لإعادة إطلاق عملية السلام..
تطلعات فلسطينية لإخراج اللجنة الرباعية الدولية من «الهيمنة» الأمريكية
يعمل الفلسطينيون على حشد مواقف عربية ودولية، لإخراج عمل اللجنة الرباعية الدولية من «الهيمنة» الأمريكية، بهدف إعادة إطلاق عملية السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ العام 2014.
ويتطلع الفلسطينيون إلى حراك تقوده اللجنة التي تضم كل من «روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة»، عبر عقد اجتماع لها على المستوى الوزاري بهدف إطلاق مبادرة أو خطوات عملية تؤدي لحل الدولتين لملء الفراغ السياسي الحالي.
ويقول مسئولون فلسطينيون في تصريحات لوكالة أنباء «شينخوا»، إن اللجنة الرباعية الدولية هي الجهة المقبولة فلسطينيا على الصعيد الدولي كآلية متعددة الأطراف، متهمين واشنطن بتعطيل أي مسار جدي للجنة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
ومن جانبه، قال المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني نبيل شعث إن أية عملية سلام "لا وضوح فيها بحق الفلسطينيين بحدود العام 1967 بما فيها القدس الشرقية وحق اللاجئين بالعودة لا نريدها كونها ترهقنا وتريد منا تنازلات".
وأكد «شعث» أن عملية السلام مع إسرائيل يجب أن تكون قائمة على مبدأ حل الدولتين، مقللا من احتمالية تفعيل الرباعية الدولية في وقت تحكم فيه الولايات المتحدة العالم وحيدة، باعتبارها الحليف الاستراتيجي لإسرائيل.
واعتبر، أن بقاء أمريكا هي الراعي الوحيد لعملية السلام "يقلل من فرص الذهاب إلى مفاوضات مع إسرائيل لا فائدة منها سوى إضاعة الوقت"، معربًا عن أمله أن بنمو دول أخرى قريبا كروسيا والاتحاد الأوروبي لإحداث توازن في العالم للاستفادة منه على صعيد القضية الفلسطينية.
وأشار «شعث»، إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية طرحت أفكارا على القيادة الفلسطينية لكنها "غير جدية وفي إطار الحديث كونها ليس خطط محددة وواضحة " تتعلق بتحسين الظروف الاقتصادية وليس فتح مجال سياسي.
ورأى أن الحلول الاقتصادية لن تأت بنتيجة وإن الحل هو على أساس دولتين على حدود العام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وحق عودة اللاجئين، مطالبا الإدارة الأمريكية الحالية بالضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.
ويطالب الفلسطينيون بتحقيق دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وسبق أن أعلن الرئيس محمود عباس في 24 سبتمبر الماضي طرح مبادرة لانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 بما فيها القدس خلال عام واحد، مهددا بسحب الاعتراف الفلسطيني بها في حال عدم قيامها بذلك ومنع تحقيق حل الدولتين.
ترسيم الحدود
وقال «عباس»، في كلمة مسجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 76، إن الجانب الفلسطيني على استعداد للعمل خلال العام على ترسيم الحدود وإنهاء جميع قضايا الوضع النهائي تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية وفق قرارات الشرعية الدولية.
بدوره، شدد مساعد وزير الخارجية والمغتربين لشؤون الأمم المتحدة عمر عوض الله على أن تفعيل اللجنة الرباعية الدولية بهدف إطلاق عملية سلام حقيقية وذات معنى من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام ينبثق عنه مفاوضات مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بإشراف دولي متعدد الأطراف.
وقال عوض الله إن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يتم عبر تفعيل الأدوات الموجودة من خلال قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وعدم اختراع أفكار جديدة مثل التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي تهدف إلى تقويض القضية الفلسطينية.
وتابع، بأن وزارة الخارجية الفلسطينية تعمل باتجاه الضغط لعقد اجتماع للجنة الرباعية على المستوى الوزاري، معتبرا أن الاجتماع مقياس لجدية المجتمع الدولي في الذهاب إلى حل الدولتين.
واجتمع مندوبو اللجنة التي تضم ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في العاصمة النرويجية أوسلو الأسبوع الماضي في أعقاب الاجتماع الوزاري للجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدات الدولية للشعب الفلسطيني «AHLC».
وأكد بيان صدر عن الاجتماع أهمية اتخاذ خطوات بناءة لدفع حل الدولتين قدما، مشيرا إلى أن المندوبين في الاجتماع اتفقوا على العمل من أجل حل الصراع «الفلسطيني- الإسرائيلي»، ومواصلة المشاورات مع الأطراف والجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية.
وأعرب البيان عن قلق اللجنة البالغ إزاء التطورات في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، بما في ذلك أعمال العنف المستمرة في الضفة الغربية والشروع ببناء وحدات استيطانية جديدة، والأزمة المالية التي لا يمكن تحملها داخل السلطة الفلسطينية.
قرار مجلس الأمن الدولي
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني إن تمسك القيادة الفلسطينية باللجنة الرباعية الدولية هو تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي 1515، بالإضافة إلى كونها آلية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام بعيدا عن الرعاية الأمريكية المنفردة.
وأوضح مجدلاني أن "هيمنة الولايات المتحدة واحتكارها لعملية السلام طيلة الأعوام الماضية أثبت انحيازها لإسرائيل ما أوصل العملية السياسية إلى طريق مسدود، بالإضافة إلى تعطيل عمل الرباعية الدولية خلال الأعوام الماضية لتعطيل أي تدخل متعدد الأطراف وحصر الرعاية لمصلحتها.
وتابع، أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن تبدي تجاوبا فيما يتعلق بخيار حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، لكنها لم تقدم أي خطوة باتجاه نقطتين أساسيتين الأولى توسيع مشاركة أطراف دولية أخرى باللجنة الرباعية والثانية عقدها على مستوى وزراء الخارجية.
واعتبر أن استمرار السياسة الأمريكية لتعطيل في عمل اللجنة الرباعية هو ناجم عن أن الإدارة الأمريكية لا تضع اليوم أولوية في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في سياستها الخارجية ولديها أولويات أخرى غير ذلك.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
ورأى أن الإدارة الأمريكية لا تضع حلا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على جدول أولوياتها وسياستها الخارجية، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية "لا تقبل" استمرار الوضع الراهن وتعمل على تفعيل اللجنة وتطوير صيغة العمل فيها وصولا إلى إقامة مؤتمر دولي للسلام.
وأعلن مجدلاني أن الرئيس عباس سيزور موسكو يوم غد الاثنين للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف كسر حالة الجمود في عملية السلام والعمل على تفعيل الرباعية الدولية وبحث ملفات أخرى على الساحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن اتصالات تجري مع دول عربية وإقليمية لنفس الهدف.