«المونيتور»: مقبرة وزير الخزانة اكتشاف جديد يجذب السائحين لمنطقة سقارة
أشاد موقع "المونتيور" الأمريكي باكتشاف مقبرة "بتاح-م-ويا" والذي كان يشغل منصب رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها بعثة كلية الآثار جامعة القاهرة، برئاسة الدكتورة علا العجيزي بمنطقة سقارة جنوب الطريق الصاعد للملك أوناس.
وأعلنت الحكومة المصرية في 30 أكتوبر المنصرم اكتشاف مقبرة بتاح مويا رئيس الخزينة في عهد الملك رمسيس الثاني (رمسيس الكبير) الذي حكم مصر لمدة 66 عاما بين 1279 و1213 قبل الميلاد.
وقالت الحكومة في بيان صحفي: إن "بعثة من كلية الآثار بجامعة القاهرة برئاسة علا العجيزي نجحت في اكتشاف المقبرة خلال أعمال التنقيب في منطقة سقارة جنوب طريق الملك أوناس الصاعد".
وأشاد علماء الآثار والمسؤولون في مصر بالاكتشاف التاريخي، بالنظر إلى مكانة صاحب المقبرة والمعلومات الجديدة التي يمكن أن تكشفها المقبرة عن عهد الملك رمسيس الثاني.
ونقل "المونيتور" القول عن مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات وردت في بيان لوزارة السياحة والآثار، إن "موقع الاكتشاف يضم مقابر كبار رجال الدولة الحديثين من عصر الأسرة التاسعة عشرة ويكمل موقع الاكتشافات مقابر الأسرة الثامنة عشرة وأهمها موقع القائد العسكري حور محب".
وتابع وزيري: "تنبع أهمية المقبرة من المناصب التي شغلها صاحبها ككاتب ملكي، ورئيس الخزينة، والمشرف الرئيسي على الثروة الحيوانية والمسؤول عن القرابين الإلهية في معبد رمسيس الثاني في طيبة".
وقالت العجيزي التي قاد البعثة الأثرية، لـ "المونيتور": "الاكتشاف الجديد له أهمية وقيمة تاريخية لأنه سيضيف أسماء ومعلومات جديدة عن عهد رمسيس الثاني والنشاط العسكري خلال هذه الفترة".
وقالت: "للمقبرة طراز مميز يطلق عليه اسم معبد المقبرة، حيث يتكون من مدخل على شكل صرح يتبعه فناء أو أكثر، ينتهي القبر على الجانب الغربي بأضرحة للآلهة يعلوها هرم".
وأشارت إلى أن "البعثة لم تنته من عملها بعد، لأنها لم تفتح بعد بئر الدفن، حيث تم اكتشاف المدخل فقط حتى الآن، لا يمكن تأكيد وجود مومياء داخل المقبرة إلا بعد فتحها".
وأضافت: "ما تم اكتشافه من القبر هو مدخل منقوش بمناظر ويؤدي إلى قاعة ذات جدران مطلية وملونة. تصور المشاهد الموجودة موكبًا يحمل القرابين وينتهي بمشهد ذبح عجل".
وأشارت إلى أن "الكتل الحجرية المنحوتة والأعمدة الأوزيرية الموجودة في الرمال سيتم فحصها حتى يمكن وضعها في أماكنها الأصلية داخل المقبرة".
وقالت العجيزي: "البعثة تعمل منذ عام 2005 في منطقة سقارة وحققت العديد من الاكتشافات، بما في ذلك الكشف عن مقبرة ضخمة لقائد عسكري من عهد الملك سيتي الأول، والذي قد يكون من بين المشاركين في المعارك الحربية للملك رمسيس الثاني أو الملك سيتي الأول".
ومن جانبه، أشاد محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، في مقابلة مع "المونيتور"، بالتعاون بين جامعة القاهرة ووزارة السياحة والآثار. وقال: "نتج عن هذا التعاون عدة اكتشافات، كان آخرها قبر رئيس الخزينة، وقبل ذلك قبر عمدة ممفيس بتاح ماس، وكذلك القائد الأعلى للجيش. في عهد رمسيس الثاني من بين آخرين".
وقالت وزارة السياحة والآثار، في بيان صدر يوم 30 أكتوبر، "انتهت البعثة من العمل في مقبرة القائد الأعلى للجيش في عهد الملك سيتي الأول وابنه الملك رمسيس الثاني".
في مايو 2018 ، أعلنت وزارة الآثار المصرية في بيان صحفي عن اكتشاف مقبرة القائد الأعلى للجيش في عهد الملك رمسيس الثاني (الأورخي).
وأشار حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، في محادثة هاتفية مع "المونيتور" إلى الأهمية التاريخية للمقبرة، مؤكدًا أنها "سترفع من قيمة منطقة سقارة، بالنظر إلى المعلومات الجديدة التي تفيد بأن المقبرة اكتشفت تحتوي على عهد الملك رمسيس الثاني".
وقال عبد البصير: “المقبرة المكتشفة ستسهم في جذب المزيد من السائحين إلى منطقة سقارة”، ودعا الحكومة المصرية إلى "الترويج لهذا الاكتشاف عالميًا من أجل زيادة معدلات السياحة في منطقة سقارة" التي وصفها بـ "مقبرة" مصر عبر العصور.
ويعتبر رمسيس الثاني أقوى وأشهر فرعون مصر، حيث قاد عدة حملات شمالًا إلى بلاد الشام كما قاد معركة قادش في السنة الرابعة من حكمه (1274 قبل الميلاد) وأبرم رمسيس الثاني في العام الحادي والعشرين من حكمه (1258 قبل الميلاد) معاهدة مع هاتوسيليس الثالث - أقدم معاهدة سلام في التاريخ.
وبنى رمسيس الثاني العديد من المعابد والتماثيل أبرزها معبد أبو سمبل.