أبو الغيط: حان الوقت للانتقال من مرحلة إدارة الصراع إلى التسوية لقضية فلسطين
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الوقت قد حان للانتقال من مرحلة إدارة الصراع والحلول المؤقتة إلى التسوية النهائية والحل الدائم بالنسبة لقضية فلسطين محذرا من أن سد الطريق في وجه الفلسطينيين الراغبين في السلام والتعايش سيكون له تبعاتٌ خطيرة على مستقبل هذه المنطقة، ومدى تمتعها بالسلام والاستقرار وأن الارتكان إلى استمرار الوضع القائم إلى الأبد هو وهمٌ وسراب.
جاء ذلك في كلمة أبو الغيط أمام الفعالية السنوية التي أقامتها جامعة الدول العربية اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي.
وأكد أبو الغيط أن فرصة تطبيق حل الدولتين لن تبقى قائمة أو متاحة لوقتٍ طويل، خاصة وأن مقومات هذا الحل تتآكل على الأرض، إذ يقوم الاحتلال يومياً بتقويضها عبر قضم الأرض والتهويد، وبدائل حل الدولتين ستضع الاحتلال نفسه في مأزق سياسي وأخلاقي ووجودي ليس من الواضح أنه يُدرك مدى خطورته.
ونوه في هذا الصدد بما جاء في كلمة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، أمام الجمعية العامة للأمم المُتحدة في دورتها السادسة والسبعين، من تأكيد على تحقيق السلام بخارطة طريق نُحذّر من تداعيات تجاهلها وإهمالها.
وأضاف أبو الغيط أن التطورات الأخيرة جعلت العالم أكثر وعياً بنضال الفلسطينيين المشروع، وأعمق إدراكاً بظروف الاحتلال العنصري التي يواجهونها بشجاعة وإصرار وإيمان لا يتزعزع بعدالة القضية قائلا: "صرنا، ولأول مرة، نسمع عبارات مثل الفصل العنصري والتهجير القسري تتردد في الإعلام العالمي وفي المنابر المختلفة للإشارة إلى الفظائع التي تجري في فلسطين المحتلة، سواء في القدس الشرقية، في الشيخ جراح وسلوان وغيرها من الأحياء الفلسطينية، أو في غزة المحتلة التي تعرضت لحملة عسكرية مدمرة في مايو الماضي أسفرت عن استشهاد 259 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً.. ولا زال أبناء غزة يُكابدون معاناة حصار إسرائيلي لاإنساني وظالم".
وأكد أننا أمام حكومة إسرائيلية تجسد مفاهيم اليمين في أشد صورها عنصرية وصلفاً. لا تؤمن بحل الدولتين، أو بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، برنامجها الرئيسي هو توسيع الاستيطان، والتهويد، وقمع الفلسطينيين والتنكيل بهم.
وأعرب أبو الغيط عن أسفه من أن الإجماع الدولي الكاسح على حل الدولتين كأساس وحيد للتسوية النهائية، يجد نفسه عاجزاً عن تحويل هذا الاقتناع إلى واقع ملموس، ويترك الحكومة الإسرائيلية تواصل فرض تصوراتها المُشبعة بالتطرف اليميني والجموح الأيديولوجي.
وقال الأمين العام للجامعة إن المُجتمع الدولي مدعوٌّ إلى تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد لكي تستعيد الرباعية الدولية دورها، وتقوم بواجبها نحو هذه القضية التي تتعلق بالأمن والسلم الدوليين.. داعيا إلى انعقاد مؤتمر دولي للسلام، يُجسد الإرادة الدولية والضمير العالمي الرافض لاستمرار آخر نظام استعماري في تاريخ البشر، وبما يُفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة على خطوط 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المرجعيات الدولية المُعتمدة وقرارات الأمم المُتحدة ومُبادرة السلام العربية.
وقدم أبو الغيط تحية تقدير إلى كل أحرار العالم المُتضامنين مع الشعب الفلسطيني والداعمين لقضيته العادلة، كما وجّه التحيّة إلى أبناء الشعب الفلسطيني المُناضل في كافة أماكن تواجده، خاصةً في الأرض الفلسطينية المُحتلة، على صموده وإرادته الصلبة، ووقوفه بشجاعة في وجه الاحتلال والعدوان والإرهاب، وستبقى القضية الفلسطينية العادلة قضية كل أحرار العالم حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.