مناقشة رواية «روح» للكاتب محمد على إبراهيم بمختبر سرديات المنصورة
يحل الكاتب محمد علي إبراهيم، في السادسة من مساء بعد غد الخميس، في ضيافة محتبر سرديات المنصورة، بمقر مركز الرواد للإبداع، في لقاء مفتوح لمناقشة أحدث إبداعاته، رواية "روح.. كتاب من رأي لمن لن يصدق"، والصادرة عن دار تبارك للنشر والتوزيع.
هذا ويناقش الرواية كل من: الكتاب: نبهان رمضان، عماد مجاهد، حنان ماهر، والروائي حسام المقدم.
وبطل رواية "روح.. كتاب من رأي لمن لن يصدق"، للكاتب محمد علي إبراهيم٬ مدرس موسيقى٬ يعثر في البحر على مخطوط مرسوم٬ على جلد آدمي، المفروض أنه يحكي قصة البشر الخليقة في الآخرة، مدرس الموسيقي هذا يعيش لفترة طويلة تبلغ المائة عام٬ ولديه هاجس أن حبيبته هي نفسها بطلة المخطوط.
ومما جاء في رواية "روح.. كتاب من رأي لمن لن يصدق"٬ للكاتب محمد علي إبراهيم:« أنا آخِر الميْتين، وإن كان هناك أحياء بعدي فعليهم أن يثبتوا ذلك، الوحدة قاتلة، وباطنُ الأرضِ لم يعد به متَّسع، والمنازل تعاني من الخواء مثلي تمامًا، مات من مات بالسرطان، ومات من مات كضرائب مُستحَقة على الحروب، ومات من مات فقط ليموت، كل لحظةٍ أستقبل نبأ موتِ أحدهم، حتى مات آخر من كان يخبرني، توقفت محطات الإذاعة عن البث، والمصانع بلا عمال، قضى الإنسان على كل المخلوقات الأخرى لينتصر في معارك البقاء، لكنه لم يستطع الإنتصار على الموت، لحيتي طويلة، أمشي عاريًا، لا توقفني الحواجز، بحثت عن الموت بطُرقٍ عديدة، وفشلت في مقابلته، ربما لأنني أمتلك رغبة حقيقية في الخلود، ذاكرتي صارت سيئةً لدرجة أنني نسيت كيف مِتُّ، ولأنني آخِر من مات؛ فلم يكن هناك من يدفنني؛ تشققت الأرضُ.
وبدأتْ في البكاء، وهي تقترب من الفَناء، ولمَّا لفظتُ آخِر أنفاسي، انتحبتْ الأرضُ؛ ففقدتْ قدرتَها على الدوران، وأنا من شاهدتُ –بعين منهكة- الشمسَ وهي تنام، والتشققات دارت واستدارت؛ الأرض عيون، خرج منها كل من كان عليها قبل أن يموت، مليارات من البشر يقومون من سُباتهم العميق، عادت الروح من غفوتها، والتأم الجسدُ في معجزة أخيرة.
وأخرجت الأرض أثقالها، (أعلم أنني مجرد ناسخ لكتاب، والحروف لم تكن تحتوي تناصًّا قرآنيًا، لكن الحكاية مشوِّقة، والتراث الذي قرأتُه قد يدفعني لبعض المداخلات اللفظية، وليس التداخُلات الحكائية، هي راقت لي، وربما يروقكم أيضًا ذاك التناص بعد أن تُكمِلوا القراءة)، مليارات البشر كالطلقات التي تبدو في ظاهرها غير محكَمة التصويب، لكن لم يحدث أن اصطدم أحد بآخَر،كُنّا كالشهب، شُهُبًا من لحم ودم، نمضي في الفراغ، والنساء مارسن الصراخَ بأعينهن الجاحظات، والأطفال يضحكون بأعينهم البريئة، نمارس الخِفَّةَ، ولا تهزمنا الجاذبية، في الفراغ سقطتْ بعضُ الأعمار عن العجائز، وذهبتْ تلك السنون؛ لتمنح الأطفالَ شبابًا لم يلحقوه في الحياة الأُولى.
تغيَّرت الصور الأخيرة للأشخاص حتى يحدث هذا التناسق العُمري، وثبتت الأرواح، مساحات – كنَّا نحسبها - لا نهائية من الفراغ في رحلتنا نحو القيامة، التحمَتْ فتحاتُ الإخراج بمؤخراتنا، فلن يصبح من اللائق في رحلتك نحو القيامةِ أن يتبرَّز أحدهم فوق رأسك، ولا توجد مياه للنظافة، كرنفال استثنائي في فضاء الفراغ، ذاكرةٌ مشوشة، كلما رأينا أحدًا نُدرِكُ معرفتنا به في الحياة الأولى، ونحن نمضي نحو القيامة، عرايا ولم تنتصب أعضاؤنا».