عبور 1.4 مليون سفينة من قناة السويس على مدار 152 عامًا
صرح الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأربعاء، بأن إحصائيات الملاحة بقناة السويس سجلت منذ افتتاحها في 17 نوفمبر عام 1869 وحتى اليوم، هذا عبور قرابة 1.4 مليون سفينة، بإجمالي حمولات صافية تصل إلى 31.1 مليار طن، وكميات بضائع تقدر بنحو 24.8 مليار طن بين الشرق والغرب، لتعكس الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها القناة على مدار 152 عامًا، ضمن منظومة حركة التجارة العالمية.
وطوال ما يزيد عن قرن ونصف قرن من الزمان تمكنت قناة السويس، من تحقيق إيرادات ضخمة تبلغ 148.1 مليار دولار، وتظل إلى الآن واحدة من أهم موارد النقد الأجنبي للخزانة العامة للدولة المصرية.
في يوم 17 نوفمبر عام 1869 أعلنت طلقات المدافع المصرية في مدينة بورسعيد بدء مراسم افتتاح قناة السويس، في حفل عالمي شهده أهم ملوك وأمراء وسفراء العالم، وفي مثل هذا اليوم منذ 152 عامًا، مرت أول قافلة بحرية بقناة السويس، في مقدمتها اليخت "إيجل" الخاص بإمبراطورة فرنسا "أوجيني"، تلاه عبور يخت إمبراطور النمسا ثم يخت أمير وأميرة هولندا، وولي عهد روسيا، بالإضافة إلى المراكب والقطع البحرية الخاصة بالضيوف من السفراء وممثلي دول العالم.
كانت أجندة الاحتفال مكتظة بفقرات ترفيهية وسياحية ودينية وثقافية كرست تاريخ وحضارة الشعب المصري الأصيل، استغرقت مراسم الاحتفال عدة أيام، وشملت عدة مناطق بطول خط قناة السويس، بدأ الاحتفال يوم 17 نوفمبر بمنطقة بورسعيد أثناء استقبال الملوك والأمراء في البحر مرورًا بمنطقة الإسماعيلية وإقامة حفل ضخم وعشاء فاخر يليق بكبار الشخصيات انتهاءً بمدينة السويس.
وأبهر الاحتفال ملوك وأمراء العالم من الحضور، ولتخليد هذه الذكري حرص الخديوي إسماعيل علي إهداء ملوك العالم ألبوم من الرسومات الرائعة التي أبدعها الرسام الفرنسي إدوارد ريو لتوثيق الاحتفال العالمي بافتتاح قناة السويس، ضخامة الحدث والتنظيم الرائع، ترك انطباعًا رائعًا وإشادة من الملوك وقادة العالم، مما دفع الإمبراطورة أوجيني أن ترسل إلي زوجها الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث رسالة قائلة: "وصلت بورسعيد بسلام، استقبال باهر لم أشهد قط مثيلًا له طول حياتي".
تعد قناة السويس هي ممر مائي اصطناعي ازدواجي المرور في مصر، يبلغ طولها 193 كم وتصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وتنقسم طوليًا إلى قسمين شمال وجنوب البحيرات المرّة، وعرضيًا إلى ممرين في أغلب أجزائها لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين وتوفر نحو 15 يومًا في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.