«مؤشر خطر».. هل اقترب كورونا من ذروة التفشي في مصر؟
يشهد الأسبوع الحالي صعودًا في المنحنى الوبائي لفيروس كورونا المستجد رغم تلقيح الملايين من الأفراد يوميًا على مستوى دول العالم، حيث واصلت العديد من الدول العالم، تسجيل زيادات جديدة في أعداد الوفيات والإصابات جراء تفشي وباء فيروس كورونا عالميا منذ أواخر عام 2019.
ومحليًا أعلن الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، مع أول أيام هذا الأسبوع أنه تم تسجيل 902 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 61 حالة جديدة، وهو ما يعني الاقتراب من حاجز الألف مرة اخرى .
موجة أعنف من الإصابات
وهي ليست زيادة طارئة ليوم واحد، فتتبع الإحصاء اليومي الصادر عن وزارة الصحة وُجد أن هناك ارتفاع ملحوظ في الإصابات والوفيات معًا فمع بداية الشهر كان عدد الوفيات جراء الفيروس 60 حالة لكن وصلنا مع منتصف الشهر لـ73 أي بزيادة تُقدر بنحو 18% ، وهو ما يعتبره دكتور مسير السيد أستاذ الأمراض الصدرية بالمستشفى العسكري، مؤشرًا خطيرًا.
وذكر السيد أن الأعداد المعلنة هي التي تسجلها وزارة الصحة فقط، فيما يلجأ كثير من المصريين إلى المستشفيات والعيادات الخاصة لتشخيص حالاتهم ولا يُسجل هؤلاء ضمن الإحصاء الرسمي لذا فيقدر عدد إصابات كورونا بنحو 5 أضعاف على أقل تقدير وقابلة للزيادة مع موجة الصقيع والأمطار السائدة في البلاد نهاية هذا الشهر و ما تلاه طوال فصل الشتاء، مؤكدا أن الخطورة دومُا في تضاعف الوفيات لأن معناها إخفاق في انقاذ الحالات كونها أصبحت أكثر تضررًا وتعطلت الاجهزة الحيوية لها .
علاقة اللقاح بزيادة الإصابات
في سياق متصل يذكر الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن كل موجة للانتشار الوباء تمر بمرحلتين هنا الذروة والانحسار وما نمر به محليًا خلال هذا الشهر هو أدق مفهوم لذروة الموجة الرابعة، ومن الطبيعي أن نشهد أعلى وفيات خلال هذه الفترة و تعتبر مصر لازال وضعها آمنًا بالمقارنة مع الدول الأخرى هذه الفترة، مشيرًا إلى أن نسبة الأشخاص الذين يتوفون داخل العنايات المركزة بالمستشفيات عالمياً بلغت 47% لمن ليسوا على جهاز تنفس صناعي، و57% لمن هم على جهاز تنفس صناعي، لكن في مصر نتحدث عن نسبة وفيات بالأرقام المُعلنة لا تزيد عن 7% في جميع الظروف خلال عامين عمر التفشي.
وأوضح عنان أن السلطات الصحية لا تُجري مسحات (PCR) للمُشتبه في إصابتهم بكورونا إلا للحالات الحرجة التي تدخل المستشفى، وليس لجميع المصابين وهم يمثلون أقل من 5% من إجمالي الحالات، فحاليًا يتم التعامل مع أي حالة اعمل أعراض الاصابة على أنها حاملة للفيروس دون إجراء مسحة أو تحاليل .
أما الشائعات التي بدأت في الانتشار عن عدم فاعلية اللقاح في الوقاية من الفيروس فهو أمر غير صحيح، فوظيفة اللقاح هو تقليل الآثار الجانبية للفيروس عند الإصابة وهو ما يتم بالفعل فلولاه لا زاد عدد المتضررين في الرعاية الحرجة وتأزم الوضع الصحي بشكل عام.
لكنه أوضح الزيادة الأخيرة في أعداد الوفيات لا تعني سوى أن هناك زيادة بوفيات الحالات المُحتجزة داخل الرعايات المركزة مؤخرًا وهي ليست مصابة اليوم ، فرحلة الفيروس لتصل بصاحبها حتى الموت تكاد تستغرق شهر او أكثر.
مناعة القطيع مع بداية الربيع
أما الدكتورة ولاء عبد اللطيف أستاذ الميكروبيولوجيا والمناعة، فترى أننا في طريق انحسار الموجة الرابعة، فمعظم الإصابات خلال الشهر الماضي والحالي بسيطة ومتوسطة يتم التعامل معها بعيدا عن المستشفيات، منوهة إلى أن نسبة هذه الحالات تبلغ 85% من إجمالي المصابين، وهو مطمئن مع حزمة القرارات التي اتخذتها الحكومة لتحقيق مناعة القطيع بمنع الموظفين والطلبة غير الحاصلين على لقاح كورونا بدخول المنشآت الحكومية والجامعات بعد 15 نوفمبر، والمواطنين اعتبارا من أول ديسمبر .
ومع الالتزام بذلك سننتهي مصر من تلقيح السواد الأعظم من الشعب وهو مبشر لبداية عام ٢٠٢٣ بانفراج تعيد الحياة لنهجها القديم بحد أقصى مارس المقبل .