رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف: عظم الصدقة يزداد كلما سدت حاجة من حاجات المجتمع

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن المال بصفة عامة أمانة عظيمة وإن كل إنسان سيُسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، فكما يُسأل الإنسان عن ماله من أين اكتسبه سيُسأل أيضا فيم أنفقه، حتى عن زكاته وصدقاته، لذا عليه أن يتحرى أن يضعهما في مكانهما الصحيح، حيث تطمئن نفسه إلى أكثر درجات الشفافية.

وأضاف وزير الأوقاف، أن طرق الدفع غير النقدي تعزز هذه الشفافية، وهو ما دفعنا إلى قصر التبرعات بالمساجد على التبرعات العينية بضوابطها القانونية والدفع غير النقدي عبر الحسابات البنكية الرسمية المعتمدة من وزارة الأوقاف.

وأوضح جمعة، أن الزكاة والصدقات إذا وُظِّفتا توظيفا صحيحا في مصارفهما الشرعية فإنهما  تسدان ثغرة كبيرة في احتياجات الفقراء والمحتاجين والمصالح العامة للوطن، وإذا سَخَت نفس الأغنياء والقادرين بالصدقات والقيام بواجبهم في باب فروض الكفايات من إطعام الجائع، وكساء العاري ، ومداواة المريض، وإعانة المحتاج، والإسهام الجاد فيما يحتاج إليه الوطن من مشاركة مجتمعية  فإن وجه الحياة لأي مجتمع سيتغير، ولن يكون بين أبنائه محتاج ولا متسول.

وأكد أنه لتعظيم ثواب الصدقة فإن على المتصدق التحري بأن يضعها في موضعها، وعليه إن أراد أفضل الثواب وأعلاه أن يجتهد في ترتيب الأولويات، وأن يدرك أن الأعم نفعًا والأوسع أثرًا مقدم على غيره من الأقل نفعًا أو أثرًا، وأن ما يحفظ النفس مقدم على ما يدخل في إطار التحسينيات أو الكماليات، فإطعام الجائع، وكساء العاري، ومداواة المريض، وإيواء المشرد، مقدم على مالا يعد أساسا في إقامة حياة الإنسان وحفظها وحفظ كرامته في العيش والحياة.

 وتابع أنه يزداد عِظَم الصدقة كلما سدت حاجة من حاجات المجتمع، فإن رأيت الحاجة، أمس، إلى المتطلبات الصحية؛ فضعها في علاج المرضى وبناء المستشفيات وتجهيزها، وإن رأيت الأولوية للفقراء والمساكين فضعها فيهما.

واستطرد: "إذا كان على المتصدق أن يتحرى موضع صدقته، فما بالكم بالقائم على أمور الزكاة والصدقات، إذ عليه أن يكون أكثر تحريًا وتعففًا في التعامل معها، سواء بالحفاظ عليها أم بحرصه على وضعها في موضعها، أم التعفف في النظر إليها والتعامل معها، أم باتخاذ الإجراءات اللازمة لحوكمة التعامل معها، والحرص على صرفها في مصارفها الشرعية بمنتهى الدقة والأمانة واليقظة".

وأكد  أن ما تنفقه اليوم ستجده غدًا، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : "وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" (البقرة : 272)، ويقول سبحانه: "وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (سبأ: 39) ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ" (سنن الترمذي).

  وبين أن كل وسيلة تؤدي إلى مزيد من الشفافية والحوكمة في التعامل مع الزكاة والصدقات من أوجب واجبات الوقت، وإذا كانت الدولة تسير في إطار الشمول المالي والدفع غير النقدي، فإننا نرى أهمية تعميم ذلك على جميع الجهات والمؤسسات القائمة على شئون الزكاة والصدقات والتبرعات وجميع وجوه البر.