مناقشة «فجر الضمير» لــ جيمس هنري بمركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية
في إطار فعاليات نادي كتاب، مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية، تعقد في السادسة والنصف من مساء الإثنين، الموافق 8 نوفمبر الجاري، أمسية جديدة لمناقشة كتاب "فجر الضمير"، لعالم الآثار والمؤرخ الأمريكي جيمس هنري بريستد، أستاذ علم المصريات ومؤسس معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاجو. يقدم الكتاب ويدير الأمسية، الباحث محمد سامي.
وكان عالم المصريات، الدكتور والأثري الكبير سليم حسن، قد ترجم كتاب "فجر الضمير"، لأول مرة إلي العربية عام 1956 وصدر منه عدة طبعات، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومشروع مكتبة الأسرة، والتي تنفد تماما خاصة في معارض الكتب وعلي رأسها معرض القاهرة الدولي للكتاب.
ويقول “سليم” فى تقديمه، للطبعة العربية من "فجر الضمير"، إنه كتاب يدلل على أن مصر أصل حضارة العالم ومهدها الأول، بل فى مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير، فنشأ الضمير الإنسانى بمصر وترعرع، وبها تكونت الأخلاق النفسية، وقد أخذ الأستاذ بريستد يعالج تطور هذا الموضوع منذ أقدم العهود الإنسانية إلى أن انطفأ قبس الحضارة فى مصر حوالى عام 525 قبل الميلاد»ّ.
ويستطرد: لاحظ هنري بريستد بذكاء أن: الإنسان صار أول صانع للأشياء بين مخلوقات الكون كله قبل حلول عصر الجليد، والأرجح أن ذلك كان من مليون سنة، وقد صار فى الوقت نفسه أول مخترع للأسلحة، وعلى ذلك بقى مليون سنة يحسّن هذه الآلات/ الأسلحة. ولكنه من جهة أخرى لم يمض عليه إلا أقل من خمسة آلاف سنة منذ أن بدأ يشعر بقوة الضمير إلى درجة جعلته قوة اجتماعية فعالة».
ويتابع: اتكأ هنري بريستد فى كتابه البديع على فكرة مدهشة، وهى أن الإنسان ظل يصارع أخاه الإنسان، وكل القوى المادية – وحوش/ رياح/ أعاصير/ فيضانات إلى آخره – طوال مليون سنة طور خلالها أدواته، ومن ضمنها السلاح. هذا السلاح كما يقول المؤلف بدأ «بالبلطة» وانتهى بالقنابل الذرية والقذائف المدمرة، فإذا كان الإنسان من مليون سنة يستطيع تحطيم رأس إنسان آخر بهذه «البلطة»، فإنه الآن يقدر أن يبيد الآلاف من البشر بقنبلة واحدة فى ثوان معدودات! أما الأخلاق ورقيها، فقد بدأت تتشكل منذ 5000 سنة فقط على ضفاف نهر النيل فى مصر.
يشار إلي أن "جيمس"، درس علم الآثار المصرية على يد الألماني "أدولف أرمان"، وحصل على الدكتوراه عام 1894، قضى شهر العسل في مصر، عين بجامعة شيكاجو، وكان أول من شغل كرسي المصريات والتاريخ الشرقي، أسس المعهد الشرقي بشيكاجو عام 1919، جاء إلى مصر عدة مرات محاولاً تسجيل كل الآثار التاريخية، كما ذهب في بعثات للعراق والأناضول، من أعماله: تاريخ مصر من أقدم العصور إلى العصر الفارسي، تطور الفكر والدين في مصر القديمة، تاريخ المصريين القدماء.