سمحية أيوب: خالد محيي الدين أشاد بـ«المومس الفاضلة»
شهدت الأيام القليلة الماضية، حالة كبيرة من الجدل، إثر تصريحات للفنانة إلهام شاهين، حول اعتزامها تقديم العرض المسرحي “المومس الفاضلة"، والذي سبق أن قدمته الفنانة سميحة أيوب.
ووسط الجدل المثار بسبب تصريحات “شاهين”، وردود الأفعال ما بين مؤيد ومعارض لتقديم هذا العمل، قالت سميحة أيوب في لقاء تلفزيوني، إن السياسي الراحل خالد محيي الدين، أيد مسريحة “المومس الفاضلة”، وأيد عرضها.
وقالت "أيوب" في مذكراتها الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب:"كتبت مقالات تمتدح العمل وجميعها بأقلام كبار الكتاب، عدا ناقد واحد قال في مقالة: عشنا وشفنا علي يافطة المسرح القومي (المومس الفاضلة). وعلى ما أذكر كاتب المقال كان هو محمد دوارة، واندهش الوسط الفني والأدبي من تناول (محمد) للمسرحية، وهو التناول الأخلاقي واللفظي".
وتابعت: "ورد عليه السياسي الكبير خالد محيي الدين:"هذه المسرحية لا أتردد أن أخذ أولادي وبناتي لمشاهدتها، هذا طبعا ضمن مقال أدب وضح فيه بعض سوء الفهم. المهم إنه كان زمنا فيه جدل وحياة وثقافة. وإنني أعترف أن مسرحية "المومس الفاضلة" هي نقطة تحول في تاريخي الفني".
وأشارت سميحة أيوب، إلى رفضها في البداية واستنكارها أن تقدم هذه المسرحية، وتقول: كنت قد أصبت سابقا بداء الرئة الذي أقعدني في سريري أربعة أشهر. فاستثمرت هذه المدة في القراءة وكان الأستاذ يوسف السباعي يرسل إلي كتبا من جميع الأصناف، قصص عاطفية، بوليسية، تقافية ومسرحية. وأيضا ما كان عندي كثير من كتب لم أقرأها.
وفي ذات يوم وقع في يدي نص مسرحية "المومس الفاضلة"، وبدأت قراءتها وبدأ الدم يغلي في عروقي من هذه الوقائع وهذا الكلام البذئ الذي تتحدث به هذه الشخصية، شخصية المرأة المومس. وقلت "كيف يتسني لأي ممثلة إن كانت تقف علي خشبة أي مسرح وتتفوه بهذه الكلمات، وتومئ بهذه الإشارات؟" وسخطت علي "سارتر" كاتب المسرحية وعلي من مثلتها ومن سيمثلها.
وأوضحت "أيوب": كنت آنذاك ابنة الخامسة والعشرين ربيعا إن جاز التحديد. وكانت ثقافتي محدودة، كذلك تجربتي. وكنت ألعب أدوار البنات الساذجات الطيبات وهذه الشخصية في نظري الآن وبعد تجربة الشخصيات المركبة هي أسهل الشخصيات التي لا يبذل فيها أي مجهود. وبعد أيام زارني الأستاذ حمدي غيث والأستاذ أحمد حمروش. وكان حمدي بشوشا في هذا اليوم، وقال لي:"عندي لك مفاجأة"، قلت: خير، قال: نص عظيم، قلت: ما اسمه؟، قال:ستكون مفاجأة، إنها مسرحية إنسانية عظيمة، ثم قال: ماذا قال لك الدكاترة؟ إني أراك في أتم صحة. قلت له مرحة: سيتم الإفراج عني في الأسبوع القادم. فتهلل حمدي فرحا وقال: الحمد لله، نبدأ البروفات في الأسبوع القادم.
وأضافت "أيوب": وفعلا، تركت الفراش بعد أسبوع، وذهبت إلي المسرح وإذ بالمسرحية المنتظرة هي مسرحية "المومس الفاضلة"، وثرت، كيف يجرؤ حمدي غيث علي توزيع هذا الدور علي؟ وكنا وقتها نحترم مسرحنا، ولا أحد يستطيع أن يرفض دورا طالما المخرج قد اختاره. وأخذ حمدي يقنعني ويقول لي: "لا تنظري إلي النص بمنظور أخلاقي، هذه الإنسانة ليست ساقطة، هي إنسانة أخفت زنجيا هاربا عندها عطفا عليه. ولكن المومس في المسرحية ليست هي بل "السيناتور وابنه"، أما هي فقلبها نقي. أرجوكي يا سميحة، أن تقرأي النص مرة أخري من هذا المنظور."
وحول أول ليلة عرض لمسرحية "المومس الفاضلة"، تضيف الفنانة سميحة أيوب: وجاء يوم العرض الأول وكان أبطال المسرحية: عمر الحريري، توفيق الدقن، حست البارودي والعبدة لله. وكنت خائفة أشد الخوف من وقع المسرحية علي المشاهد أو وقع شخصية "ليزي ماكي" التي كنت ألعبها. ويا للمفاجأة، لقد استقبل الجمهور المسرحية بحب وتقدير. وأزعم أن الناس والجمهور في هذه الفترة من الزمن وهو عام 1959 كانوا علي قدر كبير من الثقافة والمعرفة والعمق هو الذي كان يحكمهم وليست السطحية والضحك من أجل لا شيء.