رغم قوة الصداقة..
لماذا وافق «هيكل» على حملة «المستكاوي» لإجبار صالح سليم على الاعتزال؟
"اقترح إبراهيم المعلم أن يكتب هيكل مقدمة كتابي عن صالح سليم، لم يقترح المعلم ذلك فقط لمكانة هيكل وحجمه وتاريخه وإنما باعتباره أحد أصدقاء صالح سليم وأحد رفقاء العمر الطويل، وكنت سعيدا بذلك، وأحسست بفخر وفرحة أن أكتب كتابا يحمل اسمي بعد اسم أستاذي هيكل".
حكى الكاتب الصحفي ياسر أيوب، كواليس علاقة الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل ورئيس النادي الأهلي الراحل صالح سليم، وذلك بجريدة "اليوم السابع" 2009.
اقترح "أيوب" على صالح سليم أن يزورا "هيكل" في مكتبه، لكنه فوجىء باعتراض "صالح" فسأله عن السبب، فرد "ولماذا أذهب إليه، ولا يأتي هو إلىّ". فشرح "أيوب" لوقت طويل أنهم يحتاجون إليه لأنه هو الذي سيكتب مقدمة الكتاب، ومن الطبيعي والمنطقي أن يذهبا إليه، فعاد "صالح" لرفضه وكرر رده "لن أذهب إليه، ولا أريد هذه المقدمة، ولا أريد الكتاب أصلا"، فعاد "أيوب" يكرر "نحن لن نذهب لأي أحد، نحن ذاهبون لهيكل، الكاتب الكبير القدير".
حاول "أيوب" إقناع "صالح" الذي رد "لو نزلنا نحن الأثنان إلى الشارع، ستشهد من هو هيكل ومن هو صالح وبالتالي هو الذي لابد أن يجيء إلى صالح سليم". وبعد وقت طويل وافق "صالح" وذهب "أيوب" و "المعلم" و "صالح" لمكتب "هيكل" على شاطئ النيل بالقاهرة. يقول "أيوب": "كانت أول مرة أرى فيها كبرياء صالح المحلق وسط النجوم".
يروي "أيوب" أن "هيكل" و "ًصالح" تبادلا الذكريات عن صداقتهما متبادلين الإعجاب والتقدير، وقطع الحوار وسأل "هيكل" عن سر موافقته على الحملة التي بدأها الراحل نجيب المستكاوي لإجبار صالح سليم على الاعتزال في أكتوبر 1956، فرد "هيكل": "كنت أحترم حق المستكاوي في أن يدير القسم الرياضي بالأهرام وفق ما يراه، لأنه ليس مجرد صحفي بل قيمة كبيرة وتاريخ طويل"، وتدخل "صالح" وأبدى رأيه قائلًا، بأنه كان صديقا لـ"هيكل" وكان يلتقيه كثيرا، لكنه لم ير في هذه الصداقة مبررا لإقحام "هيكل" في خلاف في الرأي بينه وبين نجيب المستكاوي، فالخلاف بينهما كان داخل ملعب كرة القدم ولا علاقة لـ"هيكل" أو منصبه كرئيس لتحرير الأهرام.