«مشايخ المقهى»: محاربة الجرائم ودفع الشباب نحو العمل
مجموعة من دعاة الأزهر يجوبون الشوارع بالزيّ الأزهري (العمّة والكاكولا) بحثًا عن الدعوة في قلوب الناس المتراصّين على مصاطب الطُرقات المُختلفة، وفي عقول الأخرين الذين يستمتعون بأوقاتهم داخل المقاهي، ويُبالون ما يحدث بالخارج من ضجيج يصل صوته إلى مسافات بعيدة.
وقرر هؤلاء الدارسين والدعاة النزول إلى الشارع المصري. يوعظون ناسه ويُبيّنون طريق الحق والهُدى، فضلاً عن تحريم العُنف وارتكاب الجرائم التي نهى الله عنها وحرّمها على الإنسان.
وظهر من خلال الصور والفيديوهات التي تداولها عدد كبير من مُتابعي السوشيال ميديا، لهؤلاء الدعاة، وهم يقفون بين الناس الجالسين داخل المقاهي، يعظونهم ويلقون عليهم دقائق من الخُطب الدينية تتضمّن آيات قرآنية وأحاديث نبوية تُحرّم العُنف وتُساعد على السعي وتُبيّن المعنى الحقيقي للعبادات والدين ككُلّ.
تقليل العنف والجرائم في المُجتمع
لم يتحدّث هؤلاء عن الدين ومكانته في الإسلام فقط؛ بل تحدّثوا أيضًا عن الجرائم التي كثُر ارتكابُها وزادت حصيلتُها خلال الفترة القليلة الماضية، فضلاً عن إمكانية تقليل حدوث تلك الجرائم البشعة في المُجتمع، واختلاق بيئة جديدة تخلوا من العُنف وتحمل سمات ثقافية وسياسية واجتماعية مُميّزة.
وأشاد الكثير من المتابعين، بطريقة الدُعاة الأزهريين وتواجدهم بين الناس في الشوارع وإلقاء الخُطب الدينية في المقاهي، ومُساعدة الناس والردّ على استفساراتهم وأسئلتهم حول قضية العُنف والجريمة التي حلّت مؤخرًا في الشارع المصري وذاع صيتها في الأيام الأخيرة وأودت بحياة الكثيرين.
وقال البعض إنَّ الدعوة لها دورٌ كبيرٌ في منع حدوث الجريمة في المُجتمع المصري، فضلاً عن توسّعها لمدارج العقول والأفكار بين الناس، وتوعيتهم بالمخاطر الجمّة التي تنتُج عن هذه الجرائم وتُصيب بكوارث عدة تتسبب في إيذاء النفس.
التوعية بمخاطر الجرائم والتطرف
عبّر أحمد المهدي، أحد المستفيدين من تلك الخُطبة التي ألقاها أئمة الأزهر في المقهى الذي كان يجلس فيه وأصحابه عن سعادته بإلقاء الشيوخ مُحاضرات علمية وثقافية واجتماعية ودينية، هدفها توعية الناس وإرشادهم نحو طريق جديد يخلو من العُنف والتطرف والأذى بين الناس.
قال المهدي لـ"الدستور": إنَّه فوجئ بدخول عدد من مشايخ الأزهر، يرتدون الجلباب والعمّة والكاكولا، ثُمّ ألقوا السلام واستأذنوا للكلام، وبدأوا بالأحاديث النبوية التي تنهى عن العُنف والتطرّف وسلوك طُرق غير شرعية، واستدلّوا بآيات من القران الكريم، وكان الأمر بمثابة خُطبة ألقاها بعضهم داخل المقهى، وأعجبت المستمعين وأفادتهم.
أضاف المهدي، أنَّهم كانوا يتحدّثون بلباقة شديدة والفُصحى كان لها دورٌ كبيرٌ في حديثهم، مشيرًا إلى أنَّهم شجّعوا الشباب على العمل والكفاح، وعدم الاستسلام للواقع الذي خذلهم، مُبينين أنَّ السعي يُنتج ثمرة الكفاح التي تُغرق صاحبها بالسعادة والفرح والنجاحات التي يحققها الله له نتيجة سعيه وعمله.
وأوضح، أنَّ الابتسامة لم تُفارق وجوه المستمعين طيلة الحديث، وأنَّ ما تحدّث عنه المشايخ أمور تتعلّق بالواقع، والحياة التي يعيشها الناس حاليًا، فضلاً عن تحريم الجرائم ونُصّح من يُفكّر في ارتكابها.
الحل الأمثل
وشجّع العديد من متابعي السوشيال ميديا، مشايخ الأزهر بالاستمرار على هذه الطريقة، التي وصفها الكثيرين بـ"الحلّ الأمثل" لتقليل نسبة الجرائم وحدوث العُنف بين المجتمعات المصرية.
كان رواد السوشيال ميديا قد تداولوا صورًا وفيديوهات لعدد من مشايخ الأزهر الدُعاة، وهم يلقون المحاضرات في المقاهي، بهدف تقليل حدوث الجرائم في الشارع المصري، وتوعية الناس بمخاطر البُعد عن دين الله عزّ وجل والقدوم على فعل المنكرات والعُنف وارتكاب الأفعال الإجرامية بين الناس.