في يومه العالمي.. مدارس ترفض مرضى السكر واستغاثة من الأمهات
منذ أيام، أطلق عدد من أمهات أطفال مرضى السكر مبادرة يعرضن من خلالها معاناتهن مع أولادهن في التعامل مع المدارس، بخصوص عدم الوعى الكافي لإدارات هذه المدارس، وكذا عدم تقديم الخدمات الصحية المطلوبة لهم، بل ورفضهم التحاق طالب الطفل مريض السكر بالمدرسة وكأنه عار عليها، وبمناسبة اليوم العالمي لمرض السكر نتناول في "الدستور" القصة الكاملة لمعاناة هؤلاء الأمهات.
"ترفض المدارس أولادنا وكأن التعليم ليس حقًا من حقوقهم" تقولها ماجدة أحمد إحدى أمهات أطفال مرض السكر والمشاركات بالمبادرة، التي أوضحت أن لهذا السبب كان إطلاق المبادرة.
وتتابع "هدف المبادرة هو حماية أبنائنا من التنمر واضطهادهم داخل المدارس والنوادي"، موضحة أن الجروب خدمى، يقدم خدمات وتثقيفًا مجانيًّا لمرضى السكرى.
وأكدت ماجدة أن هذا الرفض للأطفال فى كثيرًا من المدارس بسبب كونهم مرضى سكر، هو أول مشكلات أمهاتهم، مضيفة أن هذا ما يجعل الأم تبحث عن مدرسة تقبل ابنها المريض مثل المدارس التي تقبل الأطفال دون شروط، وقد تكون هذه المدرسة بعيدة أو مصروفاتها غير مناسبة".
كما تابعت أنه كثيرًا ما يخفي الأمهات على إدارة المدرسة أن ابنائهم مصابين بمرض السكر، فقط، ليتم قبولهم، موضحة أن هذا الأمر هن يدركن تمامًا خطورته على ابنائهن ولكن ما بيدهم حيلة".
وطالبت ماجدة الدولة بضرورة فرض غرامة على ادارات المدارس التي ترفض قبول الأطفال مرضى السكر، وأن يكون هناك نصًا قانونيًا يلزم ذلك.
عدة اقتراحات طالبت بها عدد من الأمهات على "جروب" المبادرة من بينها اقتراح إحدى أمهات أطفال السكر وهو توفير زائرة صحية للأطفال من أجل المتابعة الصحية لهم نظرًا لحَساسية مرضهم الشديدة، واحتماليات تعرضهم لهبوط أو ارتفاع في معدل السكر في الدم.
كما طالبت آمال برفع الغياب عن أطفال السكر فى ظل جائحة كورونا موضحة أن كثيرًا من الأطفال ليس لهم تطعيمًا أو على دراية بالاجراءات الاحترازية، مؤكدة أنه بذلك من الممكن أن ينتقل المرض بينهم بسهولة، كما لفتت إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت خطورة فيروس "كورونا" على أصحاب الأمراض المزمنة وخاصة أصحاب مرض السكر.
وعن الوجبات المدرسية، أشارت ليلى أحمد احدى واحدة من المشاركات في المبادرة أنها لم يُراعي كذلك فيها الأطفال مرضى السكر، موضحة أنها عبارة عن تمر وعصير وعيش أبيض، وجميعهم مواد غذائية تزيد من معدلات السكر، كذلك أشارت ليلى إلى ضرورة الاهتمام بالجانب الرياضي لأطفال مرضى السكر حيث تمنعهم العديد من المدارس من ممارسة الرياضة بهدف ألا يتسببوا لهم في بذل مجهود، على الرغم من أهمية الرياضة لهم بشكل منظم.
أخيرًا، أكدت ليلى ضرورة الاهتمام بالجانب النفسى لطفل السكر، مشيرة إلى أن هناك بعض المدارس التي تمنع أطفالهم من المشاركة في الرحلات وفي بعض الفعاليات داخلها، وهو ما يؤثر بشكل كبير على نفسيتهم.
من جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم أحمد، أخصائي الغدد الصماء أن مرض السكر يمكن التعايش معه وعند الالتزام بالعلاج المخصص له يصبح أمره بسيطًا، أما عن دور المدرسة فشدد ابراهيم على ضرورة توفير عيادة طبية تضم طبيبًا أو ممرضًا للطفل، وتوعية مدرسي الفصل بمرض السكر وعلامات انخفاض وارتفاع السكر، وهذا لاتخاذ الإجراءات المناسبة فى حالة الطوارئ.
أضاف أنه يجب السماح للطفل المصاب بالسكر ببعض الاستثناءات ومنها المزيد من الوقت لتناول طعامه وانهائه لكي لا يؤثر على مستوى السكر بالدم، وكذلك ضرورة السماح له بالذهاب إلى دورة المياه فى أى وقت يريده، وأيضًا السماح له بإجراء تحليل السكري فى أى وقت يشعر بحاجته لذلك، كما يجب منحة مرونة فى مواعيد الحضور والانصراف من المدرسة أو الغياب إذا كان هناك سببًا طبيًا لذلك.