هل الشعور بالخوف من الأمور الصحية للجسم؟
يعشق البعض مشاهدة أفلام الرعب على الرغم من أنها قد تتسبب لهم زيادة مشاعر الخوف، ومنها للتعرض للكوابيس ليلا.
ومن المؤكد أن الخوف والسرور هما مشاعر متناقضة، حيث يبحث الكثير من الأشخاص بنشاط عن المواقف التي تخيفهم من أجل الشعور بالمتعة، وفقًا لما ذكره موقع "medical news today" الطبي.
كان للخوف والبقاء روابط وثيقة طوال رحلة الإنسان، فإذا لم يهرب الصيادون الأوائل من الخطر، فمن غير المرجح أن يستمروا لفترة كافية للتكاثر، ولم نكن نصل لما نحن فيه، وهذا يرجع للخوف الذي ساهم في سيطرة غريزة الإنسان في البقاء على قيد الحياة.
فإن أولئك الذين ساعدتهم استجابتهم للخوف على تجنب أكلهم من قبل حيوان مفترس كانوا قد نقلوا الجينات التي عززت تلك السلوكيات.
استجابة الخوف
في حالة الإجهاد الحاد، يتسبب الجهاز العصبي اللاإرادي في حدوث تغيرات فسيولوجية مألوفة، مثل ارتفاع معدل التنفس وضربات القلب، احمرار الجلد أو شحوبه، تقلصات في المعدة، توتر العضلات، اتساع حدقة العين وجفاف الفم .
وأوضح الباحثون، أنه عندما ينحسر الخوف، غالبًا ما يُترك لنا مشاعر السرور، وهذا هو الفائدة من الخوف على المدى القصير، ففي حالة الخوف تحفز اللوزة الدماغية منطقة ما تحت المهاد، والتي بدورها تنشط الغدة النخامية لإطلاق هرمون قشر الكظر في الدم.
لماذا الخوف ممتع؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نتمتع بخوف جيد، وكل ذلك يعود إلى المواد الكيميائية، ومنها هو الشعور بالاسترخاء بعد اندفاع الأدرينالين، فبمجرد أن تدرك قشرة الفص الجبهي للدماغ أن الخطر ليس حقيقيًا، تقل الاستجابة، فهذا الشعور بالراحة بعد الاندفاع والشعور بالرفاهية هو ما يجعل الخوف ممتع.
كما يؤثر هرمون "الأوكسيتوسين" على السلوك الاجتماعي ويشارك في تكوين ذكريات المجموعة والترابط، وهو ما يعرف بهرمون الحب، لأن الجسم يفرزه أثناء العناق وهذا يحدث خلال التعرض للخوف.
وأكد الباحثون، أنه ليس الدوبامين والأوكسيتوسين فقط هو الذي يفرز في المخ عند التعرض للخوف، حيث يفرز ايضًا هرمون الإندورفين بعد الخوف، وهي مواد كيميائية تساعد على الشعور بالرضا عن ممارسة الرياضة، على أنها مواد أفيونية طبيعية.
كما يطلق الجسم مادة السيروتونين، وهو ناقل عصبي آخر ينظم عمل الجسم العديد من السلوكيات البشرية، لذا فإن زيادة المستويات يمكن أن تساعد في رفع الروح المعنوية.