصرى القديم، وقد شغل في السنوات الأخيرة بقضايا الفكر المعاصر، خاصة قضية العولمة والهوية الثقافية وقضية حوار الحضارات وقضايا التعليم والمواطنة والمشاركة السياسية والعلاج بالفلسفة.
من أبرز إسهاماته الفكرية رد الفلسفة اليونانية إلى مصادرها الشرقية وتأكيده على الأصل المصرى للفلسفة عموما والفلسفة اليونانية على وجه الخصوص وقد أعلن رؤيته لذلك منذ بحثه المعنون ب"المعجزة اليونانية بين الحقيقة والخيال" وكتابيه "نحو تأريخ جديد للفلسفة القديمة" (1992) و"نحو تأريخ عربي للفلسفة" (1993) وقد طبق رؤيته الفكرية تلك في تأريخه للفلسفة اليونانية الذي صدرفى خمسة مجلدات تحت عنوان" تاريخ الفلسفة اليونانية من منظور شرقى".
كان للنشار فضل التركيز على إبراز دور مصر في تاريخ الفلسفة وبدا ذلك في مؤلفاته: الفكر الفلسفي في مصر القديمة والخطاب السياسي في مصر القديمة وسلسلة أعلام التراث الفلسفي المصرى (3 كتب عن: ذو النون المصرى – رائد التصوف الاسلامى، على بن رضوان – وفلسفته النقدية، زكي نجيب محمود- والحوار الأخير)، وكتاب" رواد التجديد في الفلسفة المصرية المعاصرة في القرن العشرين ".
أسهم النشار بجهد كبير في إدخال الفلسفة التطبيقية إلى الدراسات الفلسفية المصرية من خلال عقد المؤتمرات والندوات العلمية الدولية والمحلية منذ عام 2004، ومن الكتاب الذي حرره ونشره بعنوان "الفلسفة التطبيقية – الفلسفة لخدمة قضايانا القومية في ظل التحديات المعاصرة "(2006م)، وكذلك من خلال مؤلفاته في فلسفة التاريخ وفلسفة التعليم وفلسفة الحضارة وفلسفة الثقافة والنقد الثقافي وفلسفة السياسة وفلسفة المستقبل. كما أسس دبلوم الفلسفة التطبيقية في الدراسات العليا لقسم الفلسفة وكذلك برنامج ليسانس كامل عن الفلسفة النظرية والتطبيقية في اطار التعليم المفتوح بجامعة القاهرة.
ويعد د.النشار من أبرز المدافعين عن الهوية المصرية والعربية والإسلامية ضد العولمة التي وصفها في كتابه "ضد العولمة" (1998) بالهيمنة على العالم ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأكد أن المقصود بها في الأساس "غربنة العالم وأمركته"، وفي ذات السياق كشف د. النشار في كتابه"ما بعد العولمة"(2003م) عن أن العولمة مجرد مرحلة تاريخية ستنتهي بسقوط الإمبراطورية الأمريكية فيما بين 2020 و2030 وتنبأ بأن الصين وشرق أسيا ستقود الركب الحضارى ودعا العالمين العربي والإسلام للاستعداد من الآن لهذه المرحلة بمد جذور التعاون مع هذه الدول في الوقت الذي حذرهم فيه من سطوة الهيمنة الأمريكية والأوربية على العالم الآن، ومن الخضوع للإرادة الغربية بدعوى حوار الحضارات لأن الحقيقة أن الغربيين لايؤمنون بالتكافؤ الحضارى وانما يؤمنون منذ فجر تاريخهم "بأن الحرب هي أب للجميع وملك على الجميع كما قال هيراقليطس منذ القرن السادس قبل الميلاد ".