حكاية صورة: لماذا بكى سعيد شيمي في مشهد إخراج جثمان الشهيد «البرقوقي»
نشر مدير التصوير السينمائي سعيد شيمي صورة من أرشيفه الفوتوغرافي الشخصي، قائلا في تصريحات لـ"الدستور": فى حياتى السينمائية التى امتدت لأكثر من 60 عاما، ورصيد أعمال فنية وسينمائية، صورت أكثر من 75 فيلما تسجيليا، و108 أفلام روائية طويلة وعملت مع حوالى 35 مخرجل تسجيليا و40 مخرجا روائيا.
وتابع "شيمي": كنت وأنا أصور مرتان. في المرة الأولى خلال تصويري للفيلم التسجيلى "أبطال من مصر"، والذى انهمرت دموعى من الأم المصرية الخارقة الوطنية. هذه هي "إيزيس" عبر الزمن في صمودها وقوتها وتحديها لكل مصاعب الحياة.
وبكيت في المرة الثانية وأنا أصور تمثيل خروج جثمان الشهيد "فوزي البرقوقى"، بطل عملية إغراق المدمرة "إيلات"، الذى يسحبه زميله الضفدع البحرى إلى الشاطئ. لم أتمالك مشاعرى وعينى خلف محدد الرؤية بالكاميرا، وانهارت الدموع.
وشدد "شيمي" على: مصر يا أبنائى بها بشر فى جيناتهم تقديس الوطن. مثل الشهيد "البرقوقى" فضل إتمام المهمة والتضحية بنفسه وحياته ورفيقه فى الغوص - لأن النظام فى الغوص الحربى يجب أن يكون هناك اثنين معا- وهو البطل الخارق الربان "نبيل عبد الوهاب". لم يتركه فى أرض العدو المغتصب، برغم التعليمات له كذلك بل سحبه بجهد عظيم ومثابرة لا تحدث إلا إذا كنت مصرى. سحبه إلى الشاطئ، أعلم كل ذلك كغواص رياضى وليس حربى، ووجدانى تحكم تماما فى مشاعرى وكان البكاء أثناء التصوير متأثرا.
يشار إلى أن "سعيد شيمي"، يعد واحدا من أهم مديري التصوير السينمائي في العالم العربي، ولد عام 1943 في حي عابدين في القاهرة، وربطته صداقة عميقة بمحمد خان منذ أن كانا في طفولتهما، وعشق السينما والتصوير منذ طفولته، فصور أول أفلامه على شريط 8 مللي وهو في العشرين من عمره، وتخرج في المعهد العالي للسينما، واشترك كمتطوع في تصوير أحداث حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. وهو أول من صور سينمائيًا تحت الماء في العالم العربي.
من أهم أفلام سعيد شيمي، «جحيم تحت الماء» و«العار» و«البرئ» و«الحب فوق هضبة الهرم»، فحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم من مصر والخارج.
وقام سعيد شيمي بتدريس مادة التصوير السينمائي والتلفزيوني في عدد من الكليات والمعاهد في مصر والدول العربية، واختير عضوًا ورئيسًا في لجان التحكيم السينمائية في مهرجانات دولية ومحلية، وله العديد من المقالات في جماليات وتاريخ الصورة السينمائية، كما أصدر أكثر من عشرين كتابًا في مجال التصوير السينمائي، من أهمها: «التصوير السينمائي تحت الماء»، و«تاريخ التصوير السينمائي في مصر»، و«أفلامي مع عاطف الطيب»، و«تجربتى مع الصورة السينمائية»، و«سحر الألوان من اللوحة إلى الشاشة»، و«الصورة السينمائية من السينما الصامتة إلى الرقمية».