ماذا يربط بين هجوم القدس والقرار البريطاني باعتبار حماس "حركة إرهابية"؟
خلال الأيام الأخيرة، حدث تطوران مثيران للاهتمام في الساحة السياسية التي تربط إسرائيل وحركة حماس، وبينما يتحرك كل منهما في سياقه إلا أن ثمة ما يربطهما، وبشكل أدق قد يكون لكلاهما انعكاسا على الآخر.
بريطانيا تعتبر حماس حركة إرهابية
التطور الأول كان الإعلان البريطاني عن اعتبار حماس حركة إرهابية، حيث أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية براتيل باتيل الجمعة الماضية، أن بريطانيا ستعتبر "حماس" منظمة إرهابية، وبهذا الإعلان ستحظر الحركة بموجب قانون الإرهاب وستتم معاقبة أنصارها بالسجن في بريطانيا.
وأعلنت الوزيرة في تصريحاتها قائلة: "حماس مُعادية للسامية بشكل أساسي ومسعور، ومعاداة السامية شر دائم لن أتحمله أبدًا. يشعر اليهود بشكل روتيني بعدم الأمان، في المدرسة، في الشوارع، عند العبادة، في منازلهم، وعلى الإنترنت". حسب زعمها.
فيما ندد إسماعيل هنية، القيادي في حماس، بقرار وزارة الداخلية البريطانية، قائلاً إنه "هجوم جديد على شعبنا وحقوقه، وخطوة فاحشة تعبر عن ارتباط بريطانيا بالاحتلال الإسرائيلي".
وبحسب "هنية"، فإن "الادعاء بأن الخوف على أمن الجالية اليهودية في بريطانيا عامل في اتخاذ هذا القرار غير صحيح، زاعماً أن هذا القرار لا يؤثر على حركة حماس ونضال الشعب الفلسطيني".
هجوم القدس
التطور الثاني كان الهجوم الذي جرى في البلدة القديمة في القدس، حيث قام أثر مُسلح – أعلن فيما بعد أنه ينتمي إلى حركة حماس- بإطلاق نار على نقطة حرس حدود إسرائيلية في القدس، مما تسبب في وفاة إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين.
بحسب التحقيقات اتضح أن المنفذ وصل إلى المكان من جهة البلدة القديمة، وبدأ إطلاق النار قرب باب السلسلة تجاه الشاب الإسرائيلي الذي أعلن لاحقا عن وفاته، اختبأ بين الأزقة وبعدها خرج لإطلاق النار، في هذه المرحلة قوة من الشرطة ومن حرس الحدود ميزت العملية واقتربت من المكان، المُنفذ نجح بإطلاق النار على شخص آخر أصيب بصورة متوسطة وتجاه رجال الشرطة حتى تمت تصفيته.
ماذا يربط بين الحدثين؟
لاقى الهجوم الذي تبنته حركة حماس لاقى تنديدات من أطراف عدة من المجتمع الدولي، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان: "ندين بشدة الهجوم الإرهابي الذي شنه اليوم مسلح من حركة حماس في البلدة القديمة بالقدس، والذي تسبب بمقتل شخص وإصابة آخرين".
ومن جهته أعرب المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط تور وينيسلان عن قلقه من "تداعيات الاعتداء الإرهابي الذي وقع اليوم في البلدة القديمة في مدينة القدس" داعيا الكل إلى "استنكار أعمال عنف مثل هذا القبيل"
وفي أوروبا شجبت وزارات الخارجية السويدية والنمساوية والتشيكية الاعتداء، وشددت التشيك على وقوفها إلى جانب إسرائيل في مكافحة الإرهاب فيما أبدت النمسا تضامنها مع إسرائيل معربة عن "صدمتها من الهجوم الجبان" على حد وصفها.
المواقف الدولية تجاه الهجوم المُنددة له، بالتزامن مع القرار البريطاني باعتبار الحركة إرهابية، قد يشجع دولاً أخرى أن تتخذ قراراً مماثلاً تجاه حماس، وقد يعرضها للمزيد من الانتقادات، مع حقيقة أن الهجوم في القدس جاء في وقت الذي تسعى فيه عدة أطراف – على رأسها مصر- إلى التوصل لتهدئة بعيدة المدي بين إسرائيل وحماس.