بتكلفة 20 مليون يورو.. التطوير ينعش المناطق العشوائية بالإسكندرية
مناطق حرمت من التطوير لسنوات طويلة، لتتهالك الخدمات الحياتية من رصف وإضاءة الطرقات، بالإضافة إلى تهالك شبكات الصرف الصحي، علاوة على عشوائية الحياة بتلك المناطق.
وفي إطار رؤية مصر 2030 لخلق آفاق اجتماعية واقتصادية أفضل للشعب المصري، امتدت يد التطوير لعدد من المناطق السكندرية، لتخلق لساكنيها «حياة كريمة»، بالتنسيق مع وفد صندوق تطوير التنمية الحضرية والوفد الألماني والاتحاد الأوروبي للمتابعة الميدانية للمناطق التي سيتم تطويرها خلال العام القادم.
شملت أعمال التطوير عدد من المناطق المتفرقة في مختلف الأحياء أحدثهم «المعمورة البلد»، وتباعا بمنطقة الحضرة، العصافرة القبلية، سيدي بشر، الدخيلة الجبلية، عزبة محسن ودنا.
20 مليون يورو لتطوير المناطق السكندرية العشوائية
ومن جانبه، صرح اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، بأنه تم تخصيص نحو 17 مليون يورو من منحة الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلي مساهمة ألمانية تبلغ 3.5 مليون يورو لتنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية والخدمات، وفقا لاهتمام المحافظة بأعمال تطوير المناطق العشوائية نظرا لما تعانيه تلك المناطق من مشكلات عمرانية ومشكلات في البنية التحتية وانخفاض في مستوى المعيشة.
السكان: تعطشنا للتطوير ورفع كفاءة الخدمات
في جولة ميدانية لـ«الدستور»، بالمناطق التي امتدت لها يد التطوير، قال حسام السيد، أحد سكان منطقة المعمورة، إن فصل الشتاء بالنسبة لأهالي المعمورة البلد يشكل أزمة كبيرة، فهناك عدد كبير من الشوارع تتعرض للغرق وتكدس كثيف للمياه وتعطيل المرور والحركة العام، حتى يتم التدخل من شركة الصرف الصحي أو الحي بكسح المياه، مطالبًا بضرورة رصف شوارع المنطقة وتنظيف الشنايش والمصارف المائية.
وواصل محمود إسماعيل أحد أهالي منطقة الحضرة، أن أكثر مشاكل منطقة الحضرة معاناة هي الصرف الصحي، وهذا نلاحظ توابعه في فصل الشتاء، معلقا: "الشوارع فعلا بتغرق".
وتابع صلاح رمضان، أحد أهالي منطقة العصافرة قبلي، أن الإشغالات العشوائية بالمنطقة أهدرت مواردها مثل سرقة التيار الكهربائي من عدد من المشاريع التجارية، التي تتواجد بداخل المباني السكنية وتراكم القمامة والعبث بالبنية التحتية.
وأوضحت سحر عبدالرحيم، أحد أهالي منطقة الدخيلة: «نحن بحاجة لتطوير وتأهيل المستشفيات الحكومية والمستوصفات الطبية التابعة لوزارة الصحة وتزويدها بالأطباء المتخصصين، فهي تعاني من نقص الخدمات وغير مؤهلة لإسعاف المرضى».
مناطق قيد التطوير
وتعد منطقة المعمورة البلد أحدث المناطق التي دخلت دائرة التطوير، بدءا من مايو 2022 لتستمر حتى ديسمبر 2023، بمعدل 407.8 فدان بنطاق حي المنتزة ثان، بتكلفة 2.5 مليون يورو بمنحة من الاتحاد الأوروبي، ويأتي بالتعاون مع صندوق التنمية الحضرية التابع لرئاسة مجلس الوزراء ووزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ ومحافظة الإسكندرية.
لتشمل خطة التطوير بنطاق منطقة المعمورة البلد أعمال رصف المساحة الغربية «منطقة حوض الطماطم، والطريق الكامل بطوسون، وأبو قير بطول 1400 متر وعرض 15 متر».
وفيما يخص أعمال مياه الشرب، فهناك خطة لإحلال وتجديد خط تغذية مياه الشرب قطر 300 مم بخط تغذية مياه شرب جديد قطر 300 مم من الزهر المرن ومشروع إحلال وتجديد خطوط تغذية مياه الشرب أقطار 300:350 مم بخط تغذية مياة شرب جديد قطر 500 مم من الزهر المرن.
وشملت أعمال التطوير 9 فصول في مدرسة الشهيد محمد رمضان الثانوية، ومشروع إنشاء مبنى جديد بمستشفى أبو قير العام، علاوة على تطوير مركز شباب المعمورة.
وبدءا من يوليو 2020 امتدت يد التطوير الى منطقة الحضرة الجديدة، لتستغرق 13 شهرا، بنسبة تنفيذ تمت بنسبة 97 ٪ لأعمال الرصف وانتهاء أعمال الصرف الصحي بنسبة 100٪، ليستفيد من أعمال التطوير 121232 أسرة.
وفي غضون 18 شهرا شملت أعمال التطوير منطقة العصافرة قبلي ليبلغ عدد المستفيدين 85000 أسرة، ولتصل نسبة الإنتهاء من عملية التنفيذ 98 ٪ ومثل تلك النسبة لأعمال الرصف بالمنطقة لما يقرب 500 شارع بطول 51543 متر.
وانتقالا لمنطقة سيدي بشر، ليستفيد من أعمال التطوير 66370 أسرة في غضون مدة التنفيذ التي تصل لـ12 شهرا، بنسبة تنفيذ 80 ٪ شملا أعمال الرصف والإنارة، بنسبة تنفيذ تصل لـ 94٪ شملت أعمال التطوير منطقة الدخيلة الجبلية - الشمعدان في مدة تنفيذ تستغرق 12 شهرًا، ليبلغ عدد المستفيدين 41169 أسرة، والانتهاء من أعمال الرصف بنسبة 94٪، وأعمال إنارة بنسبة 100٪.
وفي غضون 13 شهرا تمت أعمال التطوير بمنطقة محسن الكبرى بنسبة 95 ٪ ليستفيد منها 74700 أسرة، وفي عاما آخر استفاد 65304 أسرة بمنطقتي دنا والمحروسة لتصل نسبة الانتهاء من أعمال التطوير المنفذة إلى 85.5 ٪.
مواطنون: "نحتاج النظر والاهتمام ببعض المناطق"
وتعاني عدد المناطق السكندرية من نقص الخدمات والحرمان من التطوير، ليطالب عدد من المواطنين بأن يأتي الدور على تلك المناطق لتنعم بتطوير الخدمات.
قال عادل إبراهيم، أحد سكان منطقة باكوس، إن تلك المنطقة تعد سوق عشوائي مفتوح نظرا لفروشات الباعة الجائلين العشوائية الغير منظمة، وما يترتب على ذلك من سرقة للتيار الكهربائي، وتراكم تلال من المخلفات والقمامة، كما ان حملات الإزالة لا تعد حلا جذريا ولكنه مسكن لا يترك تأثيره على المدى الطويل ومازلنا ننتظر وعد المحافظ بتخصيص سوق حضاري ينقذ منطقة باكوس من عشوائيتها.
ومن باكوس الى منطقة الساعة، والتي لا يختلف وضعها عن السابق، بسبب أسواقها العشوائية ليواصل كريم عثمان، أحد ساكني منطقة الساعة، إن المواقف العشوائية بتلك المنطقة هي العائق الأساسي لما تعانيه من تعركل مروري علاوة على انتشار التوكتوك الذي وصفه بالآفة المجتمعية والتي يتسبب في زحام شديد علاوة على بعض التصرفات الغير لائقة من معاكسات أو سرقات معلقا: «منتظرين بفارغ الصبر تنفيذ مصادرته وعدم استيراده مرة أخرى».
وأتم حسام عبد الرحمن، أحد ساكني منطقة المنشية البحرية بالرأس السوداء، بأن المنطقة متعددة المشكلات سواء من أزمة الصرف الصحي أو انتشار القمامة، ولكن ما يثير خوفنا هي كابلات الكهرباء المكشوفة والتي تتعلق على جدران المنازل بلا أي اهتمام تنفيذي من المسؤولين، ونخشى كل نوة شتوية من أن يفقد أي شخص حياته بسبب الصعق الكهربائي.