مكاسب مصر بعد افتتاح طريق الكباش.. عودة عصرية لحضارة خالدة
نجحت الدولة المصرية فى إعادة تصدير الحضارة الفرعونية إلى العالم من جديد، لكن هذه المرة بشكل عصرى وأكثر حداثة دون الإخلال بهُوية هذه الحضارة العظيمة التى لا تزال تبهر العالم وتكشف عن أسرارها حتى اليوم، وذلك من خلال حفل افتتاح مشروع طريق «المواكب الملكية»، المعروف باسم «الكباش» فى الأقصر. فما شاهدناه خلال الاحتفالية من إعادة الألوان إلى أعمدة معبد الكرنك، وتطوير «طريق الكباش» بواسطة عشرات المرممين المصريين الذين عملوا بجهد لإزالة عوامل التعرية والاتساخات من على الأعمدة والكباش، وبالتالى إعادتها إلى سيرتها الأولى- هو إعادة بعث وإحياء لحضارة علّمت الدنيا بأسرها أسرار الخلود، ومن المنتظر أن يكون لهذا الحدث العالمى العديد من التأثيرات الإيجابية، على رأسها زيادة معدلات الطلب على السياحة الثقافية فى الأقصر وأسوان، بما يعيدهما إلى وضعهما الطبيعى ككبرى المدن السياحية فى العالم، وغيرها من العوائد التى نستعرضها فى السطور التالية.
زيادة معدلات السياحة فى الجنوب.. وتنظيم أحداث عالمية فى نفس المكان
كشف محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، عن وجود زيادة فى معدلات الطلب السياحى من جانب منظمى الرحلات الأجنبية على منتج السياحة الثقافية، بفضل حفل افتتاح طريق «المواكب الملكية»، المعروف باسم «الكباش».
وقال «عثمان»، لـ«الدستور»، إن هذا الحدث الفريد سيكون له تأثير إيجابى كبير على معدلات زيارة المقاصد الأثرية المجاورة والقريبة من «طريق الكباش»، على غرار دندرة وإسنا وأبيدوس، خاصة مع اتجاه شركات السياحة إلى توسيع الفترة الزمنية الخاصة ببرامج زيارة الأقصر.
وأضاف أن هذا يأتى فى ظل التطور الكبير الذى شهدته مدينة الأقصر، بفضل رعاية القيادة السياسية لها، والدور الذى لعبته حكومة الدكتور مصطفى مدبولى فى تطوير البنية الأساسية بالمدينة، إلى جانب الدور المهم والمؤثر لوزارة السياحة والآثار فى ترميم المعابد وإعادتها إلى صورتها الأولى بأيادٍ مصرية ١٠٠٪.
وأشار رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية كذلك إلى التطور الرقمى الذى تشهده زيارة الأقصر، من حيث إمكانية حجز التذاكر لزيارة معابد المدينة بشكل إلكترونى، ما سيكون له أثر إيجابى كبير على تجربة السائح، الذى أصبح بإمكانه الحصول على تجربة رائعة بعد تطوير الخدمات المرتبطة به.
ونبّه «عثمان» إلى التزامن بين احتفالية طريق «المواكب الملكية» ومعرض «ذهب رمسيس» فى الولايات المتحدة، الذى يزيد من معدلات جذب السوق الأمريكية إلى السياحة الثقافية فى مصر، لافتًا إلى أن السائح الأمريكى يُعد «أيقونة» هذا النوع من السياحة، كما أن قدومه يفتح الباب أمام زيارة أسواق أخرى للمقصد السياحى المصرى.
وشدد على أن الوجود الكبير للشخصيات العامة والدبلوماسيين الأجانب على أرض الأقصر هو رسالة سلام وأمن واضحة للعالم، ودعوة مؤثرة لجذب السائحين المرتقبين، ليحظوا بتجربة لن تتوافر لهم فى أى مقصد سياحى آخر، وداخل مناطق لها تاريخ ممتد لأكثر من ٥ آلاف عام.
كما كشف «عثمان» عن أن هذا الحدث العالمى لفت انتباه عدد من بيوت الأزياء العالمية، التى تدرس حاليًا إقامة عروض فى طريق «المواكب المقدسة»، مختتمًا بقوله: «بعض هذه البيوت أبدى تلك الرغبة بالفعل لبعض شركات السياحة المصرية».
100% اشغال الفنادق كاملة العدد لأول مرة منذ سنوات
أعلن أشرف جلال، مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة بالأقصر، أن نسبة إشغال الفنادق وصلت إلى ١٠٠٪ لأول مرة منذ ١٠ سنوات، والسبب فى ذلك الإقبال الكبير على المستويين الدولى والمحلى على حضور افتتاح طريق الكباش.
وأضاف، لـ«الدستور»، أن هناك توقعات بحدوث رواج كبير للسياحة الثقافية خلال الموسم الشتوى الجديد، بعد تخفيف قيود السفر بين الدول بفضل التوسع فى لقاحات فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى وجود طلب مرتفع من الأفواج السياحية على زيارة مصر لمشاهدة المزارات والمعابد، ومشاهدة الاكتشافات الأثرية التى جرى الإعلان عنها خلال العام الماضى.
عضو «المنشآت الفندقية»: حضور الرئيس أقوي دعم
ذكر هشام الشاعر، عضو غرفة المنشآت الفندقية، أن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى احتفالية الأقصر وغيرها من الاحتفالات، مثّل دعمًا قويًا لقطاع السياحة، إذ يعكس للعالم اهتمام الدولة بقطاع السياحة، ما يصب فى تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج.
وأضاف أنه سيكون لاحتفالية الأقصر بافتتاح طريق الكباش أثر إيجابى قوى على الحركة السياحية، خاصة السياحة الثقافية التى تتميز بها مصر كوجهة مفضلة فى فصل الشتاء.
وأوضح «الشاعر» أن نقل الحدث على وسائل الإعلام العالمية يعد أكبر حملة ترويجية للسياحة المصرية ككل، وبصفة خاصة السياحة الثقافية فى الأقصر وأسوان.
أفضل اختبار لمنظومة التأمين الصحى الشامل: خدمات فندقية للزائرين
قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن الوزارة نفذت خطة التأمين الطبى لفعاليات الحفل، لافتًا إلى أنه تم وضع الخطة بإشراف الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى القائم بعمل وزير الصحة والسكان، فى إطار الحرص على الاهتمام بالصحة العامة للمواطنين والمشاركين فى هذا الحدث التاريخى.
وأوضح أن الوزير راجع نقاط تمركز الخدمات الطبية العاجلة بمحيط منطقة الاحتفالات، حيث تضمنت الخطة توفير ١٨ سيارة إسعاف مجهزة ولنشىّ إسعاف نهرى، بالإضافة إلى ٤ عيادات متنقلة تضم تخصصات «باطنة وقلب وجراحة وعظام» وتوزيعها على الطرق الرئيسية بمدينة الأقصر والمناطق المستضيفة فعاليات الافتتاح.
وأشار «عبدالغفار» إلى جاهزية مستشفيات محافظة الأقصر ورفع درجة الاستعداد القصوى بها، موضحًا أن الخطة شملت تخصيص ٥ مستشفيات ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل بالأقصر بطاقة ٦٤٤ سريرًا لاستقبال أى حالات مرضية.
ولفت إلى أنه تم دعم هذه المستشفيات بفرق طبية إضافية فى التخصصات الحرجة، وتوفير مخزون كافٍ من الأدوية والمستلزمات الطبية والوقائية وأكياس الدم ومشتقاته، بالإضافة إلى تجهيز فريق للانتشار السريع بهدف التدخل وتقديم الدعم السريع فى حالة حدوث أى طارئ. وأوضح «عبدالغفار» أنه تم تفعيل الإجراءات الوقائية والاحترازية التى يتم اتخاذها بمنطقة الاحتفالات ومسارات الطرق المؤدية إليها، وتضمنت هذه الإجراءات متابعة أعمال الترصد ومكافحة الحشرات ناقلات الأمراض، ومتابعة إجراءات الرش والتعقيم لهذه المناطق.