«القادري» يُبرز دور التربية على القيم في حماية البيئة
تناول الدكتور منير القادري، موضوع "التربية على القيم والمقاصد الاحسانية وأثرها في المحافظة على مقومات الحياة والبيئة" في الليلة الرقمية السابعة والسبعين، ضمن فعاليات ليالي الوصال الصوفية الرقمية التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى.
وأشار “القادري” إلى أن “انعقاد مؤتمر المناخ (كوب 26) يشكل حسب الخبراء والنشطاء في مجال المحافظة على البيئة فرصة اللحظات الأخيرة، قبل أن نشهد لا قدر الله حدوث ضرر بيئي كارثي يؤثر بشكل لا رجعة فيه في مستقبل الحياة البشرية على كوكب الأرض”.
وأوضح أن التلوث البيئي والاحتباس الحراري، و التصحر وغيرها من المشاكل المرتبطة بالبيئة غَدت تهدد مستقبل البشرية، مضيفا أن ذلك يفرض علينا الرجوع إلى تطبيق القيم الأخلاقية وتجسيدها في صور مبادئ تهدف إلى تعزيز التعاون والتضامن بين الأفراد والمجتمعات من أجل احترام البيئة والحفاظ عليها، وزاد أن البيئة من صنع الله عز وجل الذي أتقن صنع كل شيء، وأنه أودع فيها من الحكمة ما أودع، مستشهدا بقوله تعالى: { صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِىٓ أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ } سورة النمل"الآية88".
ولفت إلى أن الإنسان جزء من هذه البيئة، لأن الله خلقه من طين الأرض، وهيأها له لتكون صالحة لحياته و مَعاذِهِ، وجعل له فيها المنافع والخيرات، مستدلا بقوله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا)، وأنه عز وجل حذره بالمقابل من الإضرار بها وإفسادها، موردا قوله: (وَلَا تُفْسِدُواْ فِى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَٰحِهَا).
ونوه بأن الأبعاد الأخلاقية للمسألة البيئية تقوم على تسليط الضوء على قيم الأمانة و المشاركة، وتجنب الضرر والإسراف وتقاسم الوصول إلى الموارد الطبيعية والحيوية مع كافة العناصر البشرية الأخرى، مع الحرص على ترك كوكب الأرض مكاناً صالحاً للعيش وقابلا للحياة من أجل الأجيال القادمة.