«فتنة المتواري» يصل القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد في مجال الدراسات النقدية
وصل كتاب "فتنة المتواري.. جذور في الفعل الفني " الصادر عن دار بتانة للنشر والتوزيع، من تأليف الدكتور مصطفى عيسى إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في مجال الدراسات النقدية، وذلك في الوقت الذي يشكو فيه المشهد الثقافي التشكيلي من ندرة تصل إلى حد الغياب في النقد الفني التشكيلي.
والدكتور مصطفى عيسى، فنان تشكيلي يمارس كتابة النقد الفني منذ ما يربو على عقدين من الزمان، وهو الكتاب الثالث بين كتبه المطبوعة فضلاً عن مخطوطات كتب أخرى ومشاركات في فعاليات دولية داخل مصر وخارجها.
و يتضمن الكتاب 7 أبواب وختام، فضلاً عن تقديم يمهد له برؤية أحد أبر ز نقاد الفن العربي وأعلامه في علم الجمال، وهو التونسي محمد بن حموده، عميد المعهد العالي للحرف والفنون، سابقاً، والعميد الحالي للمعهد العالي للموسيقى بصفاقس.
ويناقش الكاتب فكرة وعي الفنان والإنسان العادي باعتباره كائنا مختبئا، مخفيُ ومُظَلل بغمام سوف يُكشف عنه في لحظة تالية، وهو ما يعني أننا دائماً في لحظة انتظار له، وأن ثمة يقين بوجوده، وبالوصول إليه، قادر على توليد نوع من التراحم أشبه بصلة القربى التي لا تنفصم عُراها.
وأوضح الكاتب أن تتابع الأبواب جاء في هذا الكتاب يبدو الانفصال بين أبوابه ملموساً، من حيث اختزالها للنوعي في الفنون البصرية، فثمة حقائق ستبدو ظاهرياً وإلى حد ما، غير مترابطة، إلا إن اجتماعها يتم عبر بوابة المتواري المحفز على الفعل الفني.
و أوضح أنه لذلك فمن تشبيه المتواري إلى قناع الوجه، مروراً بذاكرة المكان وتأويل اللون، ووقوفاً أمام لغة الصمت والجماد، فبواعث اللقية التي تحتوي المصادفة والفطرة من بعد، وانتهاءً بأسئلة ما بعد الحداثة، تمر الأجزاء منفردة، وكأنها تحيا في عوالمها الخاصة، المُرتبكة في ذاتها.
وتابع بينما نوشك على الاقتناع بكينونة هذا الخاص وانفراده بعالمه، لا نلبث أن نكتشف أن هناك ما هو قادر على جمع كل هذا المتنافر في بؤرة واحدة، مؤسسة على فتنة المجهول المتواري خلف الفعل الفني، أو كخطوط تتقاطع، وتتحرك باتجاه نقطة وحيدة تشكل المركز والأساس في هذا الفعل، ورغم ذلك، لازلنا نسأل عن هذا المتواري الذي يحرك كل هذه الخطوط، ويجمعها من حوله، أو يستقطبها في مركزه.