ربما تعيد نتنياهو..كيف تهدد قنصلية أمريكية للفلسطينيين في القدس حكومة "بينيت"؟
لا تزال مسألة افتتاح قنصلية أمريكية للفلسطينيين في القدس ضمن أولويات الإدارة الإسرائيلية وتشغل حيزاً من اهتمام الفلسطينيين والأمريكيين أيضاً، فيما يعتبر البعض أنها الاختبار الأول للإدارة الأمريكية فيما يخص النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بينما يرى آخرون أنها اختبار لحكومة “بينيت لابيد”.
إسرائيل تقترح افتتاح قنصلية في رام الله
شددت إسرائيل، على معارضتها العلنية لخطة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإعادة فتح قنصلية أمريكية للفلسطينيين في القدس، وقالت إسرائيل إن "مثل هذه البعثة يجب أن تكون في الضفة الغربية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن "موقفي تجاه عرض الأمريكيين... أنه لا يوجد مكان لقنصلية أمريكية تخدم الفلسطينيين في القدس".
واقترح وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، إعادة فتح القنصلية في مقر الحكومة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية، مؤكدا "إذا أرادت الولايات المتحدة فتح قنصلية في رام الله، فليس لدينا مشكلة في ذلك".
رام الله ترفض الاقتراح الإسرائيلي
ومن جهته رفض المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، نبيل أبو ردينة، تصريحات لابيد، وقال لرويترز "نحن لن نقبل إلا أن تكون القنصلية الأمريكية في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وهذا ما أعلنت عنه والتزمت به الإدارة الأمريكية".
فيما أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بيانا جاء فيه أن "افتتاح القنصلية الأمريكية للفلسطينيين في القدس هو جزء من التزامات المجتمع الدولي بإنهاء عقود الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية".
وأضاف البيان: "القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي عاصمة دولة فلسطين، ولا يحق لإسرائيل، كدولة محتلة، الاعتراض على قرار الإدارة الأمريكية". يأتي هذا التصريح بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء نفتالي بينيت في مؤتمر صحفي أنه "لا مكان لقنصلية أمريكية أخرى في القدس".
يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال الشهر الماضي "سنمضي قدما في عملية فتح قنصلية في إطار تعميق تلك العلاقات مع الفلسطينيين". غير أن أحد كبار موظفيه قال أيضا إن رفض إسرائيل للخطة لا يزال عقبة في سبيل تحقيق ذلك.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان قد اتخذ قرارا بإغلاق القنصلية الأمريكية في القدس، وتضمن القرار نقل موظفي تلك القنصلية إلى السفارة الأميركية لدى إسرائيل والتي نقلها هي الأخرى، عام 2018، إلى القدس بعد أن كانت في تل أبيب.
تهدد الحكومة الإسرائيلية وتعيد نتنياهو
بدوره حذر وزير الخارجية الإسرائيلية يائير لابيد خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن في وقت سابق، انه في حال استئناف عمل القنصلية مجددا، فان هذا الامر سيؤدي إلى اسقاط الحكومة الحالية.
فالحكومة التي تتشكل من اليمين واليسار، إذ فشلت في إقناع واشنطن بوقف تلك الخطوة، فإن ترتفع احتمالية أن ينشق أحزاب اليمين، على اعتبار أن الحكومة تخلت عن مباديء اليمين وفشلت في التصدي للإدارة الأمريكية، وخطوة مثل هذه من شأنها أن ترفع معدلات التأييد لرئيس المعارضة ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر نفسه الوحيد القادر على وقف الخطوة الأمريكية.