السيد نجم: تجربة النشر لجيلنا كانت معقدة
حول الكتاب الأول الذي نشره، وكيف استقبل خبر صدوره، وكواليس نشر هذا الكتاب الأول، قال الكاتب الكبير السيد نجم، في تصريحات خاصة لــ"الدستور": «كانت تجربة النشر لجيلنا معقدة وتتسم ببعض الملامح ومنها؛ النشر على حساب الكاتب يعتبر نقيصه في النص المنشور قبل الاطلاع عليه؛ لأنه يعني أن كل من يملك مالا يمكنه أن يصبح كاتبًا وله اسم في سوق الكتب، وليس بقيمة النص الفنية».
وأضاف: «الملمح الثاني هو صعوبة نشر الرواية مقارنة بالمجموعات القصصية أو بديوان الشعر، ربما بسبب رواج مجموعة جيل الستينيات ــ أنا من جيل السبعينيات ــ ورواجهم ﺇعلاميًا وفنيًا في تلك الفترة، فلم ينتبه النقاد ولا مسؤلي دور النشر بالجيل التالي ﺇلا بالحديث ﺇجمالًا والتناول بعموم الجيل ونادرا بالتناول الفردي لأفراده».
وتابع السيد نجم مضيفًا: «الملمح الثالث هو جيل انطوى على نفسه وتعامل فنيًا مع دواخله بعد أن كان الجيل السابق عليه مشغول بالهم العام وهو أمر تابعه اﻹعلام والنقد بشدة».
وذكر: «الفقرة السابقة ليست مقدمة بالمجان، فهى تكرس لفكرة وحقيقة واقع عشته مع كتابي الأول، فقد نشرت أول قصة قصيرة "ليلة من ألف وخمسمائة ليلة"(فى مجلة روزاليوسف عام 1972م)- وأول مجموعة قصصية تحت عنوان "السفر"، ونشرتها على نفقتى الخاصة عام 1984م- وأول رواية نشرت لي "أيام يوسف المنسى"(عام 1991م)- وأول رواية كتبتها "السمان يهاجر شرقا"(نشرت فى 1995م)».
وأوضح «نجم»: «يلاحظ من تلك التواريخ أن الرواية التي كتبت أولًا نشرت مع ترتيب الكتاب الثالث، أن نشر أول روايتان نشرا بعد عقد أو عقد ونصف من الكتابة، كما ﺇن أول كتاب عملي تم نشره على نفقتي الخاصة متحملًا شبهة أنه عمل غير جاد حتى ترى القصص النور، وقد كتبت قبل النشر بأكثر من خمسة عشر سنة!».
واختتم: «أما السؤال عن كتابات لم تنشر قبل نشر الكتاب الأول؟، أظن توجد محاولات لكتابة القصة القصيرة ولم أجرؤ على البوح بأننى أكتب القصة، ولم أرسلها ﺇلى أي مكان للنشر في الدوريات أو الصحف، ﺇلا من مرة عرضت القصة على الناقد المرحوم عبد الرحمن أبوعوف الذي تحمس لها، وذهبنا فى اليوم نفسه ﺇلى مجلة روزاليوسف ونشرت أول قصة لى عام 1972م.. وﺇن توالت القصص ﺇلا أننى لم أنشرها كلها حتى عندما جمعت بعضها فى أول مجموعة نشرت تحت عنوان "السفر"، ولا أرغب فى نشر ما لم ينشر في حينة ولا حتى أرغب في ﺇعادة الاطلاع عليها!».