مئوية تأسيس الدولة الأردنية.. وانطلاقة "حكاية مكان"
لكل دولة حكاية، تبدأ من ذلك الخيط الرفيع المتماهي بين الحضارة والتراث البشري.
بحثا عن جماليات الخيط المدهش، أطلقت وزارة الثقافة الأردنية، منجزا جديدا بمناسبة احتفالات المملكة الأردنية الهاشمية بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، برنامج "حكاية مكان".
ما في هذا البرنامج من جمال وعبق، برز من لحظة الإطلاق، فتمايلت تلك العروق التي نسجت من الخيط الرفيع، حكايات الإنسان وثقافة وعارفه وقدرته على التنمية واحداث الفرق، في لحظة حب.
.. وزارة الثقافة الأردنية، ممثلة بوزيرتها د.هيفاء النجار، سعت لتنظيم" مسارات تراثية سياحية ثقافية" بحيث تتلاقح الأفكار وتمتد أثر الخيط الوطني الحضاري الثقافي، لتستقر بحب وجمال في مختلف محافظات المملكة، لتصبح حكاية مدينة، بكل ما فيها من تزامن معرفي واستشراف للمستقبل، وإيمان بخصوصية الأردن الهاشمي، النبيل، العربي، القومي، المشرع على دروب الجمال والفكر وتنمية الإنسان، وهي رسالة يحملها جلالة الملك عبدالله الثاني، رؤية هاشمية تمتزج مع جدل وتحدي الملك لكل تداعيات الواقع وما تعيشة الأمة.
تقول وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، ان حكاية مدينة ، هي ذات حكاية الإنسان والوطن ولهذا يهدف البرنامج إلى التوعية بالمواقع السياحية والتراث الثقافي غير المادي في الأردن مع ديمومة الحفاظ عليه، وربط السياحة بالثقافة، وتطوير وعي المجتمع المحلي بأهمية المواقع السياحية، والحكايا الشعبية المرتبطة بها، والتعريف بأهمية التراث الحضاري بشقيه المادي وغير المادي في تنمية المجتمعات المحلية اجتماعياً واقتصادياً.
.. هو الحق في السعي، واجتراح باكورة جميلة، كأنها منصة لتحريك التفاعل الحضاري، الإنساني، فكان هذا البرنامج، نقطة التقاء، تفاهم، وعي، إعادة إنتاج، لتكون البداية، مدينة لها حضورها العالمي، التراثي، الإنساني، حيث تؤشر لنا خارطة فسيفساء مادبا التي تحميها كنيستها، على حيوية هذا المسار التراثي الذي لملم الخيوط في كفة عريقة، لتكون البداية.
"حكاية مدن"، ينطلق بحب في روحانية مدينة مأدبا العريقة، التي حصلت على لقب المدينة الحرفية العالمية عام 2016، وانضمت إلى شبكة المدن المبدعة عن فئة الحرف اليدوية في العام 2017، وعلى لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022، لكونها مركزاً للتراث الحضاري والديني وموطنا للفسيفساء والحرف اليدوية في العالم القديم والي اليوم.
.. حكاية مادبا، كأنها حكاية عن القاهرة، أو الدوحة، أو بيروت، أو حاضرة الفاتيكان، أرض غِناها بالتراث والمعالم الاثرية والدينية والمعالم التاريخية، بالإضافة إلى المعالم الطبيعية الخلابة من وديان مميزة وإطلالات جبلية فريدة من نوعها.
عمليا، حكاية مدن، غيمة حب سينطلق مسارها صباح يوم الخميس المقبل، من مركز زوار مأدبا، ويشمل زيارة القصر المحترق، والحديقة الأثرية، ومعهد مأدبا لفن الفسيفساء، والشارع السياحي، وكنيستي الخارطة و الرسل، وجبل نيبو، ويختتم في متحف الحكاية التراثية (لاستوريا).
.. وضمن الرؤية العملية، ببعدها الثقافي والحضارية، تعيش حكاية مدن، لحظات التجليات الكبرى في في محافظة الطفيلة، جنوب المملكة، إذ من المقرر بحسب ما علمت "الدستور" فسيقام في الثامن عشر من الشهر الجاري ، بداية لإكتشاف آخر لجدل العلاقة بين المدينة والإنسان، من خلال زيارة قرية ضانا، وشجرة الطيار، وقرية آدوم بصيرا، ومقام الصحابي الجليل الحارث بن عمير الازدي، وقلعة السلعة / مدينة العين البيضاء ومخيم الرمانة.
لكل مدينة ما ينثر عطر البهجة والسعادة، لهذا تتكلل المسارات التي تنظمها مديرية التراث في وزارة الثقافة بالتعاون مع وحدة شؤون المحافظات ومديريات الثقافة في مدن ومحافظات المملكة الأردنية الهاشمية، لاتتحرك بقوة القلب، والانتماء، وجهاء وأبناء كل محافظة يرافقهم عدد من المثقفين والفنانين والإعلاميين والباحثين والمؤرخين والمهتمين بالشأن الثقافي والسياحية.
.. هي حالة، تعيد النظر في جدوى التنمية الثقافية والسياسية والوطنية، تحرك معالم النبت الصالح وتعزز جماليات الموروث البشري، ليتجدد صفحة من الزمان والمكان.. والحب.
- [email protected]
- مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية