ميرفت عبدالناصر: «نيوهيرموبلس» مشروع لإحياء عصر المعرفة
بعد غياب عشرين عامًا خارج مصر لممارسة الطب النفسي عادت الطبيبة ميرفت عبدالناصر لتؤسس قرية فرعونية حديثة في المنيا هى هيرموبولس الأثرية القديمة، التى تسمى تحوت إله المعرفة والحكمة والكتابة.
وقالت ميرفت عبدالناصر للدستور إن اهتمامها بالحضارة الفرعونية بدأ بعد تعرفها على طفل إنجليزي يعلم عن الحضارة الفرعونية أكثر من معرفتها وهي المصرية الطبيبة المتحققة، ورأت أنها ظُلمت وكل الأجيال اللاحقة لها لأنها لم تدرس الحضارة الفرعونية في حين أن الأطفال الإنجليز يدرسونها منذ التعليم الأساسي.
وأضافت: "بدأت أكتب قصصًا للأطفال عن الحضارة المصرية القديمة، كان أملي أن تدرج هذه القصص بالمناهج الدراسية كي يتعلم النشء أن العقل المصري وراء أغلب الإنجازات المعرفية على مدار التاريخ.
وتشير إلى أن الاهتمام بالحضارة المصرية في مظاهرها الحجرية المتمثلة في المعابد والمومياوات ظلم الاهتمام المعرفي بهذه الحضارة، خاصة أن مصر كانت صانعة فكر وكانت مراكز مخصصة لصناعة الفكر مثل منطقة هيلوبوليس "تون/عين شمس" ومنطقة هيرموبولس (الاشمونين/ تونا الجبل).
وتابعت: "هيرمولولس كانت مدينة معنية بصياغة إجابات فلسفية حول كيف نشأ الوجود وكيف تكوّن الخلق وكانت تسمى مدينة تحوت رب الحكمة والمعرفة في مصر القديمة وحامي المفكرين والكتاب وصاحب التقويم والقياس ومخترع الحروف الهيروغليفية كانت هذه المنطقة مركز الكتابة ومنطقة العلم والحكمة والمعرفة، صنّعت فكر وفلسفة خاصة بها وهي الفلسفة الهرمسية أو فلسفة هيرموبلس القديمة.
واعتبرت الطبيبة عودتها لمصر بمثابة رد الجميل بإنشاء مدينة نيوهيرموبلس لإعادة إحياء فلسفة مدينة هيرموبلس القديمة في المنيا، مكان الهارمونية والتناغم والمكان الذي يساعد الإنسان على إعادة صياغة ذاته باستمرار.
أنشئت المدينة على مساحة 10 أفدنة، خمسة أشجار زيتون ومعمار استخدمت فيه الحجر الجيري لتحتفظ بالصورة المعمارية القديمة للمدينة الأصلية.
وتقول ميرفت عبدالناصر إنها أنفقت كل ما تملكه لإنشاء هذه القرية وتتمنى أن يدعمها المسئولون في تنشيطها كي تنتعش السياحة الأثرية.