جولة ميدانية لـ «الدستور» فى مشروعات حماية شواطىء الإسكندرية من النحر والتغيرات المناخية
سيناريوهات مستقبلية لحماية عروس البحر المتوسط من غرق اليابسة،ومازالت الجهود البحثية والتنفيذية تتواصل لحماية مدينة الثغر.
تغيرات مناخية
الدكتورة سوزان الغرباوي رئيس قسم الجيوفيزياء بمعهد علوم البحار والمصايد ونائب رئيس اللجنة الوطنية لعلوم المحيطات للدول الإفريقيا التابعة لليونسكو، أكدت أن التغيرات المناخية السبب في زيادة منسوب البحار والمحيطات، فالفترة الأخيرة تشهد ارتفاعا بدرجات الحرارة بنسبة كبيرة فى الكرة الأرضية بشكل كامل، وهذا ما نلاحظه في تأخر فصل الشتاء إلى نوفمبر الحالي وهذا شىء لم نعاصره من قبل.
وأرجعت “الغرباوي” أرتفاع درجات الحرارة للإنبعاثات المتواجده في الغلاف الجوي ومن اهم مسبباتها استخدام الوقود الاحفوري والبترول وعوادم التلوث من المصانع والسيارات، ومع زيادة نسبتها في الغلاف الجوي فتمنع إنعكاس أشعة الشمس من الإرتداد للفضاء.
وتابعت: ارتفاع درجات الحرارة هذا ينتج عنه ذوبان جليد قطبي الكرة الأرضية وذوبانه يؤدي غلى إرتفاع منسوب سطح البحار والمحيطات على مستوى العالم أجمع، وهذا ما حدث بالفعل خلال ال 100 عام الاخيرة وتمثل فى زيادتها مابين درجة ودرجة ونصف وهى نسبه لا يستهان بها.
وأكدت “الغرباوي” أنه لابد من تكاتف دول العالم والعمل على تقليل الإنبعاثات المسببه لإرتفاع درجات الحرارة والعمل على زيادة الرقعة الزراعية والمساحات الخضراء، والتوجه لاستخدام الطاقة النظيفة واستخدام الغاز الطبيعي والذي يعود بالتبعية على انخفاض درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض.
مخاوف من ارتفاع منسوب سطح البحر لـ ٦٠ سم
في سياق متصل، يقول الدكتور محمد سعيد، أستاذ علوم البحار الطبيعية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، أنه وفقا للدراسات والأبحاث العلمية فهناك سيناريوهات من المتوقع حدوثها أثناء إرتفاع درجات الحرارة وهذا ما اعتمد عليه تصريحات وزيرة الوزراء البريطاني في قمة المناخ الأخيرة.
وتابع: إذا ارتفعت درجات الحرارة بين درجتين إلى 5 درجات، فهذا سيرفع من مستوى سطح البحار بمقدار 65 سم، وقد يصل إلى متر كامل، وما تم رصده إلى الآن على مستوى العالم في ارتفاع درجات الحرارة هو زيادتها ما بين درجة ونصف إلى درجتين، وتختلف من منطقة لأخرى.
وفيما يخص زيادة منسوب مياة البحر في محافظة الإسكندرية، فوفقا للدراسات أن منذ عام 1944 إلى عام 1990 فهناك زيادة بنسبة 5.6 سم أي بمعدل 1.2 ملي في السنه، وتباعا في الفترة منذ عام 1990 إلى عام 2006 وجدنا أن المعدل إرتفع من 1.2 ملي إلى 3 ملي كل سنه، اذن في خلال 60 عاما حتى عام 2006 فإن هناك زيادة رصدت بمايقرب 15.6 سم.
وأكد أن المعدل السنوي وفقا للأبحاث خلال عشر سنوات مضت أرتفع من 3 ملي إلى 6 ملي سنويا، وهذا يعد زيادة سريعة في إرتفاع منسوب مستوى سطح البحر.
وأشار أستاذ علوم البحار الطبيعية إلى أن التخوف من وصول ارتفاع منسوب سطح البحر لمتر إضافي، فوفقا للدراسات المتوقعة بحلول عام 2050 من الممكن زيادة الإرتفاع عن معدله الطبيعي من 30 سم إلى 50 سم وهذا يؤدي إلى تكسير الرصفان البحرية والمواني، أما بحلول عام 2100 ومع حدوث إرتفاع نسبة سطح البحر إلى 100 سم فهذا يؤدي إلى غرق 30 % من سطح الدلتا وتعرضها للغرق.
جولة ميدانية
إلتقت "الدستور" مع المهندسة عزة عبد الحميد مدير عام إدارة حماية الشواطىء بالإسكندرية، قالت إن المحافظة تشهد مشاريع مهمة لحماية شواطئها من إرتفاع منسوب سطح البحر وتقليل الأضرار والتوابع من ذلك، بتكلفة إجمالية مليار و200 مليون جنيه.
وتابعت: من ضمن تلك المشروعات المنفذه محيط قلعة قايتباي والتي كانت تتعرض باستمرار للغرق وتكدسات المياة فتم تنفيذ مشروع بتكلفة 270 مليون جنية وبطول 520 متر يقدمها سقالها بطول 120 متر وبالفعل تم الإنتهاء من تنفيذ المشروع بنسبة 75 %، ليكون الموعد المتوقع لتسليمه مطلع عام 2022.
واصلت أن أحدث المشروعات لحماية الشواطىء ومازال قيد التنفيذ هو حماية ساحل الإسكندرية بحاجزين غاطسين، أولهما الحاجز الغربي بطول 1100 متر، والثاني الشرقي بطول 500 متر، بتكلفة 190 مليون جنيه وسيعيد الشاطىء بعرض 30 متر وما يتبعه من حمايه استثمارات كثيره تكلفت مليارات الجنيهات.
ومن مشروعات حماية شواطىء الإسكندرية، منطقة المنشية ومحطة الرمل بطول 835 متر، وبالفعل تم تسليمه في سبتمبر 2021 بتكلفة 100 مليون جنية.
وهناك آخر بمجموعة من الحواجز الغاطسة وحاجز على شكل حرف L ورصيف بحري أمام منطقة المحروسة، بتكلفة 335 مليون جنيه، ليمتد المشروع بطول 620 متر ورصيف بطول 155 متر وتم الانتهاء منه بالفعل لحماية تلك المنطقة وتسليمه نهائيا في اكتوبر 2020.
أما شرق الإسكندرية، فتم الإنتهاء منها وتسليمها تسليم نهائي، منها مشروع الحماية أمام الكلية البحرية بتكلفة 95 مليون جنيه، مشروع تدعيم وحماية حائط محمد على الاسري وتم الانتهاء منه خلال الـ 5 سنوات الأخيرة وبالفعل آتت نتيجته في حماية الشركات والنقاط الاستراتيجية هناك.
أوضحت مدير عام إدارة حماية الشواطىء، أن المتابعة لساحل الإسكندرية مازالت مستمرة وفقا لمحطات رصد مبكر للأمواج لملاحظة أي من المناطق تحتاج لتدخل تدعيمي لحمايتها، فتلك المشروعات لاغنى عنها لحماية سواحلنا من زيادة إرتفاع منسوب سطح البحر.