علاج التقزم والشلل.. كيف تحمي الدولة الأطفال من خلال المبادرات الرئاسية؟
عادت نور عبد العليم، الطالبة في الصف السادس الابتدائي، من مدرستها، وأبلغت والدتها بضرورة زيادة أصناف طعامها الغنية بعنصر الحديد كما أخبرتها الزائرة الصحية التي أجرت لها وزملائها بعض التحاليل للكشف عن الأنيميا، إضافة إلى قياس الطول والوزن، ومقارنتها بالمعدل الطبيعي في هذا السن، للكشف عن مرضى التقزم والسمنة.
«نور» ضمن مليون و471 ألفاً و974 طالبًا تم فحصهم بمختلف مدارس الجمهورية للكشف المبكر عن أمراض «الأنيميا والسمنة»، خلال المبادرة الرئاسية التي تستهدف فحص 15 مليون طالب في المرحلة الابتدائية، والتي تم إطلاقها في 2019.
«الدستور» مع عودة المبادرة للمدارس، ووسط إجراءات مشددة لحمايتهم من فيروس كورونا، عرضت المبادرات الصحية التي أطلقتها الدولة لحماية الأطفال، سواء حديثي الولادة أو بالمدارس.
وكانت انطلقت المبادرات الرئاسية الخاصة بصحة أطفال المدارس كجزء من خطة الدولة لتنمية الإنسان والتي تبنتها استراتيجية 2030، لتنظم الحكومة متمثلة في وزارة الصحة عدة حملات صحية للأطفال منذ ولادتهم وحتى سن 14 عامًا، حيث سعت الصحة من خلال هذه الحملات إلى القضاء على الأمراض التي تسبب مشاكل صحية سواء حالية أو مستقبلية.
حملة لعلاج التقزم والسمنة والأنيميا
تستكمل الحملة الرئاسية لعلاج الأطفال من التقزم عملها في المدارس، وسط إجراءات احترازية لحماية الطلاب من فيروس كورونا، إذ انطلقت الحملة منذ عام 2019 واستمرت رغم جائحة كورونا، وجاءت فكرة الحملة بعد إجراء أخرى شبيهة مصغرة أجريت على نحو «500 طالب» في ديسمبر 2018، وأشارت النتائج إلى وجود مشكلات تتعلق بالسمنة والأنيميا لديهم.
وتستهدف المبادرة هذا العام فحص 15 مليون طالب فى المرحلة الابتدائية من المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، بـ29 ألفاً و444 مدرسة حكومية وخاصة، كما أن المبادرة تستمر فى العمل حتى نهاية السنة الدراسية بجميع محافظات الجمهورية.
وتستهدف إجراء الكشف المبكر عليهم من خلال لجان طبية تجوب جميع المدارس الابتدائية، وتقديم خدمة طبية متميزة للعلاج والوقاية من أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم، وتوفير التوعية الملائمة لنمط غذائي صحي وممارسة الرياضة، ما يساهم في الحفاظ على صحة الطالب، وبالتالي تنشئة أجيال من الشباب لا يعانون من أعراض صحية تؤثر على مستقبلهم.
الأمراض الوراثية
وفي ذات السياق، استهدفت المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض الوراثية، الكشف عن 19 مرضًا وراثيًا لدى حديثي الولادة، وتم فحص 26 ألف طفل، ضمن المرحلة الأولى للمبادرة تتضمن إجراء المسح الطبي لحديثي الولادة بحضانات الأطفال، في جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان.
وتستهدف المرحلة الثانية إجراء المسح الطبي لجميع حديثي الولادة بكافة المستشفيات الجامعية، ومستشفيات القطاع الخاص والوحدات الصحية، على مستوى الجمهورية.
كما تم تخصيص 7 مراكز لعلاج الأمراض الوراثية، وجارِ التوسع تباعًا في تلك المراكز لتشمل جميع محافظات الجمهورية، وتقدم خدمات العلاج والمتابعة الدورية بالمجان للأطفال الذين يعانون من أي أمراض وراثية.
الطفيليات المعوية
وتهدف الحملة القومية لتجريع طلاب المدارس إلى خفض معدل انتشار الديدان المعوية، وتجريع طلاب المدارس فى الريف والحضر، ويتم التجريع بقرص واحد مبندازول 500 ملجم آمن وفعال ضد الديدان المعوية قابل للمضغ وذو طعم مقبول ولا توجد له أية آثار جانبية.
استهدفت الحملة طلاب المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال بجميع المدارس «حكومي - خاص - أزهري».
حملة شلل الأطفال العضلي
في 2006، أعلنت مصر أنها خالية من شلل الأطفال، وواصلت وزارة الصحة تنفيذ حملات قومية سنوية لرفع الحالة المناعية للأطفال أقل من خمس سنوات ولرفع المناعة بين الأطفال غير المصريين الوافدين من البلاد التى يتواجد بها سريان لفيروس شلل الأطفال، لاستمرار الحفاظ على مصر خالية من المرض.
واستهدفت الحملة التطعيم ضد شلل الأطفال الجديدة لـ6 ملايين طفل، كما تهدف منع خطورة 15 نوعًا من الأمراض كما يسمح للأطفال الأجانب بالتطعيم ويكون التطعيم بالحقن وليس جرعات الطعم الفموي، وأن التطعيم يتم بالحقن سولك الجزيئي بجرعتين يفصل بينهما شهر.
وسجلت مصر آخر حالة شلل أطفال فى مصر 2004، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مصر خالية من المرض عام 2006.