تقرير أمريكي: تنزانيا تدعم مصر «بقوة» في ملف سد النهضة
أشاد موقع المونيتور الأمريكي بالعلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا، مؤكدًا أن دودوما تدعم القاهرة بقوة في موقفها من ملف السد الإثيوبي حيث تكثف مصر جهود التنسيق مع تنزانيا، لاسيما في ملف السد.
ولفت الموقع الأمريكي إلى زيارة رئيسة تنزانيا سامية حسن القاهرة نوفمبر الجاري حيث استقبلها الرئيس السيسي في أول زيارة لها لمصر منذ تنصيبها رئيسة لتنزانيا مارس الماضي.
ونقل الموقع عن الرئيس السيسي قوله إن مصر تتطلع إلى التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وعادل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة مع إثيوبيا على أساس قواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، "بعيدًا عن أي نهج أحادي يهدف إلى فرض الأمر الواقع وتجاهل الحقوق الأساسية للناس".
وشدد الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة تنزانيا عقب المحادثات الثنائية، على أن مياه النيل مسألة تتعلق بالأمن القومي لبلاده، مؤكدًا إصرار مصر على حقوقها المائية.
قال السيسي إن التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف ويفتح آفاق التعاون بين دول حوض النيل.
أشار الموقع إلى أن الرئيسين ناقشا قضايا أخرى من بينها تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين، واتفقا على زيادة التبادل التجاري الثنائي والاستثمارات المصرية في تنزانيا خاصة في البنية التحتية والكهرباء والرعاية الصحية والزراعة.
وقال محمد سليمان، الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا، اللاعب الرئيسي في شرق إفريقيا، يعطي قوة لمطالب القاهرة باتفاق ملزم بشأن النيل.
أضاف سليمان في تصريحات لـ"المونيتور": "مصر هى أحد أكبر الشركاء الاقتصاديين لتنزانيا، وتقوم القاهرة حاليًا ببناء سد جوليوس نيريري للطاقة الكهرومائية في تنزانيا، وهو أحد أكبر المشاريع الوطنية في تنزانيا، وتريد مصر أن تظهر نواياها الصادقة وجهودها البناءة لمساعدة الدول الأفريقية الأخرى في تحقيق أهدافها التنموية ".
أشار سليمان إلى إن التواصل مع مصر يركز في الغالب على إعادة إقامة علاقات ثنائية قوية مع دول حوض النيل وشرق إفريقيا والقرن الأفريقي لوضع نفسها كقوة أفريقية وتعزيز موقعها في مفاوضات النيل.
ولفت الموقع إلى تصريحات الرئيس السيسي بشأن سد جوليوس خلال المؤتمر الصحفي مع رئيسة تنزانيا، الذي أكد فيها أن سد جوليوس هو "رمز للصداقة والتعاون" بين البلدين، وأضاف أن "المشروع هو مثال على دعم مصر لحقوق دول حوض النيل في الاستخدام الأمثل لمواردها المائية بطريقة لا تؤثر سلباً على الدول الأخرى".
في ديسمبر 2018، فازت شركة المقاولون العرب وشركة السويدي للكهرباء بمناقصة بناء السد الذي يقع في منطقة موروجورو على نهر روفيجي، بتكلفة تقارب 3 مليارات دولار و من المتوقع أن يتم افتتاح السد بالكامل في 2022.
ويتكون نهر النيل من رافدين رئيسيين، حيث ينبع النيل الأبيض من بحيرة فيكتوريا التي تلامس أوغندا وتنزانيا وكينيا و يبدأ النيل الأزرق عند بحيرة تانا في إثيوبيا ويتدفق إلى الخرطوم في السودان ومن هناك إلى مصر.
وأكد الموقع أن القاهرة تعمل منذ فترة طويلة على تكثيف تحركاتها بين دول المنبع لحوض النيل لحشد الدعم لصالحها في قضية سد النهضة والحفاظ على نصيبها من مياه النيل.