«بوليتيكو»: البنتاجون يضغط على بايدن لتعليق الإصلاحات النووية
يواجه تعهد الرئيس جو بايدن بالحد من دور الأسلحة النووية مقاومة متزايدة من مسؤولي البنتاجون وحلفائهم الصقور، الذين يريدون الحفاظ على الوضع الراهن في مواجهة الأسلحة الروسية والصينية.
وذكر موقع "بوليتيكو" أن كبار مستشاري الأمن القومي لبايدن سيراجعون قريبا الشروط التي قد تلجأ بموجبها الولايات المتحدة إلى استخدام الأسلحة النووية، وبين الخيارات تبني سياسة "عدم الاستخدام الأول" أو الإعلان عن أن "الغرض الوحيد" للترسانة هو ردع نزاع نووي وعدم استخدامها في حرب تقليدية أو هجوم استراتيجي آخر، أو هجوم إلكتروني.
ويخطط مجلس الأمن القومي التابع لبايدن لعقد اجتماع رفيع المستوى حول سياسة الإعلان النووي هذا الشهر، وفقا لمسؤول في البيت الأبيض تحدث لـ"بوليتيكو" شرط عدم الكشف عن هويته.
وأشار الموقع نقلا عن مسؤولين مطلعين على المناقشات، إلى أن توسع الصين النووي المفاجئ في الأشهر الأخيرة جنبا إلى جنب مع تحديث روسيا ترسانتها، عزز موقف القادة العسكريين الذين يعارضون أي تغييرات في السياسة ويرفضون أي تخفيض كبير لجيل جديد من الصواريخ والقاذفات الاستراتيجية والأسلحة الذرية الأخرى.
ويؤكد العديد من مسؤولي الإدارة أن بايدن بالاعتماد على خبرته الممتدة على مدى عقود، سيضع في نهاية المطاف بصمته الخاصة على الاستراتيجية النووية لكن ما سيختاره سيعتمد أيضا على ما يتم تقديمه له من استشارات.
وحتى الآن، لا يبدو أن البنتاغون يريد أن يمنحه الكثير من الخيارات، حيث قال مسؤول مطلع في وزارة الدفاع: "ليس من المحتمل أن يتم تقديم الغرض الوحيد أو عدم الاستخدام الأول".
وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون لـ"بوليتيكو" تعليقا على ما ورد عن مسؤول البنتاغون: "هذه الرواية التي قدمها لك المسؤول غير دقيقة"، وصرح بأن وزارة الدفاع تشارك في "عملية شاملة".
وأضاف كيربي: "في النهاية البت في هذه السياسة يعود للرئيس الأمريكي".
وأوضح بايدن في وقت مبكر من رئاسته أنه يريد متابعة وجهة نظره الراسخة منذ فترة طويلة ومفادها أنه من الممكن الحد من دور الأسلحة النووية وفرص نشوب صراع نووي.
وقال: "سنتخذ خطوات لتقليل دور الأسلحة النووية في استراتيجيتنا للأمن القومي، مع ضمان بقاء رادعنا الاستراتيجي آمنا وفعالا وأن تظل التزامات الردع الموسعة لحلفائنا قوية وذات مصداقية".
وذكر الموقع أن بايدن جادل علنا في الماضي بأنه يفكر في سياسة عدم الاستخدام الأول، حيث قال عام 2017: "نظرا لقدراتنا غير النووية وطبيعة تهديدات اليوم، من الصعب تصور سيناريو معقول يكون فيه أول استخدام للأسلحة النووية من قبل الولايات المتحدة ضروريا".
ويرى المؤيدون أن إعلان الولايات المتحدة أنها "لن تضرب أولا" من شأنه أن يقلل التوترات النووية وربما يقلل من سباق التسلح، بحجة أن الغموض الحالي يمكن أن يزرع الارتباك في حال صدور تحذير كاذب قد يؤدي إلى حرب نووية عرضية.