حملة اعتقالات تعسفية ضد أبناء تيجراي تثير الذعر في أديس أبابا
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الحكومة الإثيوبية تشن حملة واسعة من عمليات التفتيش والاعتقالات التعسفية ضد أبناء عرقية تيجراي في أديس أبابا، مما يثير موجة من الخوف انتشرت في العاصمة بشكل واسع، الخميس، مع تكثيف السلطات الأمنية حملتها ضد المجموعة العرقية.
وأضافت الصحيفة: "الحملة تجتاح العاصمة مع اكتمال الحرب في تيجراي عامها الأول، فالقوات الحكومية تتنقل من باب إلى باب في العاصمة الإثيوبية، وتعتقل كل من هم من نفس المجموعة العرقية التي تقاتلها في تيجراي، مما يثير المخاوف من أن المسرح مهيأ لانفجارات عنف بدوافع عرقية".
وقال "هايلو"، أحد أبناء عرقية تيجراي، والذي اعتُقل في وقتٍ سابق من هذا العام خلال موجة اعتقالات سابقة، وامتنع عن ذكر اسمه بالكامل خوفًا من الانتقام، في حديثه مع الصحيفة: "الوضع شديد للغاية ومخيف حقًا".
وتابعت الصحيفة إنه "في الوقت الحالي، يقود المسؤولون الأمنيون حملات ضد التيجراي، وقال شهود إن ضباط الأمن كثفوا أنشطتهم في العديد من الأحياء ذات الأغلبية التيجراية في أديس أبابا مثل ليبو، وسميت، وبولي بولبولا".
وأوضحت الصحيف، نقلًا عن مراسلها في إثيوبيا، أن سكان تيجراي يشعرون أنهم مستهدفون على أساس العرق، من خلال النظر في بطاقات هويتهم أو لغتهم، وكلاهما يمكن أن يحدد خلفيتهم العرقية، فيما يشعر المواطنين التابعين لعرقية تيجراي في أديس أبابا بالخوف الشديد، حيث تقوم السلطات الأمنية بالقبض على كل من يتبع تلك المجموعة العرقية حتى وإن لم تكن لها علاقات سياسية بقوات تيجراي.
وبيَّنت أنه يتم الآن تشديد الإجراءات الأمنية خارج مطار بولي الدولي، المقر الرئيسي للخطوط الجوية الإثيوبية وأحد مراكز الطيران الأكثر ازدحامًا في إفريقيا، حيث يقوم ضباط الشرطة والجنود بتفتيش المركبات والمسافرين الذين يدخلون ويغادرون المطار.
وتابعت، أنه لا يتم استهداف أهالي تيجراي فقط، بل ارتبطت حملات الاعتقال بمقتلي جيش تحرير أورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، وتشكل حوالي 35 في المائة من سكان إثيوبيا البالغ عددهم 110 ملايين نسمة، والتي قد أعلنت عن تحالف عسكري مع جبهة تحرير تيجراي في أغسطس الماضي.
واستنكرت الصحيفة، الخطاب العدائي والتحريضي الذي تطلقه الحكومة الإثيوبية ضد قوات تيجراي، وحضها المواطنين على حمل السلاح لمحاربة القوات التيجرية، حيث كتب رئيس الوزارء الإثيوبي على الفيسبوك"يجب أن يسير شعبنا... بأي سلاح وموارد لصد جبهة تحرير شعب تيجراي وإسقاطها ودفنها".
وفي السياق ذاته، أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الجمعة، عن قلق واشنطن العميق "بشأن خطر العنف الطائفي الذي تفاقم بسبب الخطاب العدائي (ضد عرقية تيجراي)، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي"، مشيرًا إلى أن اللغة التحريضية التي تنشرها الحكومة في أديس أبابا "تغذي نيران الصراعات بالبلاد، وتدفع بالحل السلمي بعيدًا أكثر من أي وقتٍ مضى".
وأدان بلينكن، استمرار حملة الاعتقالات الجماعية لأبناء وأتباع عرقية تيجراي في العاصمة أديس أبابا، بعد توافد التقارير عن أن الحكومة الإثيوبية تكثف من عمليات التفتيش والاعتقالات التعسفية للتيجرايين، قائلًا: "نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن الاعتقالات التعسفية على أساس العرق في أديس أبابا".