علي قطب: على المبدع تعديل نصوصه إذا ظلت حبيسة الأدراج لفترات طويلة
حول كواليس العمل الأول في حياة المبدع، وهل كتابه الأول المنشور، هو أول كتاباته بالفعل أم أن هناك كتابات سابقة علي كتابه الأول؟، وهل يفكر المبدع في نشر أول كتاباته حين ينال الشهرة والتحقق، ويتجاوز مشكلات نشر العمل الأول أم لا، "الدستور" استعرضت آراء الكتاب حول هذه القضية.
قال الكاتب الشاب علي قطب لــ"الدستور": المبدع يكتب طوال الوقت، ومرحلة النشر بشكل عام هي المرحلة الأصعب أمام الكتاب، لذا فمن الوارد ألا يكون أول عمل ينشر للكاتب هو أول عمل كتبه بالفعل، فصعوبة النشر كما ذكرت قد تجعل أوراق الكاتب حبيسة الأدراج لفترات طويلة.
وأوضح "قطب": بالنسبة لي فكان أول ما كتبت قصص للأطفال نُشرت في مجلتي علاء الدين وقطر الندى، ثم رواية قصيرة بعنوان "الانتظار" تم نشرها في 2008 ضمن مسابقة في الرواية تلتها رواية "ميكانو" في 2011 ثم "أنثى موازية" في 2016 ثم كل ما أعرف في 2021، والحقيقة أنني أملك قصصا للأطفال لم تنشر بعد، كنت قد كتبتها في مرحلة ما قبل كتابة الرواية الأولى، كما كتبت رواية بعد روايتي ميكانو ولم أستطع نشرها بعد كتابتها لمواجهتي صعوبات في النشر.
وأضاف، أعتقد أنني لن أنشر هذه القصص أو الرواية الآن أو في المستقبل القريب، ليس بسبب صعوبة النشر في الوقت الحالي فالأمور قد تحسنت بدرجة كبيرة لكني أرى أن الكاتب حين تبقى نصوصه لفترات طويلة يجب عليه تعديلها والعمل عليها مجددا، هذا في حالة لم يكن الكاتب يقوم بالتعديل طوال الوقت، لكنه حين ينفصل يحتاج لكثير من الوقت ليعود إلى العمل ويشعر بالأجواء الخاصة بها والتي افتقدها لفترة.
- رفض دور النشر للأعمال يجعل الكاتب يشك في جودة أعماله
وتابع الكاتب الشاب، كما أن هناك مشكلة أخرى تواجه الكاتب حين يطول انتظار عمله للنشر، وهذه المشكلة عبارة عن هاجس يلح على المبدع ألا يكون العمل جيدا للدرجة التي تجعله صالحا للنشر، ويغذي هذا الهاجس الرفض المتكرر من دور نشر مختلفة، وهو أمر محبط بالطبع لأي كاتب لكنه متكرر خصوصا مع من مازال في بداية طريق النشر لكنه لا يجب أن يؤثر في أي كاتب فالرفض في أغلب الأحيان لا علاقة له بجودة العمل بل بأسباب تسويقية تتعلق بدار النشر نفسها، كما أن كثير من دور النشر لا تحب أخذ المخاطرة بالنشر لكاتب جديد.
إذا قارنا ذلك مع ما يحدث مع كبار الكتاب بعد وفاتهم أجده مثيرا لتتعجب حيث أرى دار نشر أخذت حقوقا لعمل لم ينشره الكاتب خلال حياته وتقوم دار النشر بتسويق الأمر على أنه انفرادا لها، ورأيي الشخصي أن هذا الأديب الشهير لم يكن راضيا على هذا العمل، لأن النشر بالنسبة له شيء سهل ومتاح، وأجد فعلا أن مستوى العمل المنشور في أغلب الوقت متواضعا.